الجماعات المسلحة في أفريقيا.. تهديد قائم للأمن والسلم الدوليين
الجمعة 26/مارس/2021 - 09:55 ص
أحمد عادل
تعيش منطقة الساحل والصحراء الأفريقية، حالة من التدهور في الأوضاع الأمنية، فاقمها تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، الأمر الذي سمح للجماعات الإرهابية باستغلاله في شن مزيد من العمليات المسلحة .
وفقًا لتقرير أصدرته وحدة الدراسات الأفريقية، بمؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان السبت 20 مارس 2021، وحمل عنوان «الصراعات المسلحة في دول غرب الساحل الأفريقي»، فإن هذه الصراعات بأنواعها المختلفة كانت ولا تزال تشكل تهديدًا للسلم الدولى بالقارة الأفريقية.
وأشار التقرير إلى أن كلًا من (بوركينافاسو، تشاد، مالي، مورتيانيا، النيجر) ما زالت تشهد الكثير من هجمات المتطرفين المسلحين، الذين سيطروا علي جزء كبير من الأراضي.
وبحلول عام 2021 ، يلفت التقرير إلى مقتل ستة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في دولة مالي، حيث تصنف الآن بأنها بؤرة النزاع المسلح في دول الساحل.
محفزات الارهاب والتطرف
أفاد تقرير وحدة الدراسات الأفريقية، بمؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، بأن أفريقيا وخصوصًا منطقة الساحل والصحراء بها من العوامل ما يجعلها محفزًا للإرهاب والتطرف بسبب ضعف قبضة الدولة المركزية هناك، بالإضافة إلى وعورة تضاريسها، وانتشار النزاعات القبيلة، وتغلغل جرائم الاتجار بالبشر.
وتتركز العمليات الإرهابية في خمس مناطق في أفريقيا هي منطقة الساحل الأفريقي التي تعرضت إلى ما يقرب من 800 هجوم إرهابي عام 2019 ، الصومال التي جاء بها ما يقرب من 246 هجومًا إرهابيًّا خلال عام 2019، ومنطقة بحيرة تشاد التي تضم أربعة بلدان هي: (نيجيريا، والنيجر، والكاميرون، وتشاد) التي تعرضت لنحو 765 حادثًا إرهابيًّا في عام 2019 بزيادة 35% عن عام 2018، ومنطقة شمال أفريقيا، حيث بلغ عدد الهجمات الإرهابية فيها في عام 2019 نحو 347 هجومًا إرهابيًّا، ومنطقة موزمبيق الشمالية التي تعرضت لنحو 200 حادث إرهابي أسفر عن 710 حالات وفاة.
وذكر بالتقرير أن هناك عدة أسباب أدت إلى تفشي الصراعات المسلحة في دول غرب الساحل الأفريقي، أهمها النزاعات الحدودية والنزاعات العرقية والدينية والعشائرية، وظهور أيديولوجيات متنوعة، وعدم وضع حدود سياسية واضحة، والنزاع بين الدول القائم على تقسيم الموارد.
وعن ضحايا الصراع المسلح بدول غرب الساحل الأفريقي نتيجة هذه الصراعات، أشار التقرير إلى أن هناك أكثر من مليوني شخص نزحوا من منازلهم، فيما قتل آلاف الجنود والمدنيين.
وأثبتت التقارير أن اكثر من 4000 شخص يفرون يوميًّا من الهجمات في «بوركينافاسو»، و765 ألف شخص تم تشريدهم و700 ألف شخص أجبروا على النزوح في عام 2020 ، وذلك حسب تقرير للأمم المتحدة.
أدوار المنظمات العالمية
وعن دور الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان من الصراعات المسلحة بدول غرب الساحل، ذكر التقرير أن المنظمات العالمية قامت بالعديد من الأدوار وكان من أهمها: انبثاق جمعيات من الأمم المتحدة لحل النزاعات الدولية وإدارة هذه النزاعات بشكل يحقن الدماء، وفرض الأمم المتحدة قوات حفظ السلام كحل لنزاع الصراع بين دولتين أو جماعات على أرض دولة واحدة.
أيضًا شملت أدوار المنظمات العالمية، قيام الأمم المتحدة بالاستجابة لإستغاثات عدد من دول الساحل، وكذلك التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي من أجل تحقيق السلام والأمن، وذلك من خلال اللجوء للأمم المتحدة للحصول علي الدعم اللوجيستي والمالي والعسكري عند الضرورة، وغيرها من الأدوار التي قامت بها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في هذا الشأن.





