التخلي عن «داعش».. مخطط «أردوغان» للفوز بالرئاسة
السبت 23/يونيو/2018 - 04:06 م

آية عز- أحمد عادل
حاولت وكالة «الأناضول» التركية في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة 22-6-2018، تبييض وجه حكومتها -المعروفة بدعمها للجماعات الإرهابيَّة في منطقة الشرق الأوسط- قبل الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها يوم الأحد 24 يونيو 2018.
ونشرت خبرًا تقول فيه: إن الشرطة التركية استطاعت إلقاء القبض على نحو 14 عنصرًا تابعًا لتنظيم «داعش»، رغم وجود الكثير من الأدلة والحقائق التي تُثبت دعم تركيا لـ«داعش» في سوريا، إضافة إلى الاتهامات التي تحوم حولها في هذا الشأن.
علاقة غير شرعية
في سبتمبر 2014، بدأت مؤشرات العلاقة غير الشرعية بين تركيا وتنظيم داعش، عند ظهور الأخير في سوريا والعراق، خاصةً أن البلدين متلاصقا الحدود مع تركيا، ووجهت أوروبا حينها اتهامات لتركيا بدعم داعش، عقب رفضها الانضمام إلى التحالف الدولي بذريعة وجود رهائن أتراك في مدينة الموصل شمالي العراق تحت قبضة التنظيم، وأنها تخشى على حياتهم.
وكان رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو، قد أعلن في 20 سبتمبر 2014 أن وكالة المخابرات التركية أعادت الرهائن الأتراك الذين أسَرهم «داعش» في الموصل، فيما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حينها: إن «الإفراج عن 49 رهينة أسرهم تنظيم داعش، كان جزءًا من عملية للمخابرات التركية»؛ ما أثار حينها علامات استفهام.
وقبل الإفراج عن الرهائن، وتحديدًا في 17 سبتمبر 2014، نفى «أردوغان» أن تكون بلاده تقدم أي نوعٍ من أنواع الدعم أو شراء النفط من «داعش»، قائلًا: إن «هذه الاتهامات هي وقاحة وسفاهة»، بحسب تعبيره.
ورغم نفي «أردوغان»، نشرت صحيفة «التايمز» البريطانية، في أواخر 2014، تقريرًا قالت فيه: إن «مجموعة من عناصر داعش يختبئون في تركيا، وكان من المفترض أن ينتقلوا إلى دول أوروبا لتنفيذ هجمات إرهابية»، مؤكدة أن هناك نحو 300 عنصر إرهابيّ يحملون الجنسية البريطانية، وانضموا إلى تنظيم «داعش»، ويختبئون في تركيا.
كما ذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، في 25 أغسطس 2014، أن العديد من الشباب الأوروبي انضموا إلى «داعش» عبر الأراضي التركية، دون أن تحاول السلطات التركية إيقافهم.
تسليح «داعش»
ومن جانبه، أكد فرانسيس بويل، أستاذ القانون الدولي بجامعة إلينوي، بولاية شيكاغو الأمريكية، أن تركيا خلال السنوات الماضية، عملت على تسليح جميع الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق، على رأسها تنظيم «داعش».
وأوضح «بويل» في تصريحات، نقلتها وكالة «سبوتنيك» الروسية، أن الولايات المتحدة الأمريكية تعاونت مع الحكومة التركية؛ من أجل دعم الجماعات المتطرفة في التسليح، خاصة «داعش».
وأضاف أن تركيا أسهمت في إرسال أسلحة ثقيلة إلى داعش، منها «صواريخ، وآر بي جي»، مشيرًا إلى أن تلك الأسلحة كانت تصل إلى داعش عن طريق شاحنات، تُرسل إلى سوريا والعراق على أنها مساعدات إنسانية.
وتابع: «إن الدليل على صحة حديثه، أنه تم الكشف عن شحنات أسلحة مخفاة في صورة مساعدات إنسانية، يوم 19 يناير عام 2014، وحينها تم إيقاف 3 شاحنات متجهة من تركيا لسوريا، وتم ضبطها بمدينة «هاتاي» التركية، وفي ذلك الوقت تم العثور على أسلحة ثقيلة وعتاد حربي كبير تم إخفاؤه تحت صناديق مواد الإغاثة الطبية».
معسكرات داعشية في تركيا
وكشف التلفزيون الرسمي الألماني «ARD»، من خلال تقرير له، أن هناك معسكرات لتنظيم «داعش»، موجودة في مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا، والمشتركة مع الحدود السورية، لافتًا إلى أن الحكومة التركية توفر الدعم اللوجستي والمادي لعناصر «داعش».
