ad a b
ad ad ad

المرتزقة في ليبيا.. ملف يربك الأمم المتحدة بين الحل وتداعياته على دول الجوار

الأحد 09/مايو/2021 - 05:08 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

تصدر ملف المرتزقة الجلسة المغلقة غير الرسمية التي عقدها مجلس الأمن الدولي، لبحث السلاح الذي دمر ليبيا وأدخلها نفق الحرب وانتشارهم المكثف في الداخل الليبي لخروجهم من هناك بأسرع وقت ممكن، ومد تأثير هذا الأمر على دول الجوار الليبي، وسط تحذيرات مما حدث في تشاد أو امتداده من الساحل إلى القرن الأفريقي، إضافة إلى الحرص التام على حل مشكلة ليبيا الداخلية وخلق مشكلات أخرى في البلدان المجاورة بسبب خروج المرتزقة من هناك.

 



المرتزقة في ليبيا..

قلق أممي


خلال الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي، التي أجريت الخميس 29 أبريل 2021، والتي قد طلبتها الدول الأفريقية الأعضاء في مجلس الأمن منذ عدة أيام، تناولت تداول قضية المرتزقة الموجودين في ليبيا، والذين وصل تأثيرهم إلى دول الجوار الليبي، دون إشارة أحد خلال الاجتماع لبداية انسحاب المسلحين الذين يشكل تفريقهم تهديدًا جديدًا لجيوش المنطقة التي غالبًا ما تكون بحاجة إلى معدات.


ويقدر عدد المرتزقة الأجانب في ليبيا بأكثر من 20 ألفًا من بينهم  13 ألف سوري، و11 ألفًا من جنسيات أخرى، حيث تطلب السلطات الليبية الجديدة رحيلهم، بناء على توافقات مدعومة من قبل الأمم المتحدة والقوى الكبرى.


ويأتي هذا الأمر في الوقت الذي ربط أعضاء مجلس الأمن الـ15 بين انسحاب المرتزقة والإرهابيين الأجانب من ليبيا وما حدث في تشاد خلال الآونة الأخيرة، قبل وفاة رئيس تشاد «إدريس ديبي إيتنو»، الذي قتل على الجبهة بعد هجوم شنه المتمردون.


بينما حذر دبلوماسيون من أنه دون سيطرة جيدة، وبدون دعم فعال، يمكن تكرار ما حدث في تشاد مرة أخرى في ذلك البلد أو يمتد من الساحل إلى القرن الأفريقي والسودان وجنوب السودان والنيجر وإثيوبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى وموزمبيق.


انسحاب متلازم


في السياق ذاته، هناك إجماع في الأمم المتحدة على ضرورة انسحاب متلازم، وإصلاح الوضع الأمني في ليبيا، وعملية تسريح وإعادة إدماج المقاتلين السابقين، والحاجة إلى مرافقة عملية الانسحاب هذه، حيث أضاف مجلس الأمن مؤخرًا إلى بعثة الأمم المتحدة مراقبين لوقف إطلاق النار، عددهم 60 شخصًا، وهو شكل غير كافٍ للإشراف على انسحاب المرتزقة، وكذلك لتنظيم تسريح ونزع سلاح الجماعات المسلحة.


المرتزقة في ليبيا..

مخاوف من التسلل


منذ إعلان البعثة الأممية إلى ليبيا في 5 فبراير 2021، تشكيل السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا، ومنحها الثقة، عاد ملف المرتزقة الأجانب في ليبيا إلى واجهة الأحداث، وسط مطالبات دولية بسحب تلك العناصر من ليبيا، واحترام خارطة الطريق الأممية، التي ستقود البلاد إلى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في ديسمبر من العام الجاري.


ويرى مراقبون، أن الدعوة لمغادرة القوات الأجنبية وتحديدًا المرتزقة من ليبيا في أقرب وقت ممكن في إعلانات أو قرارات، لها تأثير على دول المنطقة والسلام والأمن في منطقة الساحل، إضافة إلى أنه يجب الحرص على عدم حل مشكلة في ليبيا ثم إنشاء مشكلة أخرى في البلدان المجاورة.


وكان أعضاء اللجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5»، جددوا دعوتهم إلى خروج المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد فى أسرع وقت، ودون مزيد من التأخير، مؤكدين في بيان لهم أن اللجنة تدعو الدول المعنية إلى إخراج مرتزقتها والمقاتلين الأجانب فورًا من الأراضي الليبية، مشيرين إلى تكثيف جهود اللجنة لتثبيت وقف إطلاق النار، وأنه تم وضع حلول مناسبة لتذليل صعوبات فتح الطريق الساحلي سرت- مصراتة، وإنه في حال لم يتم فتح الطريق ستتم تسمية المعرقلين والأسباب المؤدية إلى ذلك.


ووفق البيان الصادر عن وكالة الأنباء الليبية «وال»، أكد أنه تم اعتماد إنشاء مكتب للتعامل مع ملف المحتجزين والمفقودين، وأنها اختارت قيادة القوة العسكرية المشتركة، وتكليفها ببدء تنفيذ المهام المكلفة بها، كما اختارت مقرًا لقيادة القوة في سرت، على أن تتمركز القوة في المنطقتين المحددتين من قِبَل اللجنة، وأشارت اللجنة العسكرية إلى أنها كلفت قيادة القوة بدمج أفراد القوة من الجانبين معًا، وإعادة توزيعهم على المعسكرين المحددين.


وكانت الولايات المتحدة، حذرت من تداعيات أحداث تشاد، مطالبة بسرعة توحيد العناصر العسكرية في ليبيا لحمايتها من أي تطورات لدى جارتها الجنوبية.


جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين السفير الأمريكي في ليبيا ريتشارد نورلاند، مع نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي موسى الكوني، ناقشا فيه أحداث تشاد والانتخابات المزمع إجراؤها في ليبيا أواخر العام الجاري.


وقالت السفارة الأمريكية بليبيا، في تغريدات عبر حسابها على «تويتر»، إن السفير نورلاند تحدث من لندن عن أن أحداث تشاد تؤكد الحاجة الملحة لتوحيد جميع العناصر العسكرية في هيكل واحد يمكنه السيطرة على حدود البلاد وحماية السيادة الليبية.


وشدد المسؤول الأمريكي على أهمية المجلس الرئاسي في ليبيا، معربًا عن تقديره لتأكيد نائب رئيس المجلس على التمسك بإجراء الانتخابات دون تأخير، في الموعد المحدد لها سلفًا في 24 ديسمبر المقبل.

 

للمزيد: توحيد العناصر العسكرية.. المطلب الأهم على الطاولة الليبية


 

"