باستهداف جدة.. إيران تكشر عن أنياب هشة أكلها سوس العقوبات.. ومصر تعقب
الأحد 20/ديسمبر/2020 - 01:24 م
أحمد عادل
في محاولات مستميتة لإثبات قوتها في المنطقة، تسعى إيران للضغط بالوسائل المتاحة لها، سواء باستعمال الطائرات المسيرة أو الزوارق المفخخة، لإظهار أنها الطرف الذي لا يمكن لأي دولة أن تقف أمامه، وكذلك في رسالة مباشرة للرئيس الأمريكي المنتخب جون بايدن الذي ينوي إعادة التفاوض بشأن الملف النووي لإيران مقابل تعهدات منها بوقف أنشطتها في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة ما يتعلق بتسليح الأذرع في العراق واليمن ولبنان، وكذلك التوقف عن تهديد أمن الطاقة والملاحة في المنطقة.
استهداف ميناء جدة
وهو ما كشفه الهجوم الذي استهدف ناقلة نفط راسية في ميناء جدة السعودي، الإثنين 14 ديسمبر 2020، أن إيران تسعى لإظهار أوراق قوتها قبل استلام الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن مهامَّه في 20 يناير 2021، وذلك من باب حرب الناقلات في البحر الأحمر وكأن إيران تكشر عن أنياب هشة أكلها سوس العقوبات والحصار الاقتصادي.
وتعرضت الناقلة لاستهداف «بقارب مفخخ» قبالة ميناء جدة في السعودية، في هجوم وصفته الرياض بالإرهابي، وتشير أصابع الاتهام إلى إيران وحلفائها الحوثيين الذين كثفوا هجماتهم ضد أهداف في المملكة.
حرب الناقلات
ويعيد هجوم ميناء جدة، إلى الذاكرة ما سمي بحرب الناقلات أثناء الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي، عندما تبادل العراق وإيران قصف الناقلات في المياه الإقليمية لكلا البلدين. وقالت شركة «حافنيا»، ومقرها في سنغافورة، في بيان: «إن الناقلة تعرّضت لضربة من مصدر خارجي بينما كانت تفرغ حمولتها ما تسبّب بوقوع انفجار وباندلاع حريق».
الهدف بايدن
ويعتقد محللون أن الهجمات الأخيرة على أهداف سعودية هدفها جر «بايدن» ومستشاريه إلى مراجعة الحزم بشأن الدور الإقليمي لإيران، وعدم الانجرار وراء خطط إسرائيل في ضرب النفوذ الإيراني الإقليمي ودفع طهران للانكفاء على الشأن الداخلي، وهي إستراتيجية مدعومة بقوة في الداخل الأمريكي.
استثمار الخلاف
ويريد الإيرانيون استثمار الخلافات في المواقف بين بايدن ودونالد ترامب بشأن القضايا المحلية والدولية للحصول على تنازلات سريعة من الرئيس الجديد، خاصة ما يتعلق برفع العقوبات عن قطاع النفط، ووقف تهديد الشركات العاملة في المجال، وكأنه تحصيل حاصل.
الموقف المصري والعربي
ومن جانبها، أعربت جمهورية مصر العربية الإثنين 14 نوفمبر 2020، عن إدانتها لاستهداف ناقلة نفط بميناء جدة ، وذلك عبر زورق مُفخخ؛ مما أسفر عن إلحاق أضرار بالسفينة.
وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها أن مصر شددت على استنكارها التام ورفضها لأية أعمال إرهابية تخريبية تستهدف المياه الإقليمية والمنشآت الحيوية بالمملكة العربية السعودية، لما تُمثله من تهديد لأمن واستقرار المملكة وأمن وحرية الملاحة والتجارة الدولية.
وأكدت مصر مُجددًا موقفها الثابت المُتمثل في دعم المملكة فيما تتخذه من إجراءات للدفاع عن أراضيها وسيادتها وصون أمنها واستقرارها، وفي مساعيها الرامية لمواجهة جميع صور الإرهاب وداعميه.
كما أدان رئيس البرلمان العربي عادل بن عبدالرحمن العسومي الاعتداء الإرهابي الجبان بقارب مُفخخ على ناقلة نفط بميناء جدة، مؤكدًا أن المساس بأمن المملكة هو تهديد للأمن القومي العربي.
وقال العسومي في بيان له الإثنين 14 ديسمبر 2020، إن هذا الاعتداء الإرهابي الذي يأتي بعد فترة وجيزة من اعتداءات إرهابية أخرى جبانة ضد المنشآت النفطية والحيوية بالمملكة، يشكل خطرًا جسيمًا ليس فقط على أمن المملكة، وإنما على أمن واستقرار إمدادات الطاقة للعالم أجمع، فضلًا عن تهديده المباشر لأمن وحرية الملاحة والتجارة الدولية، مطالبًا المجتمع الدولي بالوقوف صفًا واحدًا في مواجهة هذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف نشر الفوضى والدمار والتخريب، واتخاذ إجراءات رادعة ضد مرتكبيها ومموليها وداعميها، سواء كانوا أفرادًا أو دولًا أو جماعات إرهابية وميليشيات مسلحة.
وأعرب رئيس البرلمان العربي عن تضامن ووقوف البرلمان التام مع المملكة ضد كل تهديد يطال أمنها، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات للدفاع عن أراضيها، وتأمين منشآتها الحيوية، وحفظ أمنها وسلامة المواطنين والمقيمين على أراضيها.
كما أعرب سفير جمهورية جيبوتي عميد السلك الدبلوماسي لدى المملكة ضياءالدين سعيد بامخرمة، عن إدانة بلاده الشديدة للعمل الإرهابي الذي استهدف سفينة مخصصة لنقل الوقود في مدينة جدة، عادًّا هذا العمل ليس استهدافًا للمملكة ومرافقها الحيوية فحسب، وإنما استهداف لأمن واستقرار إمدادات الطاقة للعالم، والاقتصاد العالمي.
وأكد السفير بامخرمة تضامن جمهورية جيبوتي مع المملكة العربية السعودية الشقيقة وحقها في الدفاع عن مصالحها وعن استقرار وأمن المنطقة.
كما أدانت باكستان بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف ناقلة نفط بميناء جدة، وغيرها من الهجمات الإرهابية التي استهدفت البنية التحتية للنفط في المملكة.
وأوضحت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان صحفي اليوم أن هذه الهجمات تهدد سلام وأمن المملكة العربية السعودية وكذلك المنطقة، وأن باكستان تدعو إلى وقفها على الفور.
وأضاف البيان أن باكستان تجدد دعمها الكامل وتضامنها مع المملكة في مواجهة أي تهديد لأمنها وسلامة أراضيها.





