ad a b
ad ad ad

بعد الردع الأمريكي.. خطة واشنطن لانتزاع التعاطف الأوروبي مع إيران

السبت 06/أبريل/2019 - 12:46 م
المرجع
محمد شعت
طباعة

في ظل خطة الولايات المتحدة الأمريكية لتقويض المشروع الإيراني، تواصل واشنطن تشديد الحصار على نظام الملالي في طهران، وذلك عن طريقة استراتيجية الحشد الدولي ضد جرائم إيران والكشف عن عملياتها الإرهابية في أوروبا، وتفكيك ميليشياتها في المنطقة العربية، والتحذير من سلاسل الاغتيال التي تسعى إيران لتنفيذها.

  للمزيد: بعد براءة ترامب من «التخابر».. رياح البيت الأبيض وما لا تشتهي سفن إيران



 مايك بومبيو
مايك بومبيو

ردع أمريكي


أكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع لوزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي «الناتو»، على أن أمريكا تعمل على ردع إيران ومواجهة عملياتها الإرهابية، إلا أنه حذر في الوقت نفسه من أن إيران لاتزال تسعى لتنفيذ اغتيالات في أوروبا، وأن أنشطتها تجعل أوروبا ودول الناتو أقل أمنًا.

 

بومبيو قال أيضًا عقب الاجتماع الذي تم بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس الحلف: «اليوم نرى أن هناك جهودًا من النظام الإيراني لتنفيذ اغتيالات داخل دول أوروبية، وهذا ليس شيئًا اختلقناه، بل هي جهود من زعماء النظام الايراني و(الرئيس) روحاني، الذي يسمح بهذه العمليات لأن تحدث».

 

وتابع وزير الخارجية الأمريكي: «هذا أمر غير مقبول، ودول أوروبا الغربية لن تسمح به؛ لذا نعمل مع شركائنا في كل العالم ليكون لدينا المعلومات الجيدة لنقلل المخاطر والتهديدات، لكن هناك مكون ثان وهو جهود الردع التي تقوم بها أمريكا».

 

كما أشار إلى أن جهود الردع هذه تقلل من قدرة إيران على القيام بمثل هذه النشاطات، من خلال العقوبات التي تجبرهم على أن تكون لهم موارد قليلة؛ بحيث لا يمكنهم القيام يذلك.

 

مشددًا على أن التدخل الإيراني في سوريا والعراق وغيرها من الدول "تجعل أوروبا ودول الناتو أقل أمنا، مؤكدًا أن الولايات المتحدة «تبذل كل الجهود على كبح جماح إيران في تنفيذ اغتيالات وعمليات إرهابية».

 للمزيد: «ظريف» يصف العقوبات الأمريكية على إيران بالإرهاب الاقتصادي



 أسامة الهتيمي
أسامة الهتيمي
أهداف غير معلنة

 

اعتبر الباحث في الشأن الإيراني، أسامة الهتيمي، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أنه: «على الرغم من أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكية حول العمليات الإرهابية الإيرانية في أوروبا صحيحة تمامًا، خاصةً ما تعلق منها باستمرار التهديدات الإيرانية وعلم المسؤولين الإيرانيين بالاغتيالات السياسية التي تقوم بها العناصر الإيرانية خارج حدود إيران، فإنه ليس من شك في أن ثمة مغزًى سياسيًّا للولايات المتحدة الأمريكية وأهدافًا غير معلنة من وراء تلك التصريحات».

 

وأوضح الباحث في الشأن الإيراني: «أن واشنطن تسعى بمختلف السبل إلى أن تقلل من التعاطف الإوروبي مع إيران بشأن استئناف واشنطن للعقوبات الاقتصادية منذ مايو الماضي، ومن ثم تدفع بالدول الأوروبية إلى عدم التعاطي بجدية مع الآلية الأوروبية الجديدة للتبادل التجاري مع إيران والمعروفة بـ«انستكس»، ومن ثم فإن تصريحات بومبيو التي تؤكدها الأدلة والوثائق تحاول أن تضع إيران بقادتها السياسيين وليس فقط العسكريين أو الاستخبارتيين في موقف حرج أمام أوروبا».

وشدد الباحث في الشأن الإيراني على أن تحركات واشنطن هذه قد تمنح الأوروبيين مبررات قوية للتراجع عن الوعود لطهران، ببقاء الالتزام الأوروبي بالاتفاق النووي 5+ 1، أو على أقل تقدير لا يعمل الأوروبيون على أن ترقى هذه الآلية لتحقيق تطلعات الإيرانيين فيها.


رسائل لأوروبا

 

«الهتيمي» شدد أيضًا على أن تصريحات بومبيو جاءت بمثابة رسالة تحذيرية لأوروبا تلفت خلالها نظر الأوروبيين إلى إيران، وفي إطار تكثيف ضغوطها على أوروبا لانتزاع موقف أوروبي متضامن مع إيران في أزمتها يمكن أن تلجأ لسلوكها الإجرامي نفسه الذي يعود للثمانينيات من القرن الميلادي الماضي؛ حيث ممارسة الاغتيالات السياسية بحق المعارضة الإيرانية المقيمة على أراضيها.

 

واشار الباحث في الشأن الإيراني إلى هذه الممارسات التي قد تلجأ إليها إيران تعد خرقًا لسيادة أوروبا، ويضعها في موقف لا تحسد عليه ومن ثم وفي إطار تفادي ذلك ترضخ أوروبا لتحقيق التطلعات الإيرانية؛ الأمر الذي يعني أن تتخذ الدول الأوروبية إجراءاتها من أجل منع وقوع مثل هذه العمليات على الأراضي الأوروبية، أو أن تكون جادةً في الرد على إيران في حال وقوع مثل تلك الجرائم.

وأكد الهتيمي إلى أن كل ذلك سيدفع أوروبا إلى التعاطى مع العمليات الإيرانية بسياسة التساهل أو التمرير التي كانت تتبعها الدول الأوروبية على مدار السنوات الفائتة؛ ما لم يردع إيران بل شجعها على مواصلة نهجها الإجرامي بحق السيادة الأوروبية.

 

 

 
"