ثأر الشهداء.. العراق يلاحق جيوب «داعش» ومطالبات دولية بدحر التنظيم في سوريا
الإثنين 01/فبراير/2021 - 06:31 م
مصطفى كامل
عقب مرور أيام على تفجيري ساحة الطيران في العاصمة بغداد، كثّفت القوات الأمنية العراقية من عملياتها العسكرية، لملاحقة بقايا التنظيم الإرهابي ومداهمة أوكار خلاياه النائمة لوأد التنظيم عن بكرة أبيه، معتمدين إستراتيجية الهجوم بدلًا من الدفاع، في الوقت الذي يتزايد فيه دور التحالف الدولي في دعم القوات العراقية ومطالب دولية بمواصلة مكافحة داعش في سوريا والعراق؛ إضافة إلى خشيتهم من تمدد التنظيم الإرهابي على الحدود العراقية السورية، مستغلًا البادية السورية التي دعا التنظيم عناصره للتمركز هناك للعودة من جديد وشن عمليات إرهابية مكثفة لإيهام مناصريه وغيرهم بقوته على الأرض.
تكثيف العمليات
في وقت تزايدت فيه عمليات التنظيم الإرهابي داخل سوريا والعراق، بدأت القوات الأمنية العراقية هي الأخرى توسيع عملياتها العسكرية وتكثيفها في المحافظات العراقية وعلى الحدود العراقية - السورية، لملاحقة بقايا «داعش»، حيث وجّه رئيس الوزراء العراقي «مصطفى الكاظمي» باستمرار توسيع دائرة العمليات الأمنية في المحافظات التي شهدت في الأسابيع الماضية أنشطة للتنظيم الإرهابي، بجانب توسيع التحالف الدولي من وتيرة هجماته في الأسبوع المنصرم بمناطق عدة من شماليّ العراق ضد معاقل التنظيم وجيوبه.
ونفّذت القوات الأمنية، ليل الأربعاء 27 يناير 2021، 9 عمليات أمنية في كركوك وصلاح الدين والأنبار، أدت إلى قتل واعتقال عدد من عناصر التنظيم، إضافة إلى تدمير عدد من المخابئ، حيث أعلنت خلية الإعلام الأمني الحكومية، القبض على ثلاثة عناصر إرهابية، مؤكدةً في بيان لها، إنه من خلال المتابعة الميدانية وتكثيف الجهود الاستخبارية، تمكن قسم شرطة الحويجة التابع لشرطة محافظة كركوك من إلقاء القبض على ثلاثة إرهابيين، اثنان منهم ينتميان لـ«داعش»، وقد قاموا بالعديد من العمليات الإرهابية.
فيما أعلنت لجنة الأمن البرلمانية العراقية، القبض على عدد من المتورطين بالتفجير الذي وقع في العاصمة بغداد؛ حيث قال عضو اللجنة، النائب بدر الزيادي، إن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على بعض المتورطين في جريمة ساحة الطيران، مؤكدًا أن أحد المنفذين الانتحاريين في ساحة الطيران أجنبي الجنسية، مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية أفشلت عمليات إرهابية وشيكة.
وعن محاولات عودة داعش، أكد المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، صباح النعمان، أن العمليات الإرهابية التي يشنها تنظيم داعش الإرهابى، يهدف من خلالها إرسال رسالة مفادها أنه مازال موجودًا، مشددًا على أن التنظيم الإرهابي يريد العودة إلى ما قبل 2014، في الوقت الذي كان يحتل فيه التنظيم 40% من مساحة العراق، وهذا لن يحدث مطلقًا.
ويأتي هذا الأمر في الوقت الذي شنّ جهاز مكافحة الإرهاب في العراق -الذي ينفذ عملية «ثـأر الشهداء»- عمليات مداهمة على أوكار خلايا التنظيم الإرهابي جنوب كركوك، أسفرت عن مصرع عدد من القيادات في التنظيم الإرهابي وصفت بالكبيرة، من بينهم مسؤولو الطبابة والجهد الهندسي والاتصالات والأجهزة الإلكترونية في التنظيم الإرهابي، كما تم قتل 4 إرهابيين آخرين كانوا يحرسون هذه الأوكار؛ وذلك في أحدث تطور للعملية الأمنية الواسعة التي انطلقت فجر الجمعة الماضية تحت مسمى «ثأر الشهداء، حيث الجهاز في بيان له بوقوع اشتباك مباشر وحاسم بين القوات الأمنية ومجموعة إرهابية متحصنة بمنطقة وادي الشاي جنوب محافظة كركوك، موضحًا أن عددًا من الإرهابيين فجروا أنفسهم على القوة الأمنية المهاجمة، فيما تم قتل الآخرين رميًا بالرصاص.
مكافحة داعش
في الجهة المقابلة، خرجت مطالب دولية عدة بضرورة مكافحة بقايا التنظيم الإرهابي وخلاياه النائمة -وخاصة في ظل مؤشرات عودته بقوة من جديد على الساحة السورية- في سوريا والعراق، حيث طالب وزير الخارجية الفرنسي «جان إيف لودريان»، نظيره الأمريكي «أنتوني بلينكن»، بضرورة مواصلة مكافحة التنظيم الإرهابي في كل من العراق وسوريا.
وخلال أول مكالمة هاتفية جمعت وزيري خارجية فرنسا والولايات المتحدة، أشار «لودريان» إلى أهمية مواصلة جهودنا المشتركة لمكافحة الإرهاب «في الشرق الأوسط»، وكذلك في منطقة الساحل، داعيًا أيضًا إلى ضرورة التنسيق الوثيق للتعامل مع الأزمة الإيرانية.
بينما أبرز وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن رغبة بلاده في مواصلة التعاون الوثيق مع فرنسا في مكافحة الإرهابيين بمنطقة الساحل.





