الوساطة العمانية في اليمن.. البحث عن السلام الغائب بين إرهاب الحوثي وشرعية الحكومة
تقوم سلطنة عمان تحت قيادة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، هذه الأيام، بوساطة بين ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران والحكومة اليمنية الشرعية، من أجل التوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية المستمرة منذ أكثر من 7 سنوات، والالتزام بقرار وقف إطلاق النار، وإجبار الانقلابيين على وقف أعمالهم الإرهابية بحق المدنيين في اليمن من قصف لمنازلهم وسرقة لأموالهم وثرواتهم.
وساطة عمانية
وهذا ما دفع بسلطنة عمان لإرسال وفد كبير لأول مرة إلى العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي في 5 يونيو 2021، بهدف لقاء زعيم الانقلابيين عبد الملك الحوثي لإقناعه بخطة منظمة الأمم المتحدة، الهادفة للتوصل لحل سياسي للازمة اليمنية، بل أعلنت السلطنة أن وفدها يحمل ضمانات عمانية حول عدد من القضايا لطرحها على الحوثي، خاصة المتعلقة بإصرار الانقلابي على فتح مطار صنعاء، والسماح بتدفق المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، قبل البدء بالمفاوضات بين الحوثي والحكومة اليمنية.
وبعد يوم من زيارة الوفد العماني إلى صنعاء، قام وزير الخارجية في الحكومة اليمنية الشرعية أحمد عوض بن مبارك، بزيارة العاصمة العمانية مسقط للقاء نظيره بدر بن حمد البوسعيدي، من أجل التشاور مع جميع الفاعلين الإقليميين والدوليين للدفع بجهود السلام في اليمن، وحول ذلك، سلم «بن مبارك» رسالة خطية من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى السلطان هيثم بن طارق.
تدخل أمريكي
يشار الى أن إرسال الوفد العماني إلى صنعاء، جاء بعد مباحثات هاتفية بين وزير الخارجية العماني «بدر البورسعيدي» ووزير الخارجية الأمريكي «أنتوني بلينكن» حول الأزمة اليمنية، وخلالها أكد الجانبان على العمل من أجل التوصل لحل بشأن الأزمة اليمنية والحرب الدائرة بها منذ سنوات، وإعطاء الأولوية لدخول المواد الإنسانیة والمعيشية للشعب اليمني، بالإضافة إلى أن الوفد العماني التقى بوزيرة الخارجية السويدية «آن كريستين ليندا» في العاصمة العمانية مسقط 2 يونيو 2021، التي بدورها عقدت عدة لقاءات مع مسؤولين عمانيین بعد جولة قامت بها إلى العاصمة السعودية الرياض في إطار الجهود الدولية الهادفة لبحث سبل وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات سياسية تفضي لحل سلمي باليمن.
مصير الأزمة اليمنية
وحول ذلك، أشار الدكتور «محمود الطاهر» المحلل السياسي اليمني، أن زيارة الوفد العماني إلى العاصمة صنعاء، هي محاولة قد تكون أخيرة لإقناع الحوثيين، بأهمية الاستجابة للصوت الواحد الدولي الهادف لإنهاء الحرب في اليمن، قبل أن تغير العالم نظرتها للحوثيين من جديد.
ولفت «الطاهر» في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى أن الزيارة الأخيرة لوفد عماني بصحبة رئيس وفد التفاوض الحوثي «محمد عبد السلام »، والتي جاءت بعد أيام من إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن «مارتن غريفيث» من صنعاء عن إحباطه نتيجة لوصوله إلى طريق محدود، إضافة إلى تحميل المبعوث الأمريكي إلى اليمن «تيموثي ليندر كينج»، الحوثيين مسئولية عدم إنهاء الحرب في البلاد، دليل على أن محمد عبد السلام مجرد واجهة وليس له قرار الفصل في الموافقة على ما يطرحه المجتمع الدولي من مبادرات.
وأضاف أن هذه الزيارة تكشف أن القرار لدى سفير إيران لدى الحوثي «حسن إيرلو»، وهي تكشف عمق الخلافات الحوثية، وتؤكد أن هناك طرفًا يدعو للسلام، وطرفًا متشدد يؤمن بالحل العسكري، وهذا ما يترجمه الواقع من خلال الهجوم الحوثي على مأرب، والحديدة، وكذلك على المملكة العربية السعودية، وحديث «محمد عبد السلام» عن الجانب السياسي كنوع من التغطية على ما تقوم به جماعته في الداخل.
وتوقع المحلل السياسي اليمني أن يعود الوفد العماني، محملًا بسقف مطالب حوثية مرتفعة، منها إقصاء اليمنيين من أي حوار سياسي، وأن يكون الحوار مع السعودية، ليصور إلى العالم أن الحرب بين اليمن والسعودية، وأنهم من يمثلون الشعب اليمني لا يمثلون الأجندة الإيرانية، وفي حال وقع ذلك وتعنت الحوثي، سيفشل المجتمع الدولي في إقناع الحوثيين، بل وسيزيد من ضغوطه على التحالف والحكومة اليمنية لتقديم المزيد من التنازلات لإرضاء الحوثي، مستجديًا من الميليشيا الإرهابية السلام، وهنا لابد على الحكومة اليمنية بمساعدة التحالف العربي، أن تفرض السلام، لا أن تنتظر من العالم أن يستجديه من الميليشيا الحوثية.
للمزيد: «حزب الله اللبناني».. ذراع إيران لمساندة ميليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن





