طمعًا في الكعكة الليبية.. إيران تنضم لتركيا وقطر وتدعم ميليشيات السراج
في إطار مخططها التوسعي المشبوه في الشرق الأوسط، سعت إيران لفرض نفوذها على الساحة الليبية؛ من أجل الحصول على نصيب من الكعكة الليبية مع حليفتيها الارهابيتين (تركيا، وقطر).
وظف نظام الملالي كل أدواته من أجل ذلك الهدف، وأمد حكومة الوفاق الوطني برئاسة «فايز السراج» والميليشيا المسلحة في ليبيا بكل سبل الدعم اللازمة، ويأتي ذلك في إطار المخطط الإيراني للسيطرة على دول أفريقيا.
ويعي نظام الملالي جيدًا أن تمكن حكومة الإنقاذ الوطني برئاسة «خليفة حفتر» من السيطرة على العاصمة الليبية «طرابلس» وتحرير ليبيا من كل الميليشيات الإرهابية المدعومة قطريًّا وتركيًّا سيقضي على طموحات إيران في السيطرة على دول شمال أفريقيا، ما سيؤثر بقوة على المشروع الإيراني الاستعماري في دول منطقة الشرق الأوسط.
توسيع نفوذ إيران
وفي إطار ذلك، وضع مركز الأبحاث الإيراني «أبرار للدراسات والأبحاث» في دراسة نشرها في 25 مايو 2020، بعض التوصيات للنظام الإيراني التي تمكنها من إبقاء نفوذه في ليبيا، والتي تمثلت في ما أسمته دعم «حكومة السراج» لتقوية دور إيران في ليبيا، وظهور إيران كدولة تعمل في إطار الشرعية الدولية، ومتابعة الوضع الميداني الليبي عن كثب، ووضع السيناريوهات المحتملة لما ستؤول إليه الأمور في البلاد.
إضافة لمتابعة القوى الإقليمية والدولية الفاعلة في ليبيا، وبجانب ذلك استخدام النظام الإيراني لماكينة الأكاذيب بالترويج إلى أن السعودية هي المانع الرئيسي أمام وقف القتال في ليبيا، وأنها السبب في دمار ليبيا واليمن والعراق وسوريا، وبهذا تظهر إيران بمظهر المدافع عن ليبيا وشعبها.
للمزيد: تأثيرات دخول الميليشيات قاعدة الوطية على الأوضاع في ليبيا
وسائل الدعم
ولتنفيذ المخطط الإيراني، قدمت إيران في مايو 2019، بعض الصواريخ إلى حكومة الوفاق؛ حيث نشرت عناصر ميليشيا الوفاق صورة شاحنة تحمل صاروخًا غير مألوف لم يظهر سابقًا ضمن الوسائل القتالية التي تمتلكها الميليشيات المسلحة، لذلك تساءل البعض عن الدعم العسكري الذي تقدمه إيران لميليشيا الوفاق، وأشاروا إلى أن الأسلحة الإيرانية باتت شريكًا أساسيًّا في هجمات ميليشيا الوفاق ضد الجيش الوطني الليبي في معركة تحرير طرابلس.
وما يؤكد أن الصاروخ مقدم من إيران، ففي أبريل 2019، تم رصد سفينة إيرانية محملة بالأسلحة قبالة سواحل مصراتة الليبية؛ ما يعني أن هذه السفينة لم تكن الأولى المتجهة إلى ليبيا، إلا أنها استمرار لمزيد من وسائل الدعم المقدمة من الملالي إلى ليبيا، وبعث رسالة للقوى الإقليمية والدولية بأن لدى طهران أدوات تستطيع أن تستخدم أدواتها المختلفة لإيجاد موطئ قدم لها في ليبيا.
وما يريده النظام الإيراني من ليبيا هو الحصول على جزء من الكعكة الاقتصادية المتمثلة في سلاح النفط الليبي، خاصة في ظل العقوبات الأمريكية الاقتصادية المفروضة على إيران، ومنع العديد من الدول من ضخ النفط إلى إيران، إضافة لضمان نفوذ إيران في شمال أفريقيا من جهة، والحفاظ على الأمن القومي الإيراني من جهة غرب آسيا.
ولذلك تحالفت إيران مع المتطرفين في ليبيا، وبدأت في تقديم كل سبل الدعم لهم لاستمرار المعارك في طرابلس التي من شأنها زيادة أعمال إيران العدائية في المنطقة، وتوسيع نطاق الفوضى والإرهاب في ليبيا، وذلك بجانب استخدام الطرق الناعمة التي اعتادت إيران على توظيفها في دول المنطقة، في إطار نشر فكر الملالي الشيعي المتطرف.
توقيت محدد
واختارت إيران هذا التوقيت تحديدًا للتدخل في ليبيا بعدما تمكنت من الوجود في كل من العراق، وسوريا، واليمن، من خلال أذرعها الإرهابية، والتي من بينها ميليشيا الحشد الشعبي في العراق، وميليشيا الحوثيين الانقلابيين في اليمن.
وكل هذه التحركات تأتي على أمل تعويض خسائر طهران الاقتصادية والعسكرية التي أصابتها الفترة الماضية، خاصة بعد تصفية واشنطن لقائد فليق القدس والذراع الأهم في جسد نظام الملالي الإرهابي «قاسم سليماني» في يناير 2020، وسوء الأوضاع الاقتصادية في ظل أزمة كورونا، واشتداد حدة العقوبات الأمريكية.





