هدف واحد ومصالح مشتركة.. الإرهاب يجمع داعش وتركيا والإخوان في ليبيا
أعلن تنظيم داعش الإرهابي، الثلاثاء الماضي، مسؤوليته عن هجوم استهدف موقعين عسكريين للجيش في مدينة درنة، مطلع الأسبوع.
داعش في الصورة
وأطلق التنظيم وفقًا للبيانات الصادرة عنه ما أسماه «غزوة الاستنزاف» على عمليته، موضحًا أنها ضمت: أفغانستان، ومالي، والكونغو.
كما تبنى «داعش» مسؤوليته عن هجوم فاشل وقع فجر الإثنين، ضد بوابة الـ400 الواقعة على الطريق الرابط بين الجنوب والجفرة، وأدى لإصابة 11 عنصرًا بإصابات متفاوتة بين متوسطة وطفيفة، وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة بالحكومة المؤقتة.
وتأتي هذه العمليات الإرهابية بعد تمكن وحدات القوات المسلحة مساء 19 مايو من القضاء على أكثر من 20 إرهابيًّا ينتمون إلى تنظيم داعش، وذلك خلال اشتباكات عنيفة دارت في المنطقة الواقعة بين بلدتي زلة والفقهاء في منطقة الجفرة وسط البلاد.
وأعلنت قوات الجيش أنه بعد الهجوم الإرهابي على منطقة زلة، فجر اليوم السابق، انطلقت وحدات الجيش لتعقب عناصر تنظيم داعش الفارين بالقرب من وادي المدود الواقع بين زلة والفقهاء.
وأضافت بأنها خاضت اشتباكات عنيفة مع التنظيم امتدت لساعات، وأسفرت عن مقتل 25 إرهابيًّا في آخر حصيلة، والقبض على آخرين، بالإضافة إلى مصادرة عدد من الآليات المسلحة.
وكانت المجموعة الإرهابية قد هاجمت بوابة قريبة من حقل تابع لشركة الزويتينة غرب زلة، وأقدمت على ذبح اثنين من الحراس، وخطفت 4 تم تحريرهم في مطاردة أعقبت الهجوم، واستمرت لاحقاً حتى القضاء على هذه المجموعة.
البغدادي.. هل انتقل زعيم داعش الى ليبيا؟
وتتزامن هذه العمليات مع أنباء نشرتها مجلة «جون أفريك» الناطقة بالفرنسية، حول انتقال زعيم تنظيم «داعش» إلى ليبيا، إذ نقلت عن مصادر وصفتها بـ«الاستخباراتية»، أن تونس تلقت معلومات بشأن البغدادي من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد «داعش» في كل من سوريا والعراق.
ويتفق ذلك مع ما ذكره «تونيزي نيميريك» التونسي الذي قال إن زعيم داعش لجأ إلى ليبيا، بعدما فقدت عناصره السيطرة على آخر معاقلهم وهي مدينة الباغوز السورية، في مارس الماضي.
وتناولت تقارير إعلامية تونسية مدى صحة المعلومة، إذ ذكرت بعضها أن قوات بريطانية أجلت عددًا من عسكرييها في ليبيا، بعدما تلقت معلومات عن احتمال وجود البغدادي هناك.
ورغم اتجاه المشهد الليبي إلى الاستقرار نسبيا- بعدما نجح الجيش الليبي في السيطرة على أكثر من 80% من مساحة البلاد، وانشغاله اليوم بتحرير العاصمة- يرى مراقبون تونسيون أن احتمال وجود البغدادي في ليبيا وارد؛ خاصة أن تنظيمه يملك عناصر له هناك بإمكانهم توفير حماية لزعيمهم.
ويستند أصحاب هذا الرأي إلى ما قاله البغدادي في آخر ظهور له، إذ أعلن تأسيس ما يسميه بـ«الولاية» في وسط أفريقيا، وهو ما يلمح إلى احتمالية قربه من هذه المنطقة.
