سرايا السلام.. ميليشيا الصدر تعاود الظهور في العراق

عاودت ميليشيا ما تسمي «سرايا السلام» الشيعية المسلحة، التابعة للتيار الصدري الظهور من جديد في شوارع العراق عقب تجميدها لعامين من قبل مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، تحت ادعاء الكشف عن مخطط لاستهداف المقدسات والمزارات الشيعية، مشيرة إلى تنسيقها مع الأجهزة الأمنية من أجل إحباط ذلك المخطط؛ إلا أن السلطات الأمنية العراقية لم تصدر أي توضيح حتى الآن، أو تأكيد أنه تم التنسيق معها بشأن هذا الانتشار.

سرايا السلام

تعد سرايا السلام تنظيمًا شيعيًّا مسلحًا، يتبع التيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، ويمثل ألوية عدة في تشكيلات قوات الحشد الشعبي الشيعي، حيث تم تشكيله في يوم 11 يونيو 2014، عبر بيان نشره مقتدى الصدر عبر موقعه الرسمي، وذلك عقب سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على محافظة نينوى وأجزاء واسعة من محافظات صلاح الدين وكركوك والأنبار وديالي، كقوة دفاعية عن المساجد والمزارات الشيعية، وانخرطت في القتال ضد تنظيم داعش في عدد من مناطق العراق، وتم تجميدها في يونيو 2018 لمدة عامين من قبل مقتدى الصدر، وعادت للعمل من جديد.

إعلان العودة

فور وقف تجميد عمل سرايا السلام الشيعية، أعلنت ظهورها في محافظتي بغداد والنجف مجددًا عقب اجتماع عقدته مع قياداتها، تحت ادعاء الكشف عن مخطط لاستهداف المقدسات والمزارات الشيعية، مشيرة إلى تنسيقها مع الأجهزة الأمنية من أجل إحباط ذلك المخطط.

المتحدث باسم سرايا السلام المدعو «صفاء التميمي» قال إن الاجتماع بقادة السرايا العسكريين خرج بإعلان الاستعداد التام والبدء بانتشار السرايا في المحافظات المهددة، وهي بغداد وكربلاء والنجف، مشيرًا إلى أن التهديد يشمل المساس بمقدسات الشيعة والسنة، وكذلك مقدسات غير المسلمين، منوهًا إلى أن العمل يتم بتنسيق عال بين السرايا وقوات الأمن من أجل التوصل للإرهابيين، وإحباط مخططاتهم، وسيكون هناك انتشار أمني مكثف في المناطق المهددة.

ويأتي هذا الانتشار بعد أيام من توعد وزير الصدر المدعو «محمد صالح العراقي» المقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بجعل «البعثيين والدواعش» عبرة لمن يعتبر الذين شاركوا في تظاهرة بمقر اتحاد أدباء النجف انتقدوا فيها الصدر ووصفوه بـ«القاتل وعدو الله»؛ حيث كشف خلال بيان له عن ما أسماه بمخطط للهجوم على بعض المقدسات في بغداد والمحافظات، محذّرًا فيه هجوم بعثي وداعشي على محافظات عراقية، الأمر الذي دعا إلى انتشار المئات من المسلحين التابعين لميليشيا سرايا السلام انتشروا في شوارع بغداد والنجف، عقب البيان التحذيري.

ويكمن الهدف الأساسي من انتشار مسلحي ميليشيا سرايا السلام في بغداد والنجف عن عودة الميليشيا الشيعية المسلحة إلى الظهور من جديد داخل المحافظات العراقية، حيث قام الصدر بتدبير سلسلة من التبريرات لميليشيات من أجل النيل من الحراك الشعبي والمتظاهرين، وقد شن أنصار الصدر في أكثر من مرة هجماتٍ وصفت بـ«الوحشية» على ساحات وميادين المتظاهرين في المحافظات العراقية، الأمر الذي رفضه التيار الصدري بإلقاء تلك التهم، فيما اعتبر مقربون من التيار الصدي أن ما يجري يدخل في إطار نزاعات سياسية مع اقتراب الانتخابات.

استعراض مسلح

وانتشرت العديد من مقاطع الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر مسلحين يستقلون سيارات رباعية الدفع وسيارات بيك آب وعجلات متنوعة، وهم ينتشرون في ما يشبه استعراضًا عسكريًّا ليليًّا في محافظتي النجف وبغداد.

وظهر المسلحون وهم يحملون رشاشات وبنادق آلية، فيما يحمل بعضهم قاذفات صواريخ وأسلحة رشاشة متوسطة العيار، إذ ردّد المشاركون في الاستعراضات هتافات تمجد بمقتدى الصدر، والتيار الصدري، وتتعهد بالقتال ضد أعدائه.

وبالرغم من الانتشار المسلح لميليشيا سرايا السلام في بغداد والنجف؛ بغية الحفاظ على المقدسات والمزارات الشيعية، إلا أن السلطات الأمنية العراقية لم تصدر أي توضيح حتى الآن، أو تأكيد أنه تم التنسيق معها بشأن هذا الانتشار.

للمزيد: بعد تجميد سرايا السلام.. باحث يكشف أهداف «الصدر» السياسيَّة