«سرايا أولياء الدم».. مولود إرهابي إيرانى جديد في العراق

بعد ساعات من استهداف مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، الإثنين 15 فبراير 2021، بـ8 صواريخ، خرجت ميليشيا جديدة تحمل اسم «سرايا أولياء الدم» حديثة العهد، لتعلن الثلاثاء 16 فبراير، مسؤوليتها الهجوم الصاروخي الذي استهدف مطار أربيل ومحيطه في كردستان العراق، ما أدى لمقتل متعاقد أمريكي وإصابة 6 آخرين بينهم جندي.

وخلال بيان لها، قالت الميليشيا الإيرانية، إنها لا تستهدف سوى القواعد العسكرية الأمريكية، مشيرة إلى أن هذه العملية هي عبارة عن رسالة لبعض السياسيين الكرد، أنهم يسلكون الطريق الخاطئ.

ونادرًا ما استهدفت أربيل بهجمات، إلا أنه سبق لطهران أن أطلقت في يناير 2020 صواريخ بالستية على مطار أربيل، بعد أيام قليلة على اغتيال المدعو «قاسم سليماني» قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، بضربة أمريكية في مطار بغداد.

وبالرغم من كون تلك السرايا تابعة للميليشيات الشيعية بالعراق، فإن زعيم التيار الصدري «مقتدى الصدر»، علّق على هجوم أربيل الأخير، وقال خلال تغريدة له بموقع التواصل الإجتماعي «تويتر»: «إن هذا الهجوم غير مبرر، ما يحدث من تصعيد في سنجار وما حدث من قصف غير مبرر في أربيل ومحاصرة المطارات في الجنوب هي مقدمة لإلغاء زيارة (البابا)، للعراق وبتدخلات داخلية وخارجية»؛ مؤكدًا أن الأحداث الأخيرة قد تكون مقدمة لإلغاء زيارة البابا إلى العراق أو إلغاء الانتخابات المبكرة.

خلال عام 2020، ظهرت نحو 10 مجموعات داخل العراق، تتبنى عمليات إطلاق صواريخ على القوات الأمريكية وقواعدها هناك، وتلك المجموعات أو السرايا موالية لإيران، وفق مسؤولين أمريكيين وعراقيين.

وميليشيا «سرايا أولياء الدم» حديثة الولادة؛ وكان أبرز ظهور لها ببيان في سبتمبر 2020، هددت فيه باستهداف مركبات الأمم المتحدة العاملة في العراق، في حال استخدمتها القوات الأمريكية، كما شهد أيضًا أولى عملياتها تقريبًا استهداف أرتال الإمدادات الخاصة بالتحالف الدولي في محافظات جنوبي العراق، وهو ما كسر الهدنة بين الميليشيات والولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت بواسطة من رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، الذي وعد بحماية أمن البعثات الدبلوماسية في العراق.

تبنت ميليشيا «سرايا أولياء الدم» خلال الفترة الماضية منذ ظهورها، عددًا من الهجمات التي استهدفت قوات دولية وبعثات الأمم المتحدة، حيث تتهم الولايات المتحدة ميليشيا حزب الله العراقي وميليشيات أخرى مقربة من إيران، بالوقوف وراء هجمات صاروخية متكررة، تستهدف سفارتها في المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد، وقواعدها العسكرية التي ينتشر فيها جنودها، إلى جانب قوات التحالف الدولي الأخرى، حيث سبق أن استهدفت ميليشيات إيرانية، المرافق العسكرية والدبلوماسية الغربية بعشرات الصواريخ والعبوات الناسفة منذ خريف العام 2019، لكن غالبية أعمال العنف تركّزت في العاصمة بغداد.

وفي وقت متأخر من مساء الإثنين 15 فبراير 2021، تعرضت العاصمة أربيل لهجوم صاروخي استهدف مواقع متفرقة بينها مطار أربيل حيث توجد قاعدة جوية تتمركز فيها قوات تابعة للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي، وأسفر الهجوم الأول منذ نحو شهرين، الذي يستهدف مرافق غربية عسكرية أو دبلوماسية في العراق، عن مقتل شخص وجرح ستة آخرين بينهم جندي أمريكي، فيما عثر جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم، على المركبة التي انطلقت منها الصواريخ على أربيل.

للمزيد: سرايا السلام.. ميليشيا الصدر تعاود الظهور في العراق