يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

بين عضلات ترامب وعقل بايدن.. الحيرة تهيمن على سياسة واشنطن تجاه إيران

الأحد 31/يناير/2021 - 11:33 ص
المرجع
شيماء يحيى
طباعة

شابت العلاقات الأمريكية- الإيرانية بعض الصعوبات، خاصةً في ظل التصعيدات الإيرانية بشأن الملف النووي، وفي المقابل تزايدت حدة العقوبات الأمريكية التي أقرت على طهران خلال فترة دونالد ترامب، إلا أن سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة غير معلنة بعد، فمن الممكن أن يتم الإبقاء على سياسة ترامب مع بعض التعديلات، أو اللجوء إلى مفاوضات جديدة.

بين عضلات ترامب وعقل
الإستراتيجية الأمريكية الجديدة

مع تولي الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن، فإنها أتخذت على الفور تحركات تجاه الملف الإيراني، وبعثت قاذفات أمريكية من طراز بي 52 تحلق في الخليج العربي، ويعد هذا الانتشار العسكري الرابع خلال الشهريين الماضيين في رسالة من شأنها إظهار التزام الولايات المتحدة بالأمن الإقليمي.

وأكدت الإدارة الأمريكية أن الولايات المتحدة لن تعود إلى الاتفاق حول الملف النووي الإيراني، إلا إذا عادت طهران إلى الوفاء بالتزاماتها التي تراجعت عنها، فهذا الأمر سيستغرق بعض من الوقت.

كما أن إدارة بايدن على وشك أن تتعامل مع الملف الإيراني في موضوعات شائكة، بعد أن توسعت في أنشطتها النووية وبناء مفاعل فوردو لتخصيب اليورانيوم، وقرارها برفع نسبة تخصيبه إلى 20%، الأمر الذي يفيد بأن المدة اللازمة لإنتاج إيران المواد الانشطارية لتصنيع السلاح النووي قد تقلصت إلى عدة شهور، مع وجود الالتزام الأمريكي بعدم السماح بامتلاك إيران لسلاح نووي.

وتعمل الإدارة الأمريكية أيضًا على ضرورة تفكيك برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، والتي لم يشملها الاتفاق النووي، إضافةً لمراجعة الدور الإقليمي لإيران، وضرورة وقف تدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية، ووقف دعمها للتنظيمات الموالية لها في أكثر من بلد.
بين عضلات ترامب وعقل
معطيات الاتفاق النووي

من جانبه، يقول أسامة الهتيمي، الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الإيراني، إن حالة التصعيد التي شهدتها العلاقات الأمريكية الإيرانية طيلة العامين والنصف الماضيين قد تراجعت إلى أدنى مستوى، ومن ثم فإن الحديث عن احتمالات اشتعال حرب في المنطقة على خلفية هذا التوتر بات حديثًا غير واقعي، ففضلًا عن أنه كان من المستبعد تمامًا اتخاذ الإدارة الأمريكية لهذه الخطوة العسكرية لمناقضتها للإستراتيجية الأمريكية في التعاطي مع الملف الإيراني في الوقت الراهن باعتبار أن إيران دولة وظيفية لم يتم الانتهاء من دورها بعد، فإن إدارة جو بايدن الجديدة أيضًا تميل إلى التهدئة والعودة إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب في مايو 2018، وإن كانت ثمة خلافات بين الطرفين حتى اللحظة بشأن من يقدم على القيام بالخطوة الأولى للوراء وهي على كل حال قضية يمكن التفاهم حولها ومنح الوسطاء فرصة للتحرك لإقناع أحد الطرفين أو التوصل لصيغة تفاهمية بشأنها ترضي كليهما حتى يتم تجاوز هذه النقطة الخلافية.

وأشار «الهتيمي» في تصريح لـ«المرجع»، أنه على الرغم من عدم إجراء حوار مشترك بين الطرفين، بحسب المعلن، إلا أن التصريحات الصادرة عن مسؤولين أمريكيين وإيرانيين والتي تلتقطها أطراف أخرى معنية بالملف النووي، خاصةً الاتحاد الأوربي، تأتي كشكل من أشكال الحوار غير المباشر الذي يمهد الأرضية للتباحث حول العديد من القضايا وإبداء كل طرف منهما للرأي الخاص به فيها.

وأردف الكاتب الصحفي، أنه في هذا الإطار فإن المرجح أن تعود واشنطن للاتفاق النووي وحرمان إيران من مبررات استمرار تخفيض التزامها ببنود الاتفاق النووي والذي سمح لها بزيادة كميات اليورانيوم المخصب واستخدام أجهزة الطرد المركزي المتقدمة ورفع نسبة التخصيب لما كانت عليه قبل الاتفاق في 2015 وهي 20%، الأمر الذي أثار استياء وتحفظ الكثير من القوى الدولية والإقليمية، خشيةً أن تتمكن إيران من امتلاك سلاح نووي.

التصريحات التي أدلى بها رئيس الأركان الصهيوني أفيف كوخافي حول الاستعداد لشن هجوم على إيران، وعلاوة علي ذلك فإنه بنشر أمريكا لقاذفات بي 52، وهما الخطوتان اللتان اعتبرهما الكثير من المتابعين تصعيدًا جديدًا ضد إيران، فيما أن نشر القاذفات الأمريكية هو محاولة لضبط الإيقاع الإيراني حتى يمكن لإدارة بايدن أن تحدد الخطوات اللازم اتخاذها مع قضية البرنامج النووي الإيراني بشكل يحفظ ماء وجهها ولا تبدو معه أمريكا وكأنها تنازلت لإيران بلا مقابل.

"