الحضيض السياسي.. أردوغان يسلق القوانين بعد تراجع شعبيته وانهيار حزبه سياسيًّا
على خريطة الأوهام، وبقلم الاحتلال العثماني منتهي الصلاحية، وبأدوات الاستعمار البائدة التي استخدمها أسلافه في توسعاتهم وتحقيق أطماعهم، رسم الرئيس التركي رجب أردوغان سياسة بلاده الخارجية في منطقة الشرق الأوسط.
لا ترى عينا أردوغان، الطامع في كل شيء، أن بلاده تعاني أزمات اقتصادية طاحنة، فورط جيشه في حروب خارجية، بدأها في سوريا ثم أخذ من سوريا مرتزقة الفصائل التي تدين له بالولاء، وألقاهم في المستنقع الليبي، ثم شن معركة أخرى على العراق.
استطلاع رأي
وقال موقع صحيفة «زمان التركية» إن نتائج استطلاع الرأي التي أجرتها خلال الأيام الماضية توقعت تراجعًا حادًّا في الأصوات المحتمل أن يحصل عليها حزب العدالة والتنمية الحاكم في حال عقدت انتخابات مبكرة في البلاد.
وأوضحت الصحيفة، أن مؤسسة GENA لاستطلاعات الرأي والدراسات المجتمعية، التي معروف عنها أنها تصدر أرقامًا مرتفعة لنسبة تأييد حزب العدالة والتنمية، قالت هذه المرة الحقيقية، إذ صرح هذه المرة رئيس المؤسسة «إحسان أكتاش»، إن الفترة المقبلة ستشهد تراجعًا عنيفًا لأصوات حزب العدالة والتنمية.
وأوضح أكتاش، أنه في الوقت الذي ستتراجع فيه أصوات حزب العدالة والتنمية بنسبة عنيفة، ستصعد أصوات حزب الشعب الجمهوري المعارض إلى أكثر من 30%.
وأشار إلى أن حزب الشعب الجمهوري حقق نجاحات مهمة في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، وأنه من المتوقع ارتفاع نسبة المصوتين له في الفترة المقبلة.
الحضيض السياسي
وأضاف في تصريحات نقلها الموقع التركي: أصبحت صورة الحزب الحاكم سيئة للغاية لدى المعارضة والمثقفين والمبتعدين عن الحزب الحاكم الذي بات قابعًا في الحضيض السياسي، وأن حزب الشعب الجمهوري حقق نجاحات مهمة في الانتخابات، وستنعكس هذه النجاحات على الانتخابات العامة أيضًا، مشيرًا إلى أن أصوات حزب الشعب الجمهوري سترتفع لأكثر من 30%، أما حزب العدالة والتنمية سيتعرض لتراجع عنيف في الأصوات.
انهيار طبيعي
وكانت مؤسسة MetroPOLL للدراسات، قد أجرت مقارنة بين استطلاعات رأي حول تأييد حزب العدالة والتنمية، في شهر فبراير 2020، وكانت نسبة تأييد العدالة والتنمية فيه 33.9%، بينما تراجعت في شهر مارس 2020 إلى 33.7%، ثم إلى 32.8% خلال شهر أبريل، ثم إلى 30.7% في شهر مايو، ثم إلى 30.3% في شهر يونيو من العام ذاته.
كما تراجعت أصوات حزب الحركة القومية المتحالف مع أردوغان من 7.3% خلال شهر مايو 2020 إلى 6.2% في شهر يونيو 2020.
أما حزب المعارضة الرئيسي حزب الشعب الجمهوري، فقد كانت أصواته في شهر مارس 17.7%، بينما ارتفعت في شهر أبريل إلى 19.0%، ثم إلى 21.7% خلال شهر مايو، حتى وصلت إلى 24% خلال شهر يونيو.
انشقاقات بالجملة
وبحسب ما أعلنته المحكمة العليا في تركيا، فعدد أعضاء حزب العدالة والتنمية انخفض خلال العامين 2019، و2020، بمقدار 788 ألفًا و131 عضوًا، وأصبح أعضاؤه 9 ملايين و931 ألفًا و103 أعضاء، بعد أن كانوا 10 ملايين و719 ألفًا و234 عضوًا.
وفي السياق ذاته، ذكرت العديد من وسائل الإعلام التركية المعارضة، خلال الآونة الأخيرة، أن هناك تسريبات من داخل الحزب تتحدث عن أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيلجأ لاستخدام ورقة التعديلات الوزارية لوقف تراجع شعبية حزبه التي تأثرت كثيرًا بنتائج الانتخابات المحلية الأخيرة التي جرت 31 مارس 2019.
كما ذكرت صحف تركية أخرى، أن العدالة والتنمية يعتزم تعديل القوانين المتعلقة بالحد الأدنى لتمثيل الأحزاب في البرلمان والمقدر بـ10%، وتخفيضها، في دلالة واضحة على إدراك الحزب انخفاض شعبيته بشكل كبير.





