جرذان المناطق النائية.. داعش يهرب للجنوب الليبي وينفذ عمليات صغيرة لإثبات وجوده
كلما زادت الضربات
الموجهة له، يحاول تنظيم «داعش» الإرهابي باستماتة أن يبقى على قيد الحياة
حتى لو مجرد ظهور ضعيف بعملية هنا وأخرى هناك ليخدع أنصاره ويوهمهم بأنه عصي على
الهزيمة، وهو ما فعله داعش في الجنوب الليبي، حيث ظهر مجددًا بأكثر من هجوم في خلال
العشرة أيام الماضية، وأعلن التنظيم تبنيه الهجوم في جنوب ليبيا، حيث قتل نقيبا في
«لواء شهداء» يوم الإثنين 14 يونيو الجاري في سيارته بعد تفجير عبوة
ناسفة.
وهو الأمر الذي سلطت عليه مجلة «فورميكي» الإيطالية الضوء عليه، إذ قالت: إن التنظيم الإرهابي عاد للظهور في ليبيا من خلال شن هجمات للانتقام، مشيرة إلى أن الخطر يتمثل في مسألة أمن فزان جنوب ليبيا، والذي يمتد إلى الأمن الإقليمي.
جرذان المناطق
النائية
بحسب دراسة صادرة عن مركز
الإمارات للسياسات بعنوان «مخاطر تمدد تنظيم داعش في جنوب ليبيا»، فإنه بعد طرد
تنظيم داعش من معقله في سرت، مطلع ديسمبر 2016، لجأ التنظيم إلى المناطق النائية،
من خلال العمل على شكل مجموعات، تتحرك في المناطق الهشة، وغير المسيطر عليها أمنيًّا،
وهي المناطق التي تفصل بين ميليشيات ما تسمى «البنيان المرصوص» برئاسة فايز
السراج، وقوات «الجيش الوطني الليبي»، بقيادة المشير خليفة حفتر.
وبحسب نفس الدراسة استطاع التنظيم أن يطور من استراتيجيته الإرهابية عبر أسلوب حرب العصابات في فزان،
حيث تقوم مجموعات متنقلة من الإرهابيين ما بين 15-20 شخصًا بتنفيذ
ضربات مفاجئة وسريعة.
تمدد زائف وانتشار وهمي
ويهدف تنظيم داعش
من الانتشار الوهمي بالجنوب الليبي إلى التمدد لدول الجوار (تشاد والنيجر
والسودان)، كما أنه يسعى لاستقطاب وتجنيد المرتزقة عبر الحدود من دول
الجوار، واستقطب التنظيم مجموعة مِن السودانيين دخلت إلى ليبيا عبر بلدة
العوينات الجبلية على طول طرق تجار البشر عند مفترق الطرق على الحدود الليبية.
كما يواصل التنظيم
استغلال علاقاته مع شبكات التهريب لتجنيد المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى
أوروبا.





