«محترفو الكذب»..عملية مشتركة تشعل التوتر بين تركيا وإيران
كشفت التصريحات الأخيرة المتبادلة بين الجانبين التركي والإيراني بشأن العملية المشتركة التي تم تنفيذها ضد حزب العمال الكردستاني، عن محاولات تركية للبحث عن شريك لتحمل المسؤولية، ومحاولات إيران التنصل من المشاركة في العملية لحفظ مصالح طهران المتشابكة مع الأكراد.
الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن أن بلاده نفذت عملية عسكرية مشتركة مع إيران ضد «حزب العمال الكردستاني» على الحدود، قائلًا: «بحثنا مع إيران تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة ضد حزب العمال الكردستاني، وبعد هذه المباحثات تم تنفيذ عملية مشتركة، والعمليات المشتركة مع إيران ستستمر».
وأضاف أردوغان:«لم يتم بعد الإعلان عن نتائج العمليات وعدد الإرهابيين الذين تم تحييدهم».
ويشن الجيش التركي ضربات بانتظام على قوات «حزب العمال الكردستاني» في شمال العراق، ونفذ عمليات لاعتقال أشخاص يقول إنهم أعضاء في الحزب في تركيا.
ويصنف كل من الاتحاد الأوروبي وتركيا والولايات المتحدة «العمال الكردستاني» بأنه جماعة إرهابية، وكانت تركيا قد أعلنت، في 6 مارس، أنها ستنفذ عمليات أمنية مشتركة مع إيران ضد عناصر الحزب.
للمزيد.. تركيا تتآكل اقتصاديًّا في سباق التسليح العسكري
إيران تتبرأ
حاولت طهران التحايل على توريط تركيا لها في العملية، وبادرت بنفي تصريح الداخلية التركية حول تنفيذ عملية مشتركة ضد الأكراد، وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «ارنا» نقلًا عن مصدر مطلع في أركان القوات المسلحة الإيرانية قوله: «بدأ الجيش التركي عمليات ضد حزب العمال الكردستاني في الحدود الشرقية لتركيا، والقوات المسلحة الإيرانية لم تشارك في هذه العمليات».
وأضاف المصدر: «القوات المسلحة للجمهورية الإيرانية سوف تواجه بقوة أي مجموعة تحاول بث الفوضى على أرضنا»، وذلك ردًا على تصريحات وزير الداخلية التركي سليمان صويلو التي أعلن خلالها أن تركيا وإيران نفذتا العملية المشتركة.
للمزيد..«الإرهابيون في قلب أردوغان».. لماذا تتغاضى تركيا عن مواجهة «داعش»؟
توزيع المسؤولية
الباحث في الشأن الإيراني، أسامة الهتيمي، قال في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، إنه و بلا شك فإن التصريحات التركية سواء تلك التي جاءت على لسان وزير الداخلية أو على لسان رئيس الجمهورية، والخاصة بتنفيذ عملية أمنية وعسكرية مشتركة مع إيران ضد أعضاء حزب العمال الكردستاني ومن ثم النفي الإيراني حول هذه المشاركة يعني أن الخفي في محددات العلاقات الإيرانية - التركية أكثر من المعلن.
وأضاف أن ما يُعلن ليس هو ما يمكن الاعتماد عليه فحسب في فهم ما يجري، إلا أن تكون هناك قرائن من سلوك وسياسات عملية وواقعية تكشف عن حقائق الأمور، متابعًا: «في ظني أن الإعلان التركي عن المشاركة الإيرانية في هذه العملية هو الأقرب للمنطق حيث يتوافق ذلك مع ديدن الممارسات الإيرانية».
وتابع الباحث في الشأن الإيراني، أن ما كشفته «أنقرة» ربما وضع إيران في مأزق شديد، إذ لإيران مصالح متشابكة ومتعددة مع الأكراد سواء في العراق أو حتى أكراد إيران، وبالتالي فإن الإعلان عن المشاركة الإيرانية في عملية كهذه سيكون له تداعياته السلبية في هذه العلاقة وهو ما تتحاشاه إيران الراقصة على كل الأحبال، مشيرًا إلى أن إصرار «أردوغان» على أن يؤكد المشاركة الإيرانية بعد تنفيذ العملية، يشير وبقوة إلى أن تركيا أبت إلا أن تسلط الضوء على الدور الإيراني في هذه العملية وأن لا تسمح لها بالتنصل من المشاركة، حتى تتوزع المسؤولية على البلدين وتدخل إيران بشكل جدي في مواجهة الحزب المناوئ لتركيا.





