ad a b
ad ad ad

بمزيد من العقوبات.. واشنطن ترد على اختراقات إيران لمنظومة الانتخابات الأمريكية

الإثنين 26/أكتوبر/2020 - 03:55 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

لا تزال العلاقة بين إيران والولايات المتحدة على أشدها، وذلك في ظل المعاناة الكبيرة التي يعاني منها نظام الملالي، بسبب العقوبات الأمريكية التي فرضها الرئيس «دونالد ترامب» على طهران في مايو 2018، والتي أدت إلى تدهور الاقتصاد الإيراني وانهيار العملة المحلية؛ ما يجعل طهران من أشد الدول التي لا ترغب في أن يصل «ترامب» إلى سدة البيت الأبيض لفترة رئاسية ثانية.


محاولات إيرانية

دفع ذلك النظام الإيراني لمحاولة اختراق الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في 3 نوفمبر المقبل، إلا أن أجهزة الأمن الأمريكية كشفت ذلك في 22 أكتوبر 2020، عندما تم نشر فيديو عن طريق الخطأ، تأكدت أنه لقرصنة إيرانيين حاولوا التأثير على الانتخابات الأمريكية، إلا أن الأجهزة فحصت كود الكمبيوتر الذي ظهر في الفيديو، وتوصلت لمعلومات حول هوية هؤلاء القراصنة، وحددت العملية الإلكترونية التي كانوا يقومون بها، وتم تعليقها على الفور،  وفقًا لوكالة «رويترز» البريطانية.


عقوبات أمريكية

وعلى الفور، أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية، بيانًا لها، للرد على هذه الواقعة بفرض عقوبات على خمس مؤسسات تابعة لإيران، ويأتي على رأسها وفقًا للوزارة، الحرس الثوري الإيراني، وفيلق القدس التابع للحرس، ومؤسسة «بيان رسانه كستر»، واتحاد الإذاعة والتلفزيون الإيراني، والاتحاد الدولي للإعلام الافتراضي، لانتمائهما لفيلق القدس التابع للحرس الثوري.


وبينت الوزارة الأمريكية أن هذه المؤسسات وظفت أذرعها من أجل استهداف العملية الانتخابية الأمريكية، وذلك من خلال نشر معلومات كاذبة عن هذه الانتخابات لتضليل الناخبيين، واستهدف بعض القضايا بأمريكا بواسطة نشر تقارير باللغة الإنجليزية على المواقع الإلكترونية، فضلًا عن إرسال هذه المؤسسات رسائل تهديد عبر البريد الإلكتروني لترويع الناخبين الديمقراطيين، وفقًا لما أعلنه مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي «كريس راي».


للمزيد: حرب المناوشات الصغيرة.. أمريكا وإيران بين محدودية الصراع وتصعيد العداء


نفي إيراني

وردت إيران على ذلك بالنفي، إذ أشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «سعيد خطيب زاده»، أن ما تم الإعلان عنه بخصوص تدخل إيران في الانتخابات الأمريكية ليس صحيح، وأنها عبارة عن تهم أمريكية «متكررة وملفقة ومزورة»، مبينًا أن أجهزة المخابرات الأمريكية اعتادت إطلاق مثل هذه الأكاذيب لصرف انتباه الرأي العام الأمريكي عن ما يحدث في الفترة التي تسبق الانتخابات، ولذلك استدعت إيران السفير السويسري في طهران (القائم برعاية المصالح الأمريكية لديها)، لتنفي هذه الاتهامات، ولتؤكد أنها لا يهمها من يحكم البيت الأبيض.


بيد أن المرشح الديمقراطي «جو بايدن» (الذي تدعمه إيران) رد في تصريحات صحفية له 23 أكتوبر 2020، على كشف الأجهزة الأمريكية للمحاولات الإيرانية للتدخل في الانتخابات الرئاسية، قائلا: «لو فزت في الانتخابات فإنهم سيدفعون ثمنًا باهظًا»، الأمر الذي يعد ضربة لإيران، دفعت المتحدث باسم ممثلية إيران في منظمة الأمم المتحدة «علي رضا ميريوسفي»، للرد عليها، قائلا: إن «بايدن» يطلق اتهامات فارغة ومضحكة، مشددًا على أن إيران لا تتدخل في انتخابات الدول الأخرى، ولا يهمها من يحكم أمريكا.


للمزيد: «الكرة في ملعب أمريكا».. إيران تخفف حدة غرورها وتخضع لصفقات ترامب


تفضيل إيراني للديمقراطيين

ولذلك أوضح «محمد العبادي» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني ومدير مركز جدار للدراسات، أن إيران تبذل قصارى الجهد للحيلولة دون منع وصول «دونالد ترامب» إلى سدة البيت الأبيض لولاية ثانية، لما له من اعتبارات خطرة على النظام الإيراني.


ولفت «العبادي» في تصريح لـ«المرجع»، إلى أن إيران تُجيد اللعب السياسي مع الديمقراطيين، إذ إنها تمكنت من توقيع اتفاقها التاريخي في صيف ٢٠١٥ في عهد الرئيس السابق «باراك أوباما» ووزير خارجيته «جون كيري»، ولذلك تمتلك إيران لوبي قويًّا في واشنطن، لذا لن تتدخر جهدها لإضعاف فرص «ترامب» ودعم «بايدن» الذي وعد بالعودة للاتفاق النووي.


معادلة الكفة

وحول تصريحات «بايدن» الأخيرة، قال «العبادي» إن الرئيس «ترامب» يعادي إيران، ويسوق أنها صديقة الحزب الديمقراطي، مستغلًا تصريحات بايدن التي أشار فيها إلى العودة للاتفاق النووي حال فوزه في الانتخابات المقبلة، لذلك كان موقف بايدن المحذر لإيران من مغبة التدخل في الانتخابات، لمعادلة الكفة، ولمنع تحشيد الأمريكيين المتخوفين من إيران لصالح «ترامب»، وأيضا كتحذير حقيقي لمنع إيران من استخدام قدراتها السيبرانية العالية من محاولات اختراق أو التلاعب بالانتخابات.

"