ad a b
ad ad ad

دعشنة كورونا.. إستراتيجية التنظيم الإرهابي في استغلال الوباء

الثلاثاء 21/أبريل/2020 - 11:55 ص
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

حالة استغلال مارسها تنظيم «داعش» الإرهابي في الآونة الأخيرة، لا سيما مع تفشي وباء فيروس «كورونا» المستجد، ساعيًا من خلالها إلى الانتشار والتوسع وتجنيد المزيد من العناصر في صفوفه، من خلال نشر خطاب وهمي، يدعو عناصره فيه لتقليل النشاط؛ لتفادي تفشي الفيروس بين عناصره، بينما يكثف عملياته من جهة أخرى، مستغلًا حالة التراخي الأمني في سوريا والعراق، والتي كان آخرها، إعدام 8 مدنيين سوريين، السبت 4 أبريل 2020.


 دعشنة كورونا.. إستراتيجية

دعشنة كورونا

فعّل التنظيم الإرهابي خطابه الإعلامي الممتلئ بالكراهية، وقام بتصوير الوباء العالمي الذي أصاب دول العالم، على أنه بمثابة عقاب إلهي على الغرب فقط، ولمن يصفهم بـ«الكفار»، ساعيًا إلى العودة مجددًا، في ظل انشغال العالم أجمع بالبحث عن علاج؛ لوأد الوباء العالمي.


للمزيد: فرصة ثمينة لعودة «داعش».. الجيش العراقي يخفض عناصره للنصف بسبب «كورونا»


 دعشنة كورونا.. إستراتيجية

خطاب الكراهية

بالرغم مما أعلن عنه التنظيم في وقت سابق، بمطالبة عناصره، بتعليق عملياته الإرهابية، إلا أن هذا الإعلان لا قيمة له؛ إذ أقدم  السبت 4 أبريل 2020، على إعدام 8 مدنيين سوريين، في محافظة دير الزور، شرق سوريا، عقب خطفهم، أثناء بحثهم عن مادة «الكمأة»، في بادية التنبي، بريف دير الزور الشمالي الغربي، وذلك بحسب وكالة الأنباء السورية. 


وركب التنظيم الإرهابي الموجة، من خلال بث خطاب الكراهية المعتاد عليه، بتصويره هو وأقرانه الوباء، على أنه بمثابة العقاب الإلهي، الذي حل على البشر، ولمن يوصفون بـ«الكفار»، إضافةً إلى أنه غضب من الله على الدول الغربية، متناسين أنه حل بالجميع، سواء بالدول الغربية أو دول الشرق الأوسط، دون تفرقة بين دين أو جنس أو عرق.


وخلال مجلة «النبأ» الداعشية -الصادرة عما يعرف بديوان الإعلام التابع للتنظيم الإرهابي- قال التنظيم: إن الوباء – فيروس كورونا المستجد- قتل من الأمريكيين في غضون فترة قصيرة، أكثر ممن سقط في هجمات 11 سبتمبر 2001، كما أنه أظهر ضعف الولايات المتحدة، وأنها ليست بالدولة صاحبة القوة التي لا تقهر كما يروج لها.

 دعشنة كورونا.. إستراتيجية

التوسع والانتشار

ويستغل التنظيم الإرهابي حالة التراخي المتواجدة في شمال شرق سوريا؛ بسبب انسحاب قوات الجيش الأمريكي منها، وتفشي الوباء في سوريا وبين المخيمات التي يتواجد فيها عناصر وعوائل التنظيم الإرهابي، ففي حال استغلال التنظيم لظروف تفشي الوباء، فإن المنطقة لن يكون لديها ما يكفي من الموارد؛ لمساعدة المصابين، الأمر الذي سيمكن التنظيم الإرهابي من اتخاذ الأمر حجة؛ لتجنيد عناصر جدد في صفوفه، إضافةً إلى القيام بعمليات أكثر دموية.


ومع ظهور الوباء في دول الشرق الأوسط، لا سيما سوريا والعراق، بدأت تظهر تحركات لخلايا التنظيم الإرهابي، بمهاجمة مواقع لقوات الجيش السوري والميليشيات المسلحة في سوريا؛ إذ عاد التنظيم الإرهابي من خلال تلك العمليات إلى الإستراتيجية التي سار عليها منذ بداية ظهوره، باستغلال حالة الفوضى والكوارث الطبيعية؛ من أجل تنفيذ هجمات من دون اكتراث لمواثيق أو إقامة أي اعتبار لقواعد الحرب، والاشتباك مع العدو.


ووفق مجموعة الأزمات الدولية، خلال تقرير لها عن المستفيد من انتشار الوباء، فإن التنظيم الإرهابي اعترف بأن قوات الأمن التي تعمل على محاربته، سوف تكون مشغولة بالتعامل مع تفشي «كورونا»، وأنه يجب على المقاتلين الاستفادة القصوى من هذه الأزمة، محذرةً من أن مثل هذه الهجمات يمكن أن تحدث في ظل تفشي الوباء العالمي، خاصةً في البلدان التي تعاني بشدة من تفشي المرض، أو تتعامل بالفعل مع اضطرابات داخلية، لافتةً إلى أنه لم يُظهر بعدُ رؤية إستراتيجية واضحة لهذا الوباء، وقام فقط بتوزيع مشورة صحية على أتباعه، حول كيفية تجنب المرض على أساس القرآن، وأظهر ميلًا إلى استغلال الفوضى وكسب الأراضي والأتباع؛ حيث توجد الصراعات بالعقل، أو عندما تواجه الدول الضعيفة اضطرابات اجتماعية.


للمزيد: «الإرهاب البيولوجي».. هل يستغل «داعش» أزمة «كورونا» لنشر الفيروس؟


"