ad a b
ad ad ad

عالم ما بعد كورونا.. مخاوف من انتشار الكراهية والترويج للعنف وتغذية الإرهاب المضاد

الأربعاء 07/يوليو/2021 - 10:46 ص
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

كان عام 2020  استثنائيًّا بكل المقاييس، مع انتشار فيروس كوفيد-19، والذي غير شكل الحياة عالميًّا مع تحوله لجائحة، وأصبح ضرورويًّا إعادة التفكير في كافة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية حتى مكافحة الإرهاب في فترة ما بعد اللقاح.

عالم ما بعد كورونا..

نشر الكراهية

على مدى العام الماضي، حاولت المنظمات الإرهابية استغلال الوباء العالمي لنشر دعاية الكراهية، وتفاقم انعدام الثقة في المؤسسات العامة، وهو ما يحدده تقرير الاتحاد الأوروبي الجديد عن حالة الإرهاب واتجاهاته لعام 2021.


واجهت دول أوروبا، 57 هجمة إرهابية مكتملة وفاشلة ومحبطة في الاتحاد الأوروبي أبلغت عنها النمسا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا؛ فيما كان الوباء حاضرًا في الكثير منها.


ويشير التقرير إلى أن الإرهابيين يستغلون الاستقطاب في المجتمع لتلويث المناخ الاجتماعي بأيديولوجيات عنيفة، وهو توجه لاقى رواجًا خلال السنوات الأخيرة، لكن مع انتشار الوباء COVID-19  أدى إلى زيادة تسريع هذا التطور.


يقول التقرير إنه: «كانت هناك زيادة ملحوظة في عدم تسامح المعارضين السياسيين، في حين أن عدد الأفراد الذين يمارسون العنف اللفظي أو الجسدي آخذ في الازدياد أيضًا».


الترويج للعنف

وتزداد المخاوف من استمرارية النهج الداعي إلى تصعيد العنف، فتظل الضغوط التي عانى منها الأفراد خلال العام الماضي وتأثيرات الوباء سواء على مستوى الدخول والأوضاع الاقتصادية، أو حتى ازدياد الوقت المعرض له الأفراد للتعامل عبر الإنترنت، يحتمل أن يشجع الأفراد الضعفاء على التحول إلى العنف.


ومع التعرض الكثيف لشبكات التواصل الاجتماعي، نتيجة اتخاذ الدول قرارات الإغلاق الجزئي أو الكلي لمواجهة انتشار الوباء، وجد المتطرفون والإرهابيون فرصًا جديدة في زيادة الوقت الذي يقضونه على الإنترنت، وترويج أفكارهم ونشر أيديولوجياتهم.

عالم ما بعد كورونا..

تغذية الإرهاب

ووفقًا للتقرير، تشمل الموضوعات التي تغذي الإرهاب اليساري عدة مجالات، بينها مناهضة الفاشية، ومكافحة العنصرية، واضطهاد الدولة المتصور، لكنها توسعت الآن لتشمل موضوعات جديدة مثل التشكك في التطورات التكنولوجية والعلمية، وإجراءات احتواء COVID-19 والقضايا البيئية.


وتقول إيلفا جوهانسون، المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية، إن تقرير اليوروبول الأخير، يوضح أنه في عام الجائحة، ازداد خطر التطرف عبر الإنترنت، وبشكل خاص بالنسبة لإرهاب اليمين، و«نحن ملتزمون بالتصدي لهذا التهديد المتزايد».


كما دعت كاثرين دي بول، المديرة التنفيذية لليوروبول، إلى ضرورة استهداف انتشار الكراهية والأيديولوجيات العنيفة عبر الإنترنت، لمواجهة التمدد المحتمل لتداعيات فترة الوباء على انتشار التطرف والعنف.


وطالبت بأن تتم تلك المواجهة، من خلال مشاركة المعلومات في الوقت الفعلي، واستخدام أحدث التطورات التكنولوجية في إطار حماية بيانات قوية، لزيادة تعزيز الطريقة التي تُحارب بها الإرهاب بجهود جماعية.


ويمكن النظر إلى الإرهاب باعتباره فيروسًا مثل الكوفيد، وهو تشبيه ذكر في يتقرير نشره المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب ICT في مارس 2021، أشار إلى أن أحد القواسم المشتركة البارزة لكلا الجائحتين (الإرهاب وكورونا) أن كلتا الظاهرتين معدية وتنتشران بشكل سريع.


ويشير التقرير إلى أنه إذا انتشر فيروس COVID-19 من خلال الاتصال البشري والتعرض لشخص مريض، فإن فيروس الإرهاب يصيب عبر الويب ووسائل التواصل الاجتماعي، فيما قد يتسبب تعرض الأشخاص لمحتوى تحريضي وتطرف عبر الإنترنت في انتشار العدوى لدوائر واسعة من الأشخاص الذين قد يتبنون وجهات نظر متطرفة تشجع الهجمات الإرهابية، وتؤدي إليها.


ذئاب منفردة

وتتجلى هذه الظاهرة بشكل خاص في هجمات «الذئب المنفرد» التي تكون في كثير من الحالات مصدر إلهام للهجمات الإرهابية -يصبح الجاني نموذجًا يحتذى به للآخرين، ويلهمهم لاتباع قيادته، وفقًا للتقرير.


كما أشار التقرير إلى أن كلتا الظاهرتين عابرتان للحدود، حيث لا يمكن إيقاف فيروس COVID-19 عبر الحدود، وكذلك التحريض والإلهام والأنشطة الإرهابية.


بالنظر إلى التداعيات الأوسع للظاهرة، يمكن للمرء أن يلاحظ العديد من أوجه التشابه هنا مرة أخرى: يتسبب كل من COVID-19 والإرهاب في ضرر اقتصادي شديد. تسببت تدابير COVID-19 التي تتطلب التباعد الاجتماعي والحجر الصحي في انخفاض كبير في الناتج المحلي الإجمالي للعديد من البلدان، بالإضافة إلى ذروة غير مسبوقة لمعدلات البطالة.


وكانت سياحة الحركة الجوية وصناعة أوقات الفراغ من بين الأشد تضررا، وبالمثل في أعقاب الفظائع الإرهابية كـ11 سبتمبر في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى موجات الإرهاب الأخرى في بلدان مختلفة، تسببت هذه الإجراءات في أضرار جسيمة لهذه الصناعات والاقتصادات الأخرى.

الكلمات المفتاحية

"