وأضاف التقرير، أن هناك مجموعة من العناصر الإرهابية التابعة لـ«داعش» يتم تدريبهم في تلك المنطقة، وعقب تدريبهم كان يتم نقلهم إلى سوريا والعراق، وأشار التقرير إلى أن تركيا تعتبر أكبر سوق لـ«داعش».
وأشار تقرير التلفزيون الألماني أيضًا إلى أنه منذ 2014، تم نقل عدد كبير من مسلحي داعش الجرحى القادمين من سوريا للعلاج في مستشفيات تركيا؛ وذلك لأنه لا توجد أي رقابة على الحدود التركية، بحسب التقرير.
وقال التقرير نفسه: إن تنظيم داعش يمتلك مكتبًا غير رسمي في مدينة إسطنبول التركية، وهذا المكتب يتم من خلاله دعم وإمداد التنظيم في سوريا والعراق، إضافة إلى تجنيد عناصر أجانب ومن تركيا، لصالح التنظيم، مقابل 400 دولار لكل فرد.
وتأكيدًا لما سبق، نشر المدون التركي المعروف فؤاد عوني، تغريدة يكشف فيها عن وجود معسكرات تدريب لـ«داعش» في تركيا، مضيفًا: أن «داعش يمتلك معسكرات تدريب في تركيا، أحدها موجود في مزرعة كانت تابعة لرجل الأعمال التركي والرئيس السابق لحزب «كنتش» جيم أوزان، وتلك المزرعة استولت عليها الحكومة التركية، وهي موجودة في منطقة باموك أوفا التابعة لمحافظة سكاريا».
وتابع: هناك معسكرات أيضًا موجودة في مدن «قنيا، وأولوداغ، وبولو، وتكيرداغ، وأدرنه»، مؤكدًا أن «جمعية الشباب ومكافحة المخدرات» بمنطقة فاتح في مدينة إسطنبول، التي من المفترض أنه تم تأسيسها؛ من أجل إصلاح الشباب المدمنين، ترسل عناصر لداعش بصفة مستمرة.
وأشار إلى أن رؤساء البلديات التابعين لحزب العدالة والتنمية الإخواني الحاكم في أنقرة، يرسلون المواد الغذائية والملابس وجميع مستلزمات الحياة، إلى المعسكرات التي يتم تدريب عناصر «داعش» فيها بمدينتي غازي وقيصري، مستطردًا: «جمعية «أحفاد العثمانيين»، من أهم الجمعيات التركية التي تُؤَمِّن العناصر الداعشية، سواء كانت من داخل تركيا أو من خارجها».
وأكد المدون، أن شقيق زعيم تنظيم داعش «أبوبكر البغدادي»، جاء إلى مركز استقبال المهاجرين في إسطنبول، وعمل مع عناصر جهاز المخابرات التركية، كما أنه تم تخصيص مجموعة مبانٍ في المجمع السكني الرابع الموجود في منطقة «باشاك» التركية للعناصر الداعشية.
وأشار «عوني»، إلى أن هناك ما يقرب من 70 مركزًا موجودًا في تركيا، مخصصًا لتجنيد الشباب، من أبرزها «زيتين بونو، غازي عثمان باشا».
وعلى صعيد متصل، قال كرم سعيد، الباحث في الشأن التركي: إن حملة الاعتقالات التى تجريها الشرطة التركية ضد تنظيم داعش ما هي إلا «شو إعلامي» لنظام رجب طيب أردوغان قبل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها خلال الأيام المقبلة، خاصةً أن الحكومة التركية تتحجج دائمًا في وقت الأزمات السياسية بقضايا الإرهاب.
وأوضح «سعيد» في تصريح لـ«المرجع»، أن هناك علاقة سياسيَّة غير قانونية بين تركيا وتنظيم «داعش»؛ إذ إن التنظيم الإرهابي يتلقى تمويلات مالية كبيرة من تركيا، مقابل تنفيذ مخططات إرهابية في سوريا، ومقابل تهريب النفط السوري من الأراضي التي يوجد فيها «داعش» إلى تركيا بأسعار رخيصة للغاية.
ويرى الباحث في الشأن التركي، أن تصدير قضايا الإرهاب وتصعيد دور تنظيم داعش مرة أخرى في الوقت الحالي بتركيا، الغرض منه إرسال رسالة للناخب التركي على نزوله للانتخابات، في ظلِّ المنافسة الشرسة بين أردوغان والمرشحين الآخرين، متابعًا: «أردوغان يريد أن يقنع المواطن التركي بضرورة انتخابه؛ بحجة أنه يحارب الإرهاب».