تهريب المساجين.. إرهاب إيراني جديد يهدد البحرين
وجهت البحرين ضربةً قويةً لإيران عبر إفشال مخططات طهران والميليشيات الشيعية التابعة لها في المملكة الخليجية؛ حيث أحبطت الأجهزة الأمنية البحرينية عملية تهريب 6 من المطلوبين أمنيًّا والمحكوم عليهم في قضايا إرهابيَّة متنوعة، بتخطيط وإدارة من العناصر الشيعية الهاربة في إيران، في استهداف جديد من قبل النظام الإيراني للبحرين.
وقالت الداخلية البحرينية، إنه «ضمن الجهود الأمنيَّة المبذولة لحفظ أمن الوطن، أحبطت الأجهزة الأمنية المعنية عملية تهريب 6 من المطلوبين أمنيًّا والمحكوم عليهم في قضايا إرهابية، وكانت العناصر قد أعدت قاربًا للهروب يبحر من ساحل منطقة سماهيج حال تنفيذ مخططهم الإرهابي.
وذكرت وزارة الداخلية البحرينية في بيان نشرته على موقعها، الخميس 1 نوفمبر، أن «التحريات دلت أن أحد المقبوض عليهم، كان على تواصل مع أحد العناصر الإرهابية الهاربة، والموجودة في إيران والذي رتب للمقبوض عليهم عملية إخفائهم وتهريبهم».
علاوة على ذلك، تمكنت أعمال البحث والتحري من تحديد هوية عدد من المشتبه بقيامهم بإيواء ومساعدة هؤلاء المطلوبين؛ حيث تم القبض عليهم.
وباشرت الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية، اتخاذ الإجراءات القانونية المقررة ، تمهيدًا لإحالة المقبوض عليهم إلى النيابة العامة، فيما لاتزال أعمال البحث والتحري جارية للكشف عن ملابسات عملية التهريب والمتورطين فيها، بحسب بيان الداخلية البحرينية.
ولم تُفصح الداخلية البحرينية عن العناصر الإرهابية المستهدف تهريبها من قبل أذرع إيران في المملكة، ولكن أكدت أن العملية تم التخطيط لها وإدارتها من قلب إيران.
وفي يناير الماضي كشف وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، معلومات أمنية جديدة تتعلق باستهداف بلاده من منظمات إرهابية عابرة للحدود تديرها عناصر موجودة في إيران تنسق بدورها مع الحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان، من أجل تدريب العناصر التي تنفذ الأعمال الإرهابية في البحرين، لافتًا إلى أن الأجهزة الأمنية البحرينية نفذت 105 عمليات أمنية استباقية وألقت القبض على 290 مطلوبًا أمنيًّا بينهم 47 من 3 تنظيمات إرهابية.
وتصنف البحرين عدة جماعات شيعية كتنظيمات إرهابية، وهي حزب الله البحريني، وسرايا الأشتر، وسرايا المختار، و ائتلاف 14 فبراير، وسرايا المقاومة البحرينية.
للمزيد.. «سرايا المختار».. تنظيم شيعي يستهدف البحرين برؤية إيرانية
عملية سجن «جو»
وفي يناير 2017 شهت البحرين عملية تهريب 3 مساجين من العناصر الإرهابية من سجن «جو» ظهروا لاحقًا في إيران، وفي فبراير 2017 أعلنت وزارة الداخلية البحرينية مقتل كلٍّ من «رضا الغسرة، ومحمود يوسف، ومصطفى يوسف»، والقبض على سبعة آخرين، بينهم مصابون، أثناء إحباط محاولة هروبهم إلى إيران.
