ad a b
ad ad ad

أزمة التمويل.. تحدي دول الساحل الأفريقي في مواجهة الإرهاب

الأحد 14/مارس/2021 - 12:01 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
تواجه جيوش بلدان منطقة الساحل والصحراء الإفريقية، أزمة تمويل فى وجه الهجمات الإرهابية المتواصلة من التنظيمات المسلحة، ما دفع وزير الدفاع الموريتاني "حنن ولد سيدي"، والذي تحتضن بلاده مقر تجمع دول الساحل والصحراء، إلى دعوة الأمم المتحدة إلى تقديم الدعم المالي اللازم للقوة العسكرية المشتركة للتجمع حتى تكون قادرة على مكافحة الإرهابيين.

وأكد «ولد سيدي» خلال اجتماع عبر الفيديو، لدول منطقة الساحل الخمس (مالي وموريتانيا والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد)، الأربعاء 10 مارس 2021، أن القوة المشتركة ينبغي أن تستفيد من تمويل مناسب ودائم في إطار الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، لمساعدتها في مواجهة التحديات المتنوعة، وعلى رأسها المسلحون.

عائق التمويل 
تمثل أزمة التمويل عائقًا كبيرًا أمام حكومات المجموعة، التي تأسست في عام 2014، وتهدف إلى التنسيق والتعاون ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية وجذب تمويلات واستثمارات خارجية إلى المنطقة من الدول المانحة، خاصة تلك التي تعمل تحت راية «التحالف من أجل الساحل».

وهذا التحالف عبارة عن إطار يهدف إلى تقديم الدعم لمجموعة دول الساحل الخمس (جي 5)، ويضم الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وهولندا وإيطاليا وبريطانيا ولوكسمبورغ ومصرف التنمية الأفريقي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي، فيما تتمتع دول أخرى بصفة مراقب، بينها الولايات المتحدة والنرويج وفنلندا.

وتحتاج القوة المشتركة لدول الساحل إلى ميزانية ضخمة حتى تواصل القيام بمهامها، خاصة أن الأموال التي حصلت عليها في السنوات الخمس الماضية لم تكن كافية، إذ تشير التقديرات إلى أن تعهدات التحالف من أجل الساحل بلغت حوالي ملياري دولار لكن دول المجموعة الخماسية لم تتحصل إلا على ربعها تقريبًا.

وتحوّلت دول الساحل وخاصة المثلث الحدودي بين كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، إلى مستنقع دموي وبؤرة خارج السيطرة بعدما غزاها عناصر تنظيم داعش في الصحراء الكبرى.

وينشط تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي، في دول الساحل الأفريقي، مستغلًا الأوضاع الأمنية الصعبة في ليبيا ومالي منذ عام 2011، ووسّع نشاطه لاحقًا إلى جانب كل من تنظيم داعش وتنظيمات محلية أخرى في دول بوركينا فاسو والنيجر وتشاد.

ومن حين إلى آخر، تشن الجماعات المتطرفة التي تحالفت في ما بينها، وهي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب وجماعة «المرابطون»، وانضمت إليها جماعة تحرير ماسينا، تحت اسم «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين»، هجمات على ثكنات عسكرية وأجانب في دول الساحل.
أزمة التمويل.. تحدي
التطهير من الإرهاب
بالرغم من وجود قوات مشتركة لتلك الدول تعمل بدعم فرنسي تحت غطاء قوة «برخان» حتى الآن، والتي تضم أكثر من خمسة آلاف جندي، إلا أن دول الساحل لم تتمكن من تطهير المنطقة من المسلحين حتى الآن.

وتمثل القوة المشتركة التابعة للمجموعة الخماسية لمنطقة الساحل، أحد الهياكل التي أنشأتها بلدان منطقة الساحل في عام 2017 في مجال الأمن، لكنها مع ذلك لا تزال تحتاج إلى تنسيق أكبر في ما بينها وتدريبات عسكرية بوتيرة أعلى حتى تتمكن من إحداث اختراق في جدار هذه الأزمة التي باتت الشغل الشاغل للجميع.

وأكبر ما واجه هذه القوة نقص التمويلات، وكان ذلك أحد الأسباب الذي دفعت تشاد لعدم إرسال 1200 عنصر من قواتها إلى منطقة الحدود الثلاثة كما وعدت بذلك مرارًا، خلال قمة إنجمينا في فبراير 2021.

"