محاصرة أردوغان.. اليونان تعترض سفينة تركية محملة بالسلاح على ساحل ليبيا
تواصل تركيا أنشطتها الملتوية لتحقيق
أطماعها الاستعمارية في الداخل الليبي عبر دعم الميليشيات بالأسلحة والذخائر، وكانت قد اعترضت
البحرية اليونانية في 10 يونيو 2020 سفينة شحن تركية بالقرب من السواحل الليبية وكانت
محملة بالأسلحة والذخائر.
اختراق تركي
وأشارت وسائل الإعلام الإيطالية إلى أن
السفينة اليونانية كانت مشاركة في العملية البحرية إيريني لمراقبة السواحل في
المنطقة، وأنها رصدت سفينة الشحن التركية بالقرب من سواحل ليبيا، وذلك بعد يوم واحد
من توقيع اليونان وإيطاليا على اتفاق ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية البحرية
بينهما.
فيما يأتي الاختراق التركي لحظر إرسال
الأسلحة إلى ليبيا بعد شهر فقط من بداية المهمة البحرية إيريني، ففي مطلع مايو
2020 بدأ الاتحاد الأوروبي في عملية مراقبة لتطبيق قرار حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا عبر استخدام سفينة حربية
فرنسية وطائرات من لوكسمبورج وقوات عسكرية ألمانية وغيرها من المعدات الحربية لمنع
دخول أسلحة للصراع الليبي عبر البحر الأبيض المتوسط، ولكن الحكومة التركية بقيادة
رجب طيب أردوغان لم تستطع أن تخفي أطماعها في المنطقة ويبقى المهم أن يتحرك
المجتمع الدولي لوقف هذه الممارسات الواضحة.
تاريخ الدعم العسكري البحري
لم تكن الشحنة البحرية المحملة
بالذخائر هي الأولى من نوعها، بل سبقها الكثير ، ففي ديسمبر 2019 ذكر موقع «روسيا
اليوم» أن خفر السواحل باليونان قد اعترضوا سفينة شحن تركية في خليج سودا بجزيرة
كريت، وكانت متجهة إلى ليبيا للاشتباه بكونها محملة بالسلاح، إذ يكشف الموقع بأن
السلطات اليونانية لديها ما يكفي من الأدلة التي تثبت تورط حكومة أردوغان في دعم
حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج بالأسلحة، فضلًا عن إلمامها بتوقيتات تسلم الشحنات
وما كانت تحمله من أسلحة متطورة.
وفي سبتمبر 2015 أكدت السلطات
اليونانية ضبطها سفينة تركية متجهة إلى ليبيا تحمل كميات كبيرة من الأسلحة، ولا
يمتلك طاقمها أوراقًا قانونية تثبت ما تحمله بداخلها، إذ كانت السفينة محملة ببنادق
متطورة الصنع.
الولاية العثمانية وثرواتها
يطمع رجب طيب أردوغان في تقسيم ليبيا
ليتمكن من السيطرة على الثروات النفطية للبلاد عبر تصعيد حكومة معاونة له من تيار
الإسلام السياسي وهي حكومة فايز السراج، إذ ذكر موقع «سكاي نيوز» في تقرير له في 5
يونيو 2020 تصريح أردوغان الذي تعهد من خلاله بمعاونة السراج مقابل الاستفادة من
التنقيب عن الغاز والنفط في المنطقة.
كما نشرت وزارة الخارجية التركية خريطة
توضح مناطق التنقيب عن الغاز في البحر الأبيض المتوسط إلى جانب مواقع النفط في
ليبيا، وفي هذا الصدد قال رمزي الرميح، مستشار المنظمة الليبية للدراسات والأمن
القومي في تصريحات متلفزة لقناة العربية إن أردوغان يتعامل مع ليبيا كأنها ولاية
عثمانية، إذ لم يحدث من قبل أن وضع رئيس جمهورية خريطة لدول أخرى لإبراز ما يطمح
إليه من ثروات بداخلها، مؤكدًا أن ممارسات أردوغان بالمنطقة لابد وأن تكون بمعاونة
ضوء أخضر تلقته من إحدى الدول الكبرى والفاعلة، وأكد رمزي الرميح أن هدوء الأوضاع
في ليبيا مرتبط بتفكيك الميليشيات المسلحة التي يدعمها أردوغان.
أطماع تركيا تصطدم بإعلان
القاهرة
يمثل تفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها
مطلبًا أساسيًا في إعلان القاهرة، الذي أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسي في 6 يونيو
2020 بحضور قائد الجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، والذي
يشكل في حد ذاته توافقًا بين الجناحين العسكري والسياسي في البلاد.
وقد دعمت الدول الكبرى إعلان القاهرة؛ إذ يعبر عن المخرجات الدولية بخصوص الأزمة الليبية، فأعربت الولايات المتحدة عن
تأييدها لمقترحات الإعلان عبر اتصال هاتفي بين ترامب والسيسي، كما أشادت به روسيا
والمملكة العربية السعودية والإمارات والدول الأوروبية واعترضت عليه فقط حكومة
الوفاق المدعومة من تركيا.
وبناء عليه يعتبر إعلان القاهرة كاشفًا بوضوح لنوايا أطراف
النزاع الليبي التي لا تريد التهدئة، وهو ما يتوازى مع سفينة الأسلحة الأخيرة
المكتشفة من العملية الأوروبية إيريني لمنع توريد الأسلحة لليبيا، ما يعمق أزمة
أردوغان في ليبيا ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليته في حفظ مقدرات الشعوب.
المزيد.. «حراك الإخشيدي».. مطالب بحل البرلمان التونسى وإعلان الإخوان جماعة إرهابية