وعلى طريقة اقتحام السجون في مصر، قالت وزارة الداخلية البحرينية في بيان لها في 9 فبراير2017 «تعرض مركز الإصلاح والتأهيل في «جو» صباح الأول من يناير 2017، لهجوم مسلح باستخدام بنادق أوتوماتيكية ومسدسات، أسفر عن استشهاد الشرطي عبدالسلام سيف أحمد وإصابة آخر، إضافة إلى هروب عدد من المحكومين في قضايا إرهابية، واستشهاد الملازم أول هشام حسن محمد الحمادي، بطلق ناري في منطقة البلاد القديم بتاريخ 29 يناير 2017، وكذلك إطلاق النار على موقع لدورية أمنية بالقرب من قرية بني جمرة، الذي أسفر عن إصابة أحد رجال الأمن بتاريخ 14 يناير 2017».
من جانبه يقول الباحث في الشأن الإيراني أسامة الهتيمي، إن كل من يرصد العلاقات الإيرانية البحرينية، ومنذ عهد الشاه مدى التوتر الذي تشهده العلاقات بين البلدين كل فترة على خلفية ادعاءات إيرانية بأن لها حقًا في البحرين حتى أن بعض البرلمانيين والمسؤولين الإيرانيين يعتبرونها جزءًا من الأراضي الإيرانية حتى الآن رغم الاستفتاء الذي أجري في السبعينيات وأقر حق البحرين في الاستقلال.
وأضاف الهيتمي، في تصريح لـ«المرجع» أنه «على الرغم من أن إيران الخمينية تعلن احترامها الظاهري لاستقلال البحرين، فإن ممارساتها بحق البحرين يناقض ذلك تمامًا؛ إذ لا تتردد بشأن التدخل في الشؤون الداخلية لإيران، وذلك عبر التواصل مع العديد من الشخصيات والمكونات والجمعيات البحرينية الشيعية، التي توالي إيران وتبايع مرشد ثورتها وليًّا فقيهًا، وهو ما يفتح الباب أمام إيران؛ لدعم وتمويل العديد من الخلايا الإرهابية، التي لا تفتأ تثير حالة من الفوضى الأمنية في البلاد، وهو ما كشفت عنه السلطات البحرينية مرارًا طيلة السنوات الماضية؛ حيث الكشف عن تنظيم سري باسم حزب الله البحريني عام 1996، وضبط العديدين ممن تورطوا في سلسلة من الأعمال الإجرامية عام 2011، وضبط معدات لصنع قنابل عام 2015 بل إن النيابة العامة البحرينية، وفي عام 2016 أعلنت أنها حققت في نحو 37 قضية إرهابية تتعلق بعامي 2014 و2015 فقط».
وتابع: «في هذا الإطار فإن فقد أصدر القضاء البحريني العديد من الأحكام بحق المتورطين في العمليات الإرهابية، سواء ممن تمكنت السلطات البحرينية من القبض عليهم، ومن ثم إخضاعهم لتنفيذ الأحكام أو من الذين تمكنوا من الفرار والاختفاء عن أعين السلطات، والذين بطبيعة الحال تسعى الدول الداعمة لهم والقائمة على تحريكهم على تهريبهم خارج الحدود البحرينية، فلا تطالهم يد العدالة وإنفاذ القانون وهو ما يفسر المحاولات الدائمة، التي تقوم بها بعض العناصر التابعة لإيران لتهريب هؤلاء المتهمين؛ فتكون بذلك قد وطدت ثقة بقية العناصر فيها كونها لا تتخلى عن أتباعها وعناصرها وأنها تعمل كل جهدها؛ من أجل توفير الدعم والحماية».
واختتم قائلًا: «مواجهة الدور الإيراني في البحرين هي جزء من مشروع كبير مازالت الدول العربية وخاصة بلدان المنطقة في غيبة عنه؛ إذ وبكل أسف مازال الجميع يتعاطى مع مواجهة المشروع الإيراني بمنظور جزئي ضيق، وهو ما يسفر في الكثير من الأحيان عن نتائج سلبية، وبالتالي فإن هذه المواجهة تستلزم التحرك على مختلف المستويات، التي تتحرك عليها إيران فتكون المواجهة سياسية وثقافية وفكرية وإعلامية وفنية».





