ad a b
ad ad ad

هنا يختبئ جرذان «داعش».. إرهابيو التنظيم يتجمعون في جبال العراق وعودتهم «مؤكدة»

الأحد 09/ديسمبر/2018 - 10:55 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس الماضي، مقالًا كشف عن سلسلة جبال مُقفرة يتخذها التنظيمُ مخبأً لعناصره في العراق.


ويقول كاتب المقال جوناثان سباير، وهو مدير مركز الشرق الأوسط للإبلاغ والتحليل وزميل باحث في معهد القدس للدراسات الاستراتيجية ومنتدى الشرق الأوسط: إن تنظيم داعش اتخذ من منطقة سلسلة جبال قرة جوخ النائية في شمال العراق، مقرًا جديدًا لتجمع عناصره.


ويرى سباير، أن المنطقة النائية والجافة، مُناسبة وجذابة لجوهر تنظيم داعش الإرهابي، مشيرًا إلى أن المجموعة الإرهابية لم تنتهِ بعد، وأنها تعكف الآن على إعادة تجميع عناصرها في هذه المنطقة، بعدما نجت من الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على مدار أربع سنوات ضد خلافتها المزعومة.

هنا يختبئ جرذان «داعش»..

يقول سرود بارزانجي، وهو ضابط في اللواء الرابع عشر للبيشمركة الكردية، كلفته الحكومة الإقليميَّة الكرديَّة حاليًّا بالحفاظ على الأمن في المنطقة الجبلية، إنه «مضى على وجود القاعدة في هذا المكان أكثر من 15 عامًا، الآن غيروا اسمهم إلى داعش.. وافد جديد».


ويضيف أن عناصر داعش يعيشون في كهفٍ ساحرٍ من هذه الكهوف، وعلى بعد ميلين تظهر نقاط التفتيش الأولى لقوات الأمن العراقية، في المنطقة العازلة بين القوات الكردية والعراقية، تجد داعش مكانها المناسب.


وبحسب ما نقله سباير، ففي غرفة الاطلاع على البيشمركة على الجبل، يتتبع العقيد بارزانجي الطريق الذي يستخدمه رجال داعش للوصول إلى ملاذهم في الكهوف، يبدأ على الجانب الغربي من نهر دجلة جنوب الموصل حول بلدة حمام علي، هذه المنطقة من العراق معروفةً للسكان المحليين، والمُقاتلين البشمركة والعرب على حد سواء بـ«قندهار» - مثل إقليم أفغانستان المشهور بالعنف - بسبب قوة الدعم هناك للقضية السنية الجهادية.


يقول العقيد برزانجي: «إنهم يعبرون نهر دجلة ويتوجهون إلى الجنوب الشرقي»، ويمرون عبر القرى هنا عبر نهر الزاب الكبير، وأخيرًا إلى ملاذ كهوف الجبل.


«القرى على طول الطريق كانت لمؤيدي داعش. على سبيل المثال مكان واحد من تلك القرى كان تل الريم» جاء منه 9 أمراء لداعش؛ لذلك يمر المقاتلون عبر تلك المناطق ويترك القرويون الطعام لهم يأتون سيرًا على الأقدام أو على الدراجات النارية.

بمجرد وصول المقاتلين إلى أحد الكهوف بالجبل الصارم، فهم يعدون آمنين نسبيًّا؛ لكن يقابلهم تحدي العثور على الماء، ولمواجهة تزايد تجمع المقاتلين قامت القوات العراقية بتسميم البئر الطبيعي، ما يحد من عدد الرجال القادرين على العيش هناك.


وقرة جوخ هي منطقة واحدة فيما يسميه بعض المراقبين «الدولة الجبلية» لداعش، وقد وجد تقريرٌ حديثٌ لمعهد دراسة الحرب أن داعش تحافظ على شبكات مماثلة من الدعم والسيطرة الفعلية في جبال حمرين في محافظة ديالي، والحويجة، منطقة شرق محافظة صلاح الدين، وجنوب مدينة الموصل - كلها في قلب العراق السني المركزي.

هنا يختبئ جرذان «داعش»..

ويقول تقريرٌ بعنوان «انبعاث الدولة الثانية لداعش»، إن عدد المُقاتلين المُتاحين لتنظيم داعش في العراق وسوريا عند 30 ألف مقاتل، ويقدر أيضًا أن التنظيم قد هرّب ما يصل إلى 400 مليون دولار من العراق واستثمرت في جميع أنحاء المنطقة، فيما لا تزال  المولدات التقليدية للجماعات الإرهابية بما في ذلك عمليات الاختطاف والابتزاز وتهريب المخدرات، مستمرة داخل سوريا والعراق.


