ad a b
ad ad ad

شمال موزمبيق.. «داعش» يحاصر السكان ويشل الاستثمارات

الأربعاء 31/مارس/2021 - 03:59 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

يزداد الوضع الإنساني سوءًا في إقليم «كابو ديلجاو» بشمال موزمبيق، نتيجة سيطرة مسلحين من تنظيم «داعش» الإرهابي على مدينة «بالما» واضطرار المواطنين للنزوح هربًا من نيران الإرهاب المستعرة بالمنطقة ذات الاستثمارات الاقتصادية الكبرى.


ونقل موقع «RFI» عن «جوناثان ويتال» العاملة بمنظمة «أطباء بلا حدود»، أن الوضع الإنساني بشمال شرق موزمبيق صعب للغاية، فالمواطنون الفارون من الصراعات العنيفة في بؤر الشمال يتجهون إلى المخيمات في منطقة «بيمبا»، وعلى الرغم من مواجهتهم لأوضاع مآساوية كالمشي لأيام في ظل انعدام الأمن والخوف الشديد من بطش الجماعات الإرهابية، أو الاضطرار للقوارب المتهالكة بدون ماء وطعام للوصول إلى هذه المخيمات، فإنها مكتظة للغاية ولا تشمل رعاية كافية وبها نقص شديد في إمدادات مياه الشرب.

شمال موزمبيق.. «داعش»

الإرهاب يشرد المواطنين في شمال موزمبيق

أدت أعمال العنف المتصاعدة منذ عام 2017 في «كابو ديلجاو» إلى مقتل 2600 شخص إلى جانب نزوح 670,000 آخرين أغلبهم اتجهوا إلى بلدة «بيمبا»، ما يجعل الوضع الإنساني في تردٍ كبير مع استمرار العمليات الإرهابية.


وتجعل الهجمات العنيفة والقتال بين الجماعات الإرهابية وقوات الأمن من الصعب على طواقم الإغاثة أو العاملين بالمجال الإنساني من الوصول إلى المنطقة التي تحتوي على مخيمات الفارين من الإرهاب؛ ما يهدد بمعيشة صعبة في نطاق شرق أفريقيا، ويزيد من معاناة القارة مع التطرف والإرهاب.

شمال موزمبيق.. «داعش»

بالما في قبضة الإرهاب

احتفظت مدينة «بالما» بشمال شرق موزمبيق باهتمام وسائل الإعلام منذ 26 مارس 2021 عندما بدأت الأنباء في التواتر حول هجوم كبير لتنظيم «داعش» على المنطقة ومحاصرتها، ما اضطر قوات الأمن للانسحاب ومن ثم سيطر الدواعش على «بالما» القريبة من موقع تنقيب عن الغاز تعمل به الشركة الفرنسية «توتال» باستثمارات حوالي 20 مليار دولار هي إجمالي حصتها مع شركات أخرى متعددة الجنسيات.


وأظهر الحصار الذي نفذته عناصر «داعش»، مئات المواطنين من الموظفين أو العمال الأجانب لمدة 3 أيام في إحدى فنادق المنطقة، قبل أن تستطيع السلطات تحريرهم في 27 مارس 2021 وعددهم حوالي 80 شخصًا مدى ضعف القدرات الأمنية لقوات البلاد.


وحول الأوضاع الأمنية بالمنطقة قال علي بكر، الباحث في شؤون الحركات الإرهابية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في تصريح سابق لـ«المرجع» إن ضعف التأمين وتراجع مستوى القوات يلعب دورًا في استفحال الإرهاب بمناطق أفريقيا الهشة، وبالتالي فإن وجود ثروات طبيعية، جنبًا إلى جنب مع التراجع الأمني، يدفع الإرهابيين إلى الانتشار في تلك البؤر.

شمال موزمبيق.. «داعش»

التدخل الدولي والمصالح الاقتصادية

أدى التراجع الأمني بالمنطقة إلى قرار أمريكي بالاتفاق مع موزمبيق بتولي الجيش الأمريكي تدريب جيش البلد الأفريقي وقوات الأمن به، لمدة أسبوعين لمواجهة الجماعات الإرهابية، كما اقترحت فرنسا والاتحاد الأوروبي المشاركة في مساعدة مابوتو على تجاوز الأزمة.


وتعاني الشركات العاملة في مجال التنقيب عن الغاز في «كابو ديلجاو» من تضرر اقتصادي كبير، في 25 مارس 2021، قررت شركة «توتال» الفرنسية العودة للعمل بالمنطقة بعد تأكيدات من السلطة بتأمين المنطقة وإبقائها تحت السيطرة، إلا أن المتطرفين انقضوا على مدينة «بالما» القريبة منها، وبدأوا في القتال والمحاصرة بعدها بيوم أو ساعات فقط، ما يوحي بوضع صعب يتزايد مع الوقت.


وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت في 11 مارس 2021، إدراج المدعو «أبو ياسر حسن» زعيم حركة الشباب الموالية لداعش في موزمبيق على لائحة الإرهاب.


المزيد.. «ولاية وسط أفريقيا» تدخل خريطة التنافس الدولي بتمهيد داعشي

الكلمات المفتاحية

"