ad a b
ad ad ad

بالسباحة ضد التيار.. قطر تحاول إنقاذ سفينة أردوغان من الغرق

الخميس 29/أكتوبر/2020 - 04:01 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

بعد أيام قليلة من الحملة التي أطلقتها المملكة العربية السعودية، وتحديدًا «عجلان العجلان» رئيس مجلس الغرف السعودية، في 14 أكتوبر 2020، لمقاطعة المنتجات التركية في المملكة، والتي تسببت في تضرر الاقتصاد التركي بدرجة كبيرة، ظهر تنظيم الحمدين القطري لإنقاذ حليفه التركي، وذلك بتصدير حملة مضادة لدعم المنتجات التركية.

بالسباحة ضد التيار..
إذ إن الحظرين السعودي والإماراتي للمنتجات التركية، واللذين دفعا العديد من البلدان للسير على ذات النهج، وقامت بمقاطعة منتجات أنقرة، بسبب رفضها لسياسات الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» المزعزعة لأمن واستقرار المنطقة، تسبب في توجيه ضربة قوية للاقتصاد التركي الذي يعاني في الأساس من تدهور وانهيار لعملته المحلية، التي تسجل يومًا بعد يوم أدني مستوى لها أمام الدولار الأمريكي.

الحيلف القطري المنقذ

ومع تصاعد حملة المقاطعة الشعبية وبعد تصدر هاشتاج #حمله_مقاطعة_المنتجات_التركية، الترند الأعلى تغريدًا في عدد من الدول العربية، من بينها، السعودية، والإمارات والبحرين ومصر؛ ظهرت قطر لتعلن عن حملة لدعم المنتج التركي، وهذا ما أعلنته عنه وكالة «DHA» التركية في 22 أكتوبر 2020، مبينة أن السلطات القطرية  بدأت حملة لإنقاذ اقتصاد أنقرة، وجعلت التجار القطريين يرفعون شعار «اشتر المنتج التركي فقط»، وعلقوا إعلانات للبضائع التركية بجانب علم تركيا.


ويأتي ذلك، بعدما أعلنت عدة شركات تركية عن تضررها بسبب حملات المقاطعة الشعبية التي تستهدف وقف شراء منتجاتها في السعودية، فضلًا عن إعلان بعض المصدرين الأتراك عن تأخير لمنتجاتهم في الجمارك السعودية، دفع ذلك هذه الأطراف للمطالبة بضرورة حل هذه الأزمة، لإنقاذ بضائعهم وأموالهم.


إضافة لذلك، بدأت الدوحة يومًا بعد يوم في الترويج لحملتها، وبدأت محلاتها التجارية تنظيم حملات ترويجية للمنتجات التركية في 25 أكتوبر 2020، محاولة جذب الأجانب المقيمين في الدوحة لشراء المنتج التركي، وذلك بعد وضع عروض وخصومات مختلفة على هذا المنتج حتى يلقى رواجًا ويتم بيعه، إضافة لاستبدال  منتجات دول أخرى بالمنتج التركي، وفقًا لوسائل إعلام تركية.


وتعد سلسلة «الرونق» من أكبر المتاجر القطرية التي روجت لحملة دعم المنتج التركي، الأمر الذي دفع سفير تركيا في الدوحة «مصطفى جوكسو» في 25 اكتوبر 2020، بزيارة الشركة المالكة لسلسلة المتاجر لشكرها على كل المجهودات التي قامت بها لدعم المنتج التركي.


وجدير بالذكر، أن هذه ليست المرة الأولي التي تعلن فيه الدول العربية عن حملة لمقاطعة المنتجات التركية، ففي مايو 2020، أطلق نشطاء التواصل الاجتماعي من بلدان عربية مختلفة، حملة من أجل مقاطعة المنتجات التركية، بسبب رفضهم لسياسات «أردوغان» الخاطئة، وتدخله في شؤون الدول العربية، ودعمه للإرهاب في المنطقة.


للمزيد: ممنوع دخول المنتجات التركية.. العرب يرفعون سلاح المقاطعة في وجه أردوغان

بالسباحة ضد التيار..
رسائل وأهداف قطرية

وحول أسباب دعم الدوحة لتركيا في ذلك الوقت، وعن الرسائل التي يود تنظيم الحمدين إرسالها إلى البلدان العربية جراء دعمه لأنقرة، أوضح «هشام النجار» الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، أن الدوحة قامت بإنقاذ النظام التركي وهو الداعم الرئيسي لتنظيم الحمدين؛ لأنه لو سقط وانهار نظام «أردوغان» هناك خطورة محدقة على النظام القطري، وسيسقط بالتبعية لأنهما مرتبطان وجوديًّا.

وأضاف «النجار» في تصريح لـ«المرجع»، أن الرسائل التي تبعثها قطر واضحة، أنها في صف حليفها ضد المحاولات العربية لمعاقبته على تجاوزاته، بمعنى أن الرسالة الأهم موجهة للمملكة السعودية أن الدوحة تدعم تجاوزات وانتهاكات «أردوغان» وتسانده ضد المقاطعة السعودية.

وأشار «النجار» إلى أن حملة مقاطعة المنتجات التركية، التي بدأتها السعودية، وحققت نتائج كبيرة، وكانت قد بدأت في الانتشار لأكثر من بلد عربي لمعاقبة النظام التركي على انتهاكاته وتجاوزاته وتدخله في شؤون الدول الأخرى، وتسببه في الفوضى بالمنطقة، دفعت النظام التركي لمحاولة صرف الأنظار عنها، بالترويج أن «أردوغان» منقذ وزعيم إسلامي، يجاهد ويناضل من أجل الإسلام ضد عدوان صليبي غربي.
"