ad a b
ad ad ad

غرب ليبيا.. وضع معقد خلقه أردوغان لزرع «داعش» والمساومة على طرابلس

الأحد 05/يوليو/2020 - 12:03 ص
المرجع
مصطفى كامل
طباعة
في ظل الواقع الحاصل في الداخل الليبيي، وتناحر الكتائب والميليشيات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق وصراعهم على البقاء قدر الإمكان، يتجه تنظيم داعش الإرهابي إلى تثبيت حضوره غرب ليبيا، وذلك تحت أعين تركيا التي قامت في وقت سابق بإرسال مرتزقة من التنظيم الإرهابي في سوريا إلى ليبيا للقتال بجانب الوفاق، والورقة التي يلعب بها أردوغان في ليبيا للمساومة والتهديد.

غرب ليبيا.. وضع معقد
الحضور غربًا

استغل تنظيم داعش الإرهابي الصراع المسلح بين كتائب وميليشيات الوفاق، حيث يتجه التنظيم لتثبيت حضوره في غرب ليبيا، وخاصة في منطقة صبراتة الواقعة 80 كلم إلى الغرب من العاصمة طرابلس، حيث احتل من جديد معسكر البراعم والمنتجع السياسي، ورفع عناصره رايات التنظيم السوداء لتأكيد وجودهم في المدينة التي سبق أن سيطروا عليها في العام 2015 وتم تحريرها نهائيًّا منهم في العام 2017

في حماية أردوغان

ولوحظ أن إرهابيي «داعش» يتحركون بحرية بين مدن الساحل الغربي مثل الزاوية وصرمان وصبراتة وزوارة ومناطق الجبل الغربي، وكذلك العاصمة طرابلس، تحت حماية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي منح داعش ضوءًا أخضر  لتكريس نشاط التنظيم الإرهابي في غرب ليبيا، غير أن هذا الوضع بات يمثل خطرًا على دول الجوار الغربي، خاصة تونس والجزائر، وكذلك على الدول الأوروبية التي بدأت وسائل إعلامها تتطرق إلى مخاطر الإرهاب المتمركز في غرب ليبيا على أمنها واستقرارها.

وبحسب النائب على التكبالي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي، بدأ الدواعش في الانتشار في كل المدن الغربية، وفي طرابلس، يتحركون مخططين لإعلان الإمارة قريبًا، إضافة إلى تجميع التنظيم لشتات عناصره من جنسيات مختلفة والتمركز في غرب ليبيا، ومن بينهم من قام النظام التركي بنقلهم من شمال سوريا إلى الأراضي الليبية، سواء كانوا سوريين أو من جنسيات أخرى، وقد التحق بهم عناصر من فلول التنظيم في ليبيا ممن كانوا يقاتلون مع قوات الوفاق ضد الجيش الوطني، أو ممن كانوا هائمين على وجوههم في الصحراء بعد طردهم من شرق البلاد وسرت، وباتوا يتدربون حاليًا في معسكر البراعم في صبراتة.
غرب ليبيا.. وضع معقد
وضع معقد

معهد «جيتستون» الأمريكى للأبحاث، أعدّ تقريرًا فى نهاية ديسمبر 2019، أكد فيه أن حالة عدم الاستقرار السياسي في ليبيا تفسح المجال أمام تنظيم «داعش» لإعادة تنظيم صفوفه، ولفت التقرير إلى أن إرسال قوات تركية يساهم في تعقيد الوضع هناك، مؤكدًا أن الأراضى الليبية تعد الآن واحدة من المحاور الرئيسية لعمليات تنظيم «داعش» المستقبلية، للتعويض عن فقدان الأرض في سوريا، وفي ليبيا، ويمول «داعش» أنشطته من خلال عمليات السرقة والاختطاف من أجل الحصول على الفدية، بابتزاز الليبيين وتهريب القطع الأثرية وغيرها من السلع عبر الحدود.

الإرهاب.. ورقة أردوغان ورهانه

في الجهة المقابلة، بات تمركز التنظيم الإرهابي في ليبيا، الورقة التي يلعب بها أردوغان للبقاء هناك قدر الإمكان، حيث كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قرابة 28 من عناصر التنظيم الإرهابي الذين اعتزلوا القتال مع التنظيم بسوريا انضموا إلى المرتزقة في ليبيا، وكثّفت السلطات التركية من عمليات تجميع العناصر الإرهابية الفارة من المعارك في سوريا؛ خاصة أفراد فصيل هيئة تحرير الشام -جبهة النصرة-، وتنظيم داعش الإرهابي؛ حيث شرعت في نقلهم جوًّا إلى الأراضي الليبية لدعم الميليشيات المسلحة المنتشرة في العاصمة مستغلًا صراع الكتائب المسلح.. داعش يثبت حضوره غرب ليبيا تحت أعين تركيا طرابلس.

وجاءت عملية إرسال عناصر سورية من فصائل مدعومة من تركيا إلى ليبيا، فرصة لتفتح الباب أمام التنظيم الإرهابي للظهور وتثبيت وجوده مستغلًا الوضع الحالي، بحسب ما أكده المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري أن المخابرات التركية، تنقل عناصر تنظيم «داعش» وجبهة «النصرة» من سوريا إلى ليبيا، حيث أوضح «المسماري»، خلال مؤتمر صحفي له نهاية ديسمبر 2019، أن تركيا نقلت مئات من الإرهابيين الأشد خطورة من تنظيمي «داعش» و«القاعدة» من سوريا إلى ليبيا، مؤكدًا: «تم نقل عناصر من تنظيم «داعش» الإرهابي وجبهة النصرة، بواسطة المخابرات التركية، وهذا الموضوع خطير جدًا، لأن هناك استخدامًا لأحد مطارات تونس في هذا الجانب، وهو مطار جربة، إذ يتم إنزال مجموعات إرهابية، ثم يتم نقلهم إلى ليبيا عن طريق الجبل الغربي، واستقبلت مطارات مصراتة وزوارة ومعيتيقة أعدادًا كبيرة من جبهة النصرة وتنظيم داعش.

"