لأول مرة.. السودان يدخل على خط الأزمة الليبية بـ«مؤتمر الخرطوم»
تستضيف العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الخميس، اجتماعًا وزاريًّا لدول جوار ليبيا، بمشاركة أوروبية بصفة مراقب؛ بهدف دفع جهود التسوية وانعكاسات الأوضاع في ليبيا على الأمن الإقليمي، ويأتي هذا الاجتماع فى أعقاب اجتماع باليرمو الدولي فى إيطاليا، والذي حضرته أطراف فاعلة في المشهد الليبي، وانتهى بتوصيات أبرزها إجراء الانتخابات الليبية في ربيع 2019، بعدما تجاوزت الأوضاع ميدانيًّا إمكانية إنفاذ الموعد السابق الذي حدده مؤتمر باريس في مايو الماضي، بالعاشر من ديسمبر المقبل.
وفيما لم يخرج مؤتمر «باليرمو» الذي أقيم في 13 و14 نوفمبر الجاري بجديد، إذ سبق وأطلق المبعوث الأممي لدى ليبيا، غسان سلامة، قبل أسبوع من المؤتمر، موعد ربيع 2019 لإجراء الانتخابات الليبية، يُطرح تساؤل حول احتمالات أن يشهد مؤتمر الخرطوم تطورًا للمشهد الليبي.
للمزيد .. الانتخابات والدور المصري بليبيا.. قراءة في توصيات مؤتمر «باليرمو»
وعلى الرغم من أن مؤتمر «دول الجوار الليبي»، يُعقد من وقت إلى آخر في عواصم الجوار، إذ استقبلته القاهرة والجزائر وتونس مرات عدة، يبرز المؤتمر الأخير إذ تستضيفه الخرطوم، التي أشار المتحدث باسم الجيش الليبي العقيد أحمد المسماري قبل أسبوعين إلى مخططات لاستغلال أراضيها في تهريب المتطرفين من إدلب فى الشمال السورى إلى ليبيا، قائلا في مؤتمر صحفي في 14 نوفمبر الجاري: «إن هناك معلومات تلقاها الجيش الليبي، حول مخطط لنقل إرهابيين من إدلب إلى ليبيا عبر السودان»، وتربط ليبيا حدودًا ممتدة في الجنوب الشرقي مع دولة السودان.
وكان السودان قد شارك في مؤتمر «باليرمو» في إيطاليا عبر وزير خارجيته الدرديري أحمد، فيما أعلن المتحدث باسم الخارجية السودانية بابكر الصديق قبل أيام من إطلاق المؤتمر، أن كل دول الجوار الليبي وحكومة الوفاق الوطني، والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليبيا، غسان سلامة، والجامعة العربية، والاتحاد الأفريقي، أكدوا مشاركتهم في الاجتماع، وكذلك الاتحاد الأوروبي وفرنسا وإيطاليا.
وكان محللون للمشهد الليبي قد ربطوا بين مؤتمر «باليرمو» في إيطاليا الشهر الجاري، وتصارع القوتين الإيطالية والفرنسية على النفوذ داخل الساحة الليبية.
للمزيد .. «باليرمو».. إيطاليا ترد على «باريس» وسط تخوفات من الفشل
استبعد أستاذ القانون الدولي والمحلل السياسي الليبي، محمد الزبيدى، أن يحمل مؤتمر الخرطوم أي تطورات للمشهد لليبي، وعد تعدد المؤتمرات وتلاحقها، جزءًا من العرقلة وليس الحل، قائلاً: «دول جوار ليبيا ذاتها ليست متفقة على سيناريو واحد بخصوص الوضع الليبي، فضلًا عن القوى الإقليمية مختلفة المصالح».
ويوضح، في تصريح لـ«المرجع»، أنه في الوقت الذي تسعى مصر لإنهاء حالة الصراع الليبي عبر دعم الجيش الوطني، والقضاء على الميليشيات المسلحة تمهيدًا للحل السياسي وصولًا إلى الاستقرار، لما في ذلك من مصلحة مباشرة لمصر، إذ تعد حدودها الغربية مع ليبيا منفذًا لتسلل الإرهابيين، تختلف مصالح بعض دول الجوار حول المشهد الليبي، إذ إن إنهاء حالة الصراع فيه ليس في صالح البعض منهم، مع وجود المئات من متشدديهم في الأراضي الليبية، ومن ثم يواجهون مخاطر عودتهم إلى ديارهم إذا ما استقر المشهد الليبي.
للمزيد ... بعد تغليب الدور المصري في «باليرمو».. تركيا تبحث عن مكان بالمشهد الليبي
ولفت إلى الجهود المصرية لاحتواء السودان ودعم رؤية واحدة حول ليبيا، قائلاً: «العلاقات بين البلدين تشهد طفرات أخيرًا، وحال استطاعت القيادة المصرية ضمان موقف سوداني يدعم من توجهها لتقويض الجماعات المسلحة في ليبيا، فسيكون ذلك اختراقًا مهمًا»، ويشارك وزير الخارجية المصري سامح شكري في مؤتمر اليوم.
وتوقع المحلل السياسي الليبي أن يخرج مؤتمر الخرطوم بالتأكيدات ذاتها حول ضرورة دفع العملية السياسية، دون خطة أو خريطة واضحة وخطوات فعلية للحل، قائلا: هو تسجيل حضور سوداني في المشهد، ومضيفًا أنه إذا أراد المجتمع الدولي أن يحسم قضية ليبيا بصدق، فعليه أن يرفع حظر توريد السلاح إلى الجيش اللييي، ويُطلق يده ضد الميليشيات المسلحة؛ بهدف استعادة للأمن في البلاد، لكن الاستمرار في إطلاق مواعيد حول انتخابات ليبية مرتقبة لن يجني شيئًا، ولن تصبح قابلة للنفاذ في ظلِّ استمرار الوضع الأمني كما هو.
وتنتظر الساحة الليبية مؤتمرًا إقليميًّا آخر في مطلع العام المقبل تنظمه الأمم المتحدة لوضع خارطة طريق مرحلية إلى لييبا، بناء على الموعد المنتظر للانتخابات في ربيع المقبل.