داعش والإخوان وتركيا.. مصالح مشتركة
ومنذ بداية عملية تحرير طرابلس- المعروفة بطوفان الكرامة- وينفذ تنظيم داعش عمليات إرهابية مضادة للجيش، وهو ما فسره مراقبون ليبيون بإنه مؤشر على علاقة ما ومصالح مشتركة بين حكومة الوفاق والتنظيم الإرهابي.
وتعود أول عملية إلى بداية أبريل، إذ استهدف التنظيم الإرهابي مدينة الفقهاء الصحراوية في جنوب البلاد، وأعقبها بهجوم مطلع مايو الجاري بمدينة سبها، ثم تلاها بعملية الجفرة.
وكان أبوبكر البغدادي، زعيم التنظيم الإرهابي، قد ضمّن في أول ظهور له منذ خمس سنوات، عبر مقطع فيديو بث بداية مايو الجاري، عن أوضاع تنظيم في ليبيا، مشيدًا بالعملية التي استهدفت فيها مدينة الفقهاء.
ويستغل تنظيم داعش الإرهابي انشغال الجيش في الغرب الليبي بتحرير طرابلس، للتحرك في مدن الجنوب التي نجح الجيش عبر عملية عسكرية بداية العام الجاري في السيطرة عليه، وتطهيره من الميليشيات والمرتزقة التشاديين.
وبفعل هذه العمليات يبدو أن داعش وضع ليبيا على قائمة أولوياته في الفترة الراهنة، بعدما خسر آخر معاركه في مدينة الباغوز السورية.
ويدعم ذلك تصريحات المتحدث باسم الجيش الليبي، أحمد المسماري، الذي اتهم تركيا في أكثر من مناسبة بنقل الدواعش وعناصر جبهة النصرة من سوريا والعراق إلى ليبيا؛ لتعزيز موقف الميليشيات.
من جانبه، قال رئيس «مجموعة الدراسات الأمنية» في واشنطن، والضابط الأمريكي السابق والخبير في مكافحة الإرهاب، إنه ليس هناك أي شك في أن صفقة وقعت بين فائز السراج وحكومته مع داعش للتوقف على الأقل عن مهاجمتها.
وذكر أن السرج سحب ملياري دولار بدعوى الدفاع عن العاصمة، لكنها من المحتمل أن تكون قد دفعت لأنصار الشريعة وداعش الذي يركز الآن على مهاجمة الجيش الوطني؛ الأمر الذي يوضح مع أي جانب يقف.
وقال الضابط الأمريكي السابق: «على الأقل هناك اتفاق بأن داعش الآن لم يعد يهاجم حكومة الوفاق في طرابلس أو مصراتة أو في أي مكان تسيطر عليه قوات الوفاق».
وتابع «عدد قوات حكومة الوفاق أقل بكثير من قوات الجيش الوطني، وهي تدفع لميليشيات أنصار الشريعة، ولكثير من المتطرفين والمرتزقة للقتال إلى جانبها، والخطر الأكبر يكمن في أن تنظيم داعش يعرف كيفية القتال في وضع التراجع بطريقة تضر أكثر بالمدنيين».
بدورها ترى الإعلامية الليبي، فاطمة غندور، أن عمليات داعش تكشف عن تفاهمات واضحة بين الوفاق وداعش، مشيرة للمرجع إلى أن الإسلاميين بشكل عام يهمهم أن لا تعود طرابلس إلى الدولة الليبية.
ولفتت إلى أنه بكل توجهاتهم بداية من الإخوان وحتى داعش والقاعدة يبذلون كل ما بوسعهم للحيلولة دون وصول الجيش إلى العاصمة، معتبرة أنهم جميعًا يشتركون اليوم في مصلحة تجمعهم.
واستبعدت وجود البغدادي اليوم في ليبيا، معتبرة أن المشهد في ليبيا يتجه إلى تقليص نفوذ الإسلام الحركي، بتحركات الجيش الناجحة.
وتتم عملية «طوفان الكرامة» اليوم شهرها الثاني، إذ بدأها الجيش في الرابع من أبريل، وسط تحديات تضعها الميليشيات الإرهابية في طرابلس.
للمزيد.. «داعش» في أفريقيا... دلالات اتجاه التنظيم الإرهابي للقارة السمراء





