ad a b
ad ad ad

للحيلولة دون الصدام العسكري.. وساطة ألمانية بين اليونان وتركيا بسبب التنقيب عن الغاز

الخميس 27/أغسطس/2020 - 01:12 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

خطوات استفزازية أقدم عليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ضد الجارة اليونان، في البحر المتوسط، بحثًا عن الغاز، باستخدام سفن التنقيب الخاصة بأنقرة؛ حيث أعلن تمديد مهام عمل سفينة الأبحاث والتنقيب «أورتش رئيس» في مياه البحر المتوسط حتى 27 من أغسطس 2020، ما زاد من وتيرة الخلاف بين البلدين، والذي قد يهيئ البيئة الخصبة لاندلاع مواجهات مباشرة، وهو ما دفع إلى تدخل ألمانيا في وساطة جادة بين البلدين لاحتواء الأزمة قبل تفاقمها، إلا أن أردوغان استبق الوساطة الألمانية في تصعيد جديد، قائلا إن تركيا لن تتراجع عن أعمالها في المتوسط، متهمًا اليونان بنشر الفوضى.


للمزيد: المواجهة المباشرة.. واقع الصراع التركي اليوناني بعد الخلافات التاريخية

للحيلولة دون الصدام
خطوات استفزازية
أثار اكتشاف حقول كبيرة للغاز في شرق البحر المتوسط في السنوات الأخيرة شهية أردوغان، وأدى إلى توترات بين أنقرة وأثينا اللتين تتنازعان بعض المناطق البحرية، حيث نشرت أنقرة سفنًا حربية في 10 أغسطس 2020، في منطقة تطالب بها اليونان؛ ما أثار قلق أوروبا، مخافة استبعادها من حصة في احتياطيات الغاز الطبيعي الهائلة في المنطقة، وقررت تمديد وجود سفينة التنقيب للمسح الزلزالي في هذه المنطقة.

وواصل أردوغان استفزازه، حيث اتهم اليونان بنشر الفوضى في شرق البحر المتوسط، مضيفًا في أعقاب اجتماع لمجلس الوزراء التركي، أن الذين يلقون باليونان أمام البحرية التركية لن يقفوا وراءهم، لافتًا إلى أن البحرية التركية لن تتراجع عن مواقعها في شرق المتوسط، وليس الحق لأثينا في بث الإرشادات الملاحية المعروفة باسم «نافتكس» في المناطق التي تطالب بها أنقرة.
للحيلولة دون الصدام
وساطة لحل الأزمة
وفي محاولة لتطويق التراشق اللفظي الذي خرج من أنقرة وأثينا، بدأ وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، والذي تتولى بلاده في الوقت الحالي رئاسة الاتحاد الأوروبي، في جهود وساطة بين البلدين والتوجه لهما لاحتواء الأزمة القائمة بينهما بسبب غاز المتوسط؛ حيث قال ماس، معلقًا على تأزم العلاقات مؤخرًا بين أثينا وأنقرة، وبعيد انطلاق مناورات يونانية حربية جوية في جوار المنطقة التي ترسو فيها سفينة تنقيب تركية إنه يحمل رسالة قوية خلال زيارته لتركيا، مفادها أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي بأسره يقفان في تضامن قوي مع اليونان.

وتوجّه وزير الخارجية الألماني إلى أثينا، ويعتزم التوجه إلى أنقرة في وقت لاحق للقاء نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو؛ بهدف تخفيف التوتر بين اليونان وتركيا، التي تسبب تنقيبها منفردة عن النفط والغاز في شرق المتوسط بأزمة إقليمية، حيث أكد خلال لقاء عُقد الثلاثاء 25 أغسطس 2020، مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس على ضرورة خفض التصعيد؛ حيث قالت الحكومة اليونانية في بيان لها، إن مبادرة ألمانيا التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي تعمل بشكل إيجابي في هذا الاتجاه.

وأضاف وزير الخارجية الألماني، ما نحتاجه الآن على نحو مُلح وعاجل هو إشارات للتهدئة واستعداد للحوار، مشيرًا إلى أن الوضع في شرق البحر المتوسط حاليًّا بمثابة لعب بالنار، حتى أصغر شرارة من الممكن أن تؤدي إلى كارثة.

فيما أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية كريستوفر برغر، أن هذه الوساطة ضرورية للتهدئة، وإيجاد حل للتوترات، مضيفًا «نخشى أن تستمر التوترات في التأثير على العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، وأن يكون لمزيد من التصعيد عواقب وخيمة».

ويأتي هذا الأمر، عقب إطلاق اليونان، الثلاثاء 25 أغسطس 2020 مناورات عسكرية تشارك فيها قواتها البحرية والجوية في البحر الأبيض المتوسط جنوب شرق جزيرة كريت، وجنوب جزيرة كاستيلوريزو اليونانية بالقرب من المنطقة التي أرسلت إليها تركيا سفينة الأبحاث أوروتش رئيس، برفقة سفن حربية، لمسح البحر الأبيض المتوسط بحثًا عن احتياطيات الغاز والنفط.

"