الطريق إلى ليبيا الموحدة.. تحركات سياسية مكثفة لإنجاز المصالحة قبل الانتخابات
تحركات عدة في الداخل الليبي، ولقاءات مكثفة بين الجانب الليبي وبعثة الأمم المتحدة لإرساء السلام، واستكمال مراحل المسار الديمقراطي، إذ يسعى رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، إلى توحيد كل مؤسسات الدولة تحت اللواء الوطني، حيث تمكنت الحكومة في وقت وجيز من إنجاز ما يقرب من 80% من ملف توحيد المؤسسات الليبية، لإتمام العملية السياسية بالوصول للانتخابات المقرر إجراؤها ديسمبر 2021، الأمر الذي دعا اللواء المتقاعد خليفة حفتر، جموع الليبيين لإرساء دعائم السلام، وتنفيذ مشروع المصالحة الوطنية.
تحركات مكثفة
من جانبه، التقى رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، الثلاثاء 30 مارس 2021، المبعوث الأممي يان كوبيش، لبحث تطورات الأوضاع في البلاد، حيث تناول اللقاء، تقدم العملية السياسية بشكل خاص، وأشاد «كوبيش» بالمجهودات الكبيرة التي بذلها رئيس مجلس النواب في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، مؤكدًا ضرورة بذل المزيد من الجهود من أجل تنظيم الانتخابات في موعدها المحدد.
فيما كشف الموقع الرسمي للبعثة الأممية بليبيا، عن اللقاء الذي أجري بين يان كوبيش، رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ورئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، في مدينة القُبَّة بالشرق الليبي، مؤكدًا أن «كوبيش» جدد التزام الأمم المتحدة بتقديم كل الدعم لمفوضية الانتخابات والسلطات الليبية ذات الصلة، لتنظيم الانتخابات.
وكان رئيس بعثة الأمم المتحدة، شدد -في وقت سابق- على التزام الأمم المتحدة باستكمال مراحل المسار الديمقراطي، ومساندة المفوضية الوطنية العليا للانتخابات خلال لقائه مع رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح، حيث ناقش معه سبل تقديم الدعم الدولي للمفوضية، معربًا عن تقديره للجهود الدولية والوطنية التي أسهمت في تحقيق وحدة ليبيا، وسيادتها واستقرارها.
الدعم الكامل
وفيما يتعلق بإجراء الانتخابات في موعدها، أكد أعضاء لجنة الحوار الدائم بطرابلس، أثناء لقاء رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، ونائباه عبد الله اللافي وموسى الكوني عددًا من أعضاء لجنة الحوار، بمدينة طرابلس، دعمهم الكامل للمجلس الرئاسي للمضي قدمًا نحو تحقيق الاستحقاقات القادمة، إذ تناول اللقاء بحسب بيان من المجلس الرئاسي، مهام واختصاصات المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية والملفات ذات الاهتمام خلال المرحلة الانتقالية.
توحيد المؤسسات الليبية
وعن توحيد المؤسسات الليبية ودعم الدولة لإتمام العملية السياسية بالوصول للانتخابات المقرر إجراؤها ديسمبر 2021، أكد «الدبيبة»، أنه رغم صعوبة عملية التغيير، بعد الاضطرابات الدموية التي شهدتها البلاد منذ عام 2011، إلا أن الحكومة الجديدة تمكنت من إنجاز 80 في المئة من ملف توحيد المؤسسات في أقل من شهر، تشمل وزارات الحكومة المختلفة والبرلمان والمصرف المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط، مؤكدًا سعيه لتسهيل العملية الانتقالية في ليبيا، ودعم تنظيم الانتخابات المقررة في ديسمبر المقبل، قائلًا: «نعكف حاليًّا على صياغة الدستور الجديد وقانون الانتخابات».