وفي تقرير نشره موقعٌ عراقي، قبل أسبوع، عاد إرهابيو داعش، لممارسة أنشطتهم العسكرية بدءًا من سفح جبل قره جوخ حتى سهل قراج وقضاء الحويجة، في منطقة متميزة استراتيجيًّا لأنها تربط بين أربع محافظات هي نينوى وكركوك وصلاح الدين وأربيل.


ووفقًا لما نقله الموقع عن شهود عيان، فإن «عناصر داعش يطرقون أبواب البيوت في قرانا ويطلبون الماء والطعام ويكون القتل مصير كل من يمتنع عن تلبية ما يريدون».


وتُعد هذه المنطقة خالية أمنيًّا، ما يُسهل عملية تجمع عناصر داعش، بحسب مراقبين.


ويرى الكاتب سباير، أن الطابع الطائفي للعديد من القوى التي تم تجميعها تحت راية الحكومة العراقية يفاقم المشكلة؛ حيث إن الميليشيات الشيعية التابعة لوحدات التعبئة الشعبيَّة هي الآن جزءٌ رسميٌ من قوات أمن الدولة، لكن العديد منهم موالون لطهران وليس بغداد.


وكان السكان العرب السنّة في سوريا والعراق هم الخاسرين الرئيسيين لعقد الفوضى في المنطقة؛ حيث يسعى تنظيمُ داعش لتسخير غضب كثير من الشبان في هذه المجتمعات على لسان «رايته» ويعمل على التحرك في الأماكن النائية بشكل مألوف، وهو ما يجب على الغرب أن ينتبه له.


وتشير التقديرات إلى أن ما بين 1500 و2000 من المُسلحين، يتحصنون داخل المنطقة المحيطة ببلدة حاجين السورية، في وادي نهر الفرات الأوسط، فيما يحاول تحالف من الكرد السوريين والعرب، المدعوم من الولايات المتحدة، تضييق الخناق على الجيب الأخير من الأراضي شرق سوريا الذي يسيطر عليه داعش.

هنا يختبئ جرذان «داعش»..

ومع كل المحاولات لمحاصرة التنظيم، إلا أن تقارير للجيش الأمريكي حذرت من أنه في الوقت الذي يخوض فيه المتطرفون «غضبًا أخيرًا من أجل طموحاتهم الشريرة» إلا أنهم «لم يهزموا بعد».


وقبل أربع سنوات، استولى «داعش» على مساحات شاسعة من الأراضي في كلٍّ من سوريا والعراق، وأعلنوا إنشاء «خلافة» مزعومةٍ على ما احتلوه من أراضٍ، وفرضوا حكمهم الوحشي على ما يقرب من ثمانية ملايين شخص، لكنهم الآن، يسيطرون على حوالي 1٪ فقط من الأراضي التي كانوا يمتلكونها، وفقا للتقرير.


لكن على الرغم من خسارة الأرض، تحذر تقارير مختلفة من قوة داعش، والمتمركزة بشكل أساسي في حفاظه على قوام مقاتليه، فقال تقرير نشرته صحيفة «تايمز» البريطانية أغسطس الماضي، تحت عنوان «لم يمت بعد»، أكدت فيه، أنه على الرغم من أن «داعش» واجه هزيمة عسكرية شاملة في العراق، فإنه مازال قويًّا، لأنه أعاد بناء نفسه كشبكة إرهابية رئيسية للمتطرفين الإسلاميين في كل مكان في العالم.


وقال تقرير نشرته بي بي سي، في نوفمبر الماضي، إنه لايزال هناك 14 ألف إرهابي من «داعش» في سوريا، وأكثر من 17 ألف في العراق.


ويقول التقرير الذي يحمل عنوان «بعد الخلافة.. ما هو القادم لداعش؟»، وفقًا لخبراء: إن هناك ما بين 3000 و4000 مسلح من «داعش» في ليبيا، وحوالي 4000 آخرين في أفغانستان، كما أن التنظيم له وجودٌ قوي في جنوب شرق آسيا، وغرب أفريقيا، واليمن، والصومال.


وغيَّر مقاتلو التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا، تكتيكات عملهم، ونفذوا تفجيرات واغتيالات وعمليات اختطاف أثناء محاولتهم إعادة بناء شبكاتهم، بينما في البلاد البعيدة عن الصراع، يستمر الأفراد الذين يستوحون أفكارهم من أيديولوجية التنظيم في شن هجمات في أوروبا وأماكن أخرى، بحسب التقرير.

"