بعد ضرب الوطية.. الشعب الليبي وراء جيشه ضد الاحتلال التركي
يحتدم الموقف الشعبي والعسكري الليبي ضد الاحتلال التركي لبلادهم، ففي ٥ يوليو ٢٠٢٠ تجمع المئات في مظاهرة حاشدة في ساحة الكبش بمدينة بنغازي؛ لرفض التدخل التركي في البلاد، وتأكيد الدعم للجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر، لاستمرار العمليات العسكرية ضد المحتل.
ضد الاحتلال
فيما أعرب المتظاهرون عبر اللافتات والهتافات عن رفضهم لتركيا، ووجودها في بلادهم، مطالبين إياها بعدم التعامل مع ليبيا كولاية عثمانية، فهذا عهد انقضى، مع هتافات معارضة لحكومة الوفاق بقيادة فايز السراج؛ لما لها من علاقات وصفوها بالعمالة مع تركيا.
وحملت هتافات الليبيين رسالة دعم واضحة لقائد الجيش خليفة حفتر للعمل عسكريًّا لطرد الميليشيات الإرهابية والمرتزقة الذين جلبتهم تركيا إلى البلاد.
واستحوذت التظاهرة على اهتمام الساسة والإعلاميين في البلاد، معتبرين إياها رسالة إلى الحكومة التركية برفض وجودها في ليبيا، إذ قال عضو مجلس النواب سعيد مغيب عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: إن الشعب يرفض الغزاة الأتراك في بلادهم.
الجيش والشعب معًا
ومن الناحية العسكرية، أعلن مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي، العميد خالد المحجوب، في ٥ يوليو ٢٠٢٠، أن القوات الجوية الليبية استهدفت 9 أهداف تركية في قاعدة الوطية بغرب البلاد.
مشيرًا إلى أن الضربات حققت نسبة كبيرة من أهدافها وصلت إلى 80% مما خطط إليه، كما تمكنت الضربات من قتل العشرات، ومنهم قائد عسكري تركي كبير، وبعض العسكريين الأتراك ممن كانوا يعملون بالقاعدة حين تنفيذ الضربة الجوية.
مضيفًا أن مصابي تركيا من العسكريين قد نقلوا إلى طرابلس، مشددًا على أن الجيش الليبي لن يسمح لرجب طيب أردوغان بربح المعركة العسكرية في ليبيا، بل سيخرج منها خاسرًا.
تداعيات استهداف الوطية
فيما تأتي الضربة التي استهدفت القاعدة القريبة من الحدود التونسية بعد ساعات من زيارة وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إلى ليبيا، وتفقده لقوات الوفاق المؤلفة من الميليشيات الإرهابية والمرتزقة.
ما يعطي رسالة عسكرية وسياسية مهمة لأنقرة بأن الجيش الليبي رافض لوجودها في البلاد، ولن يسمح لها بالاستمرار بالداخل، فضلًا عن أن استهداف بعض من القوات البشرية التابعة لأردوغان وتحطيم أنظمة الدفاع الجوي التي جلبها للقاعدة بعد ساعات قليلة من حديث وزير الدفاع بأنهم سيبقون في ليبيا للأبد، يشير إلى أن المعركة لم تحد سياسية وحسب، بل تحولت إلى جيش وطني وشعب يناضل ضد استعمار بلاده.
وحول التداعيات العسكرية والاستراتيجية للضربة، قال رئيس المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية العميد سمير راغب في تصريح إعلامي: إنه يرجح أن الطائرات التي نفذت الضربة ضد القاعدة العسكرية قد تكون ميج روسية أو رافال فرنسية، مؤكدًا أنها نجحت بقوة في تحقيق أهدافها، وتدمير منظومة الدفاع الجوي التي زرعتها تركيا في القاعدة، وتسببت في انسحاب تكتيكي لقوات حفتر من المنطقة.
مؤكدًا أن اعتراف وكالة الأناضول بالضربة أسكت الأصوات الإعلامية التي كانت تقول إنها مجرد حرب نفسية، كما أن تدمير دفاعات الوطية يعد أمرًا مهمًّا لأنه كان من المرجح أن تعمل الدفاعات مستقبلا لتجهيز طائرات من طراز إف 16 للسيطرة على المنطقة.