في المقابل، أنهت الحكومة الليبية، في بنغازي، مراسم التسليم والاستلام بديوان مجلس الوزراء مراسم التسليم والاستلام النهائية مع الحكومة الليبية المؤقتة المنتهية ولايتها، إذ أجرى نائب رئيس مجلس وزراء الحكومة الليبية السابقة لشؤون الخدمات عبد السلام البدري، ونائب رئيس مجلس وزراء حكومة الوحدة الوطنية حكومة الوحدة الوطن حسين القطراني مراسم تسليم مقر الديوان، وكافة المؤسسات والهيئات والمصالح العامة، ووزارة الحكم المحلي، ووزارة المواصلات والنقل، حيث أكد «القطراني» استمرار عمل الديوان في تقديم الخدمات لكافة المواطنين بمناطق شرق ليبيا عبر حكومة الوحدة الوطنية.
كما شهدت بنغازي، الثلاثاء 30 مارس 2021، إتمام إجراءات توحيد مصلحة المطارات، بمراسم تسلم رئيس المصلحة، المهام من رئيس المصلحة التابعة للحكومة المؤقتة المنتهية ولايتها، «صالح اشتيوي؛ وبهذا تنتهي جميع إجراءات التسليم والتسلم وتوحيد المؤسسات الليبية تحت ولاية حكومة الوحدة الوطنية الليبية بعد أن عانت سنوات من الانقسام في أول استحقاق من مهام السلطة التنفيذية الجديدة خلال نحو شهر من حصولها على ثقة مجلس النواب.
دعوات لإرساء السلام
في الجهة المقابلة، دعا اللواء خليفة حفتر، جميع الليبيين إلى إرساء دعائم السلام وتنفيذ مشروع المصالحة الوطنية، وذلك خلال مشاركته في الملتقى الوطني الأول للمكونات الاجتماعية في منطقة الرجمة شرقي مدينة بنغازي.
وعقدت القيادة العامة للجيش الليبي بمقرها في الرجمة شرق بنغازي المُلتقى الوطني الأول للمكونات الاجتماعية في ليبيا بحضور القائد العام المشير خليفة حفتر، حيث أكد الحاضرون، ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المُقرّر دون تأخير أو تعطيل، وضرورة إرساء الاستقرار السياسي ولمّ شمل الليبيين من خلال المصالحة الاجتماعية الشاملة.
وفيما يتعلق بالمسار العسكري في الداخل الليبي، أكد عضو النواب الليبي، سعد أمغيب، أن دعم المسار العسكري إحدى أهم مهام المجلس الرئاسي، مشيرًا إلى أنها خطوة مهمة للغاية في الفترة الحالية، والتي يجب أن تسبق موعد الانتخابات، مؤكدًا صعوبة إجراء الانتخابات نزيهة بأي حال من الأحوال في غياب جيش موحد يؤمّن الحدود، ويوفر الأمن للناخب دون خوف أو تهديد من أي مجموعة مسلحة أو ميليشيا، مشيرًا إلى أن الحكومة الليبية الجديدة تعمل في المقام الأول على توحيد المؤسسات، ودفع رواتب المواطنين، ورفع المعاناة عن الأسر الكادحة، والعمل بكل قوة على تهيئة ظروف معيشية ملائمة للشعب الليبي قبل حلول شهر رمضان وحلحلة مشاكل الكهرباء والوقود التي أرهقت المواطن الليبي حتى يستطيع المواطن استيعاب فكرة الانتخابات.
ويأتي هذا الأمر في الوقت الذي جددت فيه واشنطن، دعوتها لإخراج المرتزقة من ليبيا، حيث جدد «أنتوني بلينكن» وزير الخارجية الأمريكية، دعوته أثناء لقاء افتراضي له مع الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريش»، لمغادرة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وشدد على أهمية إجراء الانتخابات الوطنية في ديسمبر القادم، إذ تعهد الطرفان بتقديم الدعم الكامل للمبعوث الأممي «يان كوبيش» وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، واتفقا على مواصلة التنسيق الوثيق بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة بشأن الملف الليبي.
للمزيد: ليبيا الجديدة.. طريق «الدبيبة» ملغم بوجود الميليشيات والمرتزقة على الأرض





