«داعش» يحاول إثبات وجوده في العراق بتصعيد العمليات

أعلن تنظيم «داعش»، خلال هذا الأسبوع،
سيطرته على قرى عدة في مدينة الحويجة (جنوب غرب محافظة كركوك)، وذلك تزامنًا مع الهجمات
الإرهابية التي شنتها عناصر التنظيم خلال الأيام السابقة على أماكن متفرقة في المدينة،
خاصةً على أكمنة الشرطة.
للمزيد: «داعش» يستعيد ذكرياته السوداء فى العراق بـ«أسياف الجهاد»

وكانت «الحويجة»، ضمن المدن العراقية التي
دخلها التنظيم عام 2014، ثم فقد السيطرة عليها في أعقاب عام 2017 عقب الضربات المتتالية
التي وجهها له الجيش العراقي، بدعم من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة
الأمريكية، وخلال الفترة التي سيطر فيها التنظيم على المدينة، تعرضت المدينة للعديد
من الجرائم التي ارتكبها التنظيم ضد البشرية، فخلال الأيام العشر الأولى من ظهور داعش
قام بإعدام 10 أشخاص، من مواطني قضاء الحويجة بتهم متعددة منها التخابر مع الدولة،
بحسب زعمهم، ويعيش بالحويجة قرابة 150 ألف نسمة جميعهم كانوا تحت قبضة عناصر التنظيم.
وفي السياق ذاته رصدت تقارير إخبارية عراقية،
تصعيدًا واضحًا في العمليات الإرهابية التي يقوم بها «داعش» في جميع مدن العراق، وخاصة
ضد الأماكن المُحررة، وعلى سبيل المثال استهدفت عناصر التنظيم محطات المياه والكهرباء
وأنابيب الغاز وحقول النفط المختلفة وبعض المؤسسات الحكومية.
وأوضحت التقارير، أنه رغم التعاون الموجود
بين أهالي المناطق المُحررة، وقوات الجيش العراقي للتخلص من فلول «داعش»، إلا أن عناصر
التنظيم مازالت موجودة وفاعلة بشكل واضح، من خلال العمليات الإرهابية التي تقوم بها،
وكذلك من خلال عمليات السرقة والنهب التي تقوم بها ضد المواطنين في الطرقات والأماكن
العامة في المدن المحررة.

تحركات
داعشية
وفي دراسة ميدانية أجراها «مركز الروابط
للبحوث وللدراسات الاستراتيجية» العراقي في يونيو الماضي، أكدت أن عددًا كبيرًا من العناصر
التابعة للتنظيم، والتي تتخذ من جبال «حمرين» مقرًّا لها، بدأت تتسلل خلال الأيام السابقة
إلى نقطة تُسمى بـ«أنجاته»، موجودة على الطريق الرابط بين محافظتي كركوك وبغداد،
متنكرة في ملابس خاصة بالشرطة العراقية، وقامت بعمليات تفتيش للمواطنين، ثم انسحبت
باتجاه بعض المناطق التي تُشكل لها مناخًا ملائمًا.
أسباب
عودة «داعش» الجزئية للعراق
وتقول الدراسة، إن عودة «داعش» في الوقت
الحالي لأماكن متفرقة في العراق لها عدة أسباب، من ضمنها؛ الثغرات الأمنية التي يستغلها
عناصر التنظيم، وتأتي بسبب ضعف الإجراءات الأمنية العراقية، وعدم انسيابيتها، واستمرارها
بشكل فعال وقوي، وهي التي من المفترض ان تحظى باهتمام كبير؛ خاصة من ناحية محافظتى
كركوك وصلاح الدين.
الأمر الثاني؛ أن تلك المنطقة بها عدد كبير من الخلايا النائمة التابعة لــ«داعش»، وتلك الخلايا ساعدت بقية العناصر في الدخول
للعراق من جديد، أما الأمر الثالث؛ فهناك مناطق عراقية لا يوجد بها أي تشديدات أمنية
يستغلها «داعش»، وتدخل عناصره فيها، لأنها تعلم أنها ستكون بعيدة عن أعين الأجهزة الأمنية،
كما استطاع التنظيم خلال الفترة السابقة أن يقوم بعمليات إرهابية، أكثر عنفًا ومقارنة، بالعمليات التي كان يقوم بها في السابق.