ad a b
ad ad ad

مصالح مشتركة.. أسباب وأهداف التنسيق التركي الإيراني في ليبيا

الثلاثاء 16/يونيو/2020 - 10:00 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

يواصل نظام الملالي الحاكم في إيران تقديم الدعم لكل الميليشيا الإرهابية في دول المنطقة العربية، لتنفيذ مخططه «تصدير الثورة»، ورغم ما يعانيه هذا النظام من أزمة اقتصادية طاحنة وانتشار هائل لفيروس «كورونا»؛ ينسق مع حليفه التركي «رجب طيب أردوغان» لدعم ميليشيا حكومة الوفاق بقيادة «فايز السراج»، بإرسال أسلحة ومعدات عسكرية عبر سفن إيرانية.

مصالح مشتركة.. أسباب

دعم إيراني

التنسيق الثنائي بين أنقرة وطهران كشفه الخبير الإيراني بمجال الدفاع «بابك تقوائي»، في تقرير نشره الموقع الإيراني المعارض «إيران انترناشونال» في 6 يونيو 2020؛ مبينًا أن النظام الإيراني يلعب دورًا خفيًّا في دعم ميليشيا الوفاق الليبية لخدمة مصالح أنقرة منذ عدة سنوات، الهادفة للسيطرة على الغاز الليبي، وفرت إيران سفن للشحن غير القانوني للأسلحة من تركيا وبلغاريا والسودان إلى ميناء مدينة «مصراتة» في غرب ليبيا (خاضع لسيطرة ميليشيا الوفاق)، للالتفاف على قانون حظر الأسلحة الذي فرضته منظمة الأمم المتحدة على ليبيا، ولإمداد ميليشيات الوفاق لمواجهة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير «خليفة حفتر».


الحرب السرية

ولفت «تقوائي» إلى أن السفينة الإيرانية التي نقلت الأسلحة تسمى «جلبن»، وغادرت هذه السفينة السودان في 20 أغسطس 2018، ووصلت إلى وجهتها في 3 سبتمبر من العام ذاته، فضلًا عن سفينة حاويات إيرانية أخرى أوقفتها السلطات الليبية؛ تدعى «شهر كرد» وصلت ميناء مصراتة وعلى متنها أسلحة، بينها رادارًا للإنذار المبكر صنعته طهران في 23 أبريل 2019.

وأضاف الخبير الإيراني أن وسائل الإعلام الحكومية في إيران تتخذ كل التعليمات بنشر الدعاية السلبية ضد تحركات الجيش الوطني الليبي بقيادة «حفتر»، ولم تكتف إيران بذلك، بل أرسلت مستشارين عسكريين إلى العاصمة الليبية «طرابلس» الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الوفاق؛ لتدريب عناصر تلك الميليشيات على استخدام الصواريخ والأسلحة الإيرانية.

وفي مايو 2019؛ تداول نشطاء ليبيون مقطعًا مصورًا لصواريخ في ميناء مصراتة، قالوا إنها كانت ضمن حمولة السفينة الإيرانية التي رست بالميناء، ويقول أحد عناصر الميليشيات، خلال المقطع، إن الحمولة بها 100 حاوية ذخيرة، و20 ألف صاروخ، موجهة لتهديد الجيش الوطني الليبي.

والدعم الإيراني والتركي لميليشيا الوفاق؛ تزايد بعدما أطلق الجيش الوطني الليبي بقيادة «حفتر» في 4 أبريل 2019، عملية عسكرية باسم «طوفان الكرامة»، لتحرير طرابلس من الميليشيات الإرهابية المدعومة من قبل حكومة الوفاق.

 

مصالح مشتركة وتدخل قديم

ويرجع الهدف من وراء تقديم إيران الدعم لحليفتها أنقرة؛ أن النظام التركي لطالما ساعد الملالي في التحايل على العقوبات الأمريكية المفروضة عليه باتباع كل وسائل التهريب الممكنة، لإخراج إيران من نفق الاقتصاد المنهار.


للمزيد: طمعًا في الكعكة الليبية.. إيران تنضم لتركيا وقطر وتدعم ميليشيات السراج


وفي إطار ذلك، هناك تساؤل حول أسباب الدعم الإيراني لتركيا والميليشيا الإرهابية في ليبيا، رغم الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعاني منها؟؛ وللإجابة على هذا التساؤل؛ أشار مدرس الدراسات الإيرانية بجامعة كفر الشيخ «مسعود إبراهيم حسن» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن تدخل إيران في ليبيا تدخل قديم، فقد كانت العلاقة جيدة بين إيران ونظام الرئيس الراحل «معمر القذافي»، الذي سبق ودعم إيران في حرب العراق.

ولفت «إبراهيم» أن شحنة الأسلحة الإيرانية التي كشف عنها الجنرال الإيراني لم تكن الأولي، بل سبق أن أرسلت إيران عناصر تابعة لها إبان الثورة الليبية عام 2011؛ وتورطت عناصر تابعة لميليشيا «حزب الله اللبناني» المدعوم من إيران في بعض الأعمال داخل الأراضي الليبية عام 2011، لذلك  تسعى إيران منذ الثورة الليبية أن يكون لها يد داخل الساحة الليبية من خلال دعم الميليشيات المسلحة، إضافة إلى السعي الإيراني لنشر التشيع في بعض المناطق الليبية، وكانت هيئة الفتوى في ليبيا أصدرت بيانًا عام 2011 اتهمت فيه إيران رسميًّا بنشر التشيع بين الشباب الليبي.

وأضاف أن دعم إيران للميليشيا الإرهابية في الأراضي العربية خاصة في العراق واليمن سوريا وليبيا؛ لن يتوقف حتى ولو على حساب الشعب الإيراني الذي يعاني منذ سنوات كثيرة من آثار العقوبات المفروضة؛ وذلك لأن الدستور الإيراني وضع الأساس لاستمرار دعم الميليشيات المسلحة خارج إيران رغم ما تعانيه الدولة من انهيار اقتصادي بات يقضي على كل شىء.

"