الحرس الوطني الليبي.. حيلة أردوغان للالتفاف على مطالب تفكيك الميليشيات
ترددت الأنباء في الداخل الليبي، حول تشكيل «حرس وطني» ليبي، يتبع حكومة الوفاق الإخوانية برئاسة فايز السراج، بلملمة جميع عناصر الميليشيات الإرهابية في صفوف الوفاق، تحت راية واحدة تأتمر بإمرتها.
مقترح إرهابي لم يجد من يدعمه سوى سلاطين الإرهاب في أنقرة، لتنفيذ مخطط الوصاية على ليبيا، في محاولة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتحويل تلك الميليشيات إلى جيش يتبع الوفاق لإنقاذها، والعمل المكثف على شرعنتها، عن طريق تسليحه من مسلحي المجموعات على غرار الحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي العراقي ليكون قوة موازية تنفذ أوامر الإخوان وحلفائهم.
مخطط عقائدي
ويأتي هذا التشكيل ضمن مخطط عقائدي إخواني اقترحته الدوحة عام 2011، وأيضًا عقب ضغوط دولية لتفكيك الميليشيات الإرهابية في ليبيا، المتعاونة مع الوفاق، في محاولة منها للالتفاف على هذا المطلب بتفكيك الميليشيات بإدراجها مقترحًا جديدًا بتشكيل كيان سمته الحرس الوطني.
للمزيد: غرب ليبيا.. وضع معقد خلقه أردوغان لزرع «داعش» والمساومة على طرابلس
الحرس الوطني
وطبقًا للمخطط التركي سيكون الحرس المزمع تشكيله عبارة عن قوة عسكرية تتبع لرئيس حكومة الوفاق فايز السراج مباشرة، تكون طرابلس المقر الرئيسي له، وله مخصصات مالية مستقلة عن أي جهة عسكرية، وتنضم إليه مختلف الجهات العسكرية والأمنية والمدنية والقوى المساندة، وتكون مهامه الرئيسية، في تأمين المقار الرئاسية والسيادية، وحراسة الأهداف الحيوية، بما فيها منافذ الدخول البرية والبحرية والجوية.
ويتمثل شعاره المفترض وفق ما تقوله ميليشيا الوفاق، فإنه «أي خطر يهدد مدنية الدولة الديمقراطية»، وهو تعبير فضفاض يوضح إمكانية استغلاله في أغراض بعينها تريدها حكومة الوفاق والميليشيات المتحالفة معها، إلا أن ادعاءات الوفاق تتناقض مع أبسط القواعد الدولية، فبحسب دساتير وقوانين العالم، فإن الجيوش وحدها هي من تتولى حماية الدولة وديمقراطيتها.
وأعلِن بالعاصمة الليبية طرابلس في التاسع من شهر فبراير 2017 عن تأسيس جهاز الحرس الوطني الليبي، في بيان ألقاه آمر الجهاز الجديد العميد محمود الزقل، آنذاك؛ حيث أكد بيان التأسيس بأن الحرس الوطني هو مؤسسة وطنية بعيدة عن التجاذبات السياسية، وحدد مهامه في محاربة الإرهاب، وحماية مؤسسات الدولة وسفارات الدول والبعثات الدبلوماسية، وحماية الحدود والمنشآت الحيوية، والحد من مظاهر انتشار السلاح، والعمل على دعم ومساندة جهود بناء جيش ليبي مهني.
تشكيل عصابي
بالرغم من أن هذا التشكيل- الذي يبدو عصابيًّا وإجراميًّا- مطروح حاليًّا ومعمول عليه من قبل تركيا فإنه طرح قديم، ولكنه لم يحظ بالتأييد، وهو بالأصل مقترح قطري ضغطت الدوحة نحو تنفيذه في عهد رئيس المجلس الانتقالي السابق مصطفى عبد الجليل.
وقال المستشار مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي السابق، في سبتمبر 2011، «زرت الدوحة وعرض عليّ الأمير حمد بن خليفة آل ثاني فكرة إنشاء الحرس، ورجعت وطرحتها على أعضاء المجلس الانتقالي فرفضوا ذلك رغم محاولات رئيس الأركان القطري بإقناعنا بها، باستثناء 5 أعضاء من المجلس من بينهم محمد الحريزي وعبد الرازق العرادي والأمين بلحاج وثلاثة آخرون ينتمون لجماعة الإخوان كانوا مصرين على تطبيق الفكرة وهم من كونوا الدروع».
وأشار عبد الجليل إلى أن رئيس المكتب التنفيذي السابق محمود جبريل كان صاحب فكرة إدماج المتطرّفين في المجلس الانتقالي، وأنه أصر على هذا الأمر بقوة كونهم طرفًا لابد من وجوده.
فيما أعلنت ما تعرف بـ«حكومة الإنقاذ الوطني» برئاسة خليفة الغويل، في ديسمبر 2016، عن تشكيل حرس وطني يضم ميليشيات متطرفة تنتمي إلى فكر تنظيم القاعدة المتطرف، إلا أن الأطراف الدولية والإقليمية رفضت تلك الفكرة بسبب وجود ميليشيات متشددة داخل هذا الكيان.
للمزيد: غليان شعبي من مرتزقة «أردوغان».. الصراعات المسلحة تفتك بالميليشيات في ليبيا





