«داعش» في العراق.. بين شائعات عودة السيطرة وحرب العصابات
تستغل عناصر تنظيم «داعش» في العراق انشغال الحكومة العراقية بمحاربة فيروس كورونا المستجد، في زيادة وتيرة العمليات بشكل نشط، فمنذ مطلع الأسبوع الثاني من مايو الجاري، تزايدت الهجمات في المناطق المعروفة بـ«مثلث الموت» بين محافظات «ديالي وكركوك وصلاح الدين»، ما يفتح التكهنات حول عودة التنظيم من جديد على الساحة العراقية.
وبحسب مصادر أمنية عراقية، فإن عناصر «داعش» شنت هجومًا على نقطة تفتيش في قضاء الدجيل جنوبي محافظة صلاح الدين، ليل الجمعة السبت؛ ما أسفر عن سقوط قتيلين و3 جرحى من قوات الشرطة، وجاء ذلك بعد مقتل 4 عناصر من الحشد الشعبي الشيعي، وإصابة 6 آخرين شمالي محافظة ديالي في هجوم آخر لـ«داعش»، بحسب «سكاي نيوز عربية».
كر وفر
وليل الخميس الجمعة، أفادت مصادر أمنية عراقية بسيطرة التنظيم على قرية مبارك في قضاء خانقين بمحافظة ديالى شمال شرقي بعقوبة مركز المحافظة، وقيام عناصره بحرق المنازل والمحاصيل الزراعية في القرية بعد السيطرة عليها.
ووفقًا لخلية الإعلام الأمني، فإن هجوم داعش على قرية مبارك، سبقه إطلاق نار من قبل قناصين، تسبب بإصابة 3 مدنيين من سكان القرية، توفي أحدهم قبل وصوله إلى مستشفى محافظة السليمانية.
إلا أن قيادة العمليات المشتركة في العراق، نفت سيطرة داعش على القرية، مؤكدة أن تلك الأخبار جاءت بالتزامن مع سلسلة هجمات نفذها التنظيم، في محافظات صلاح الدين، والأنبار، وبغداد، وسط تحذيرات من سيطرته على قرى وبلدات.
وبحسب موقع «صوت العراق» قال المتحدث باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، في بيان، السبت 16 مايو، إنه لا توجد أي سيطرة لـداعش على هذه القرية، وإنما كان هناك مجرد تعرض من 3 عناصر إرهابية من خلال إطلاق نار باتجاه القرية، مؤكدا أن القوات الأمنية طاردت العناصر الإرهابية باتجاه الجبال.
وأوضح أن هناك خلايا نائمة، ولديها حواضن، ونتيجة للضغط الكبير الذي تمارسه القوات الأمنية على تلك العصابات، فإنها لا تمتلك أي خيار غير الاستسلام، أو تنفيذ عمليات إرهابية في سبيل البقاء على قيد الحياة.
تقوية المؤسسات العسكرية
تأتي تلك الهجمات رغم اتجاه الحكومة العراقية لتقوية المؤسسات العسكرية التي شهدت انتكاسات عدة خلال السنوات الماضية، بسبب الفساد الذي ضرب وزارة الدفاع، وكان سببًا رئيسيًّا في انهيار الجيش العراقي أمام داعش عام 2014، إذ قرر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إعادة الفريق عبد الوهاب الساعدي إلى رئاسة جهاز مكافحة الإرهاب بعد أشهر من إحالته على وظيفة مكتبية في وزارة الدفاع من قبل رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، فيما أعاد العميد يحيى رسول إلى منصبه السابق، متحدّثا باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، واستُبعاد اللواء الركن عبد الكريم خلف الذي عينه عبد المهدي متحدثا باسم القائد العام.
عنصر المفاجأة
يعتمد داعش في عملياته الحالية في العراق على عنصر المفاجأة والمباغتة والتضليل الإعلامي، وهي نفس الطريقة التي استخدمها التنظيم المتطرف قبيل سيطرته على كل المدن العراقية عام 2014، إذ يسعى التنظيم لترتيب صفوفه في العراق بعد القضاء عليه بواسطة قوات الجيش، مستغلًا في تحقيق ذلك أزمة فيروس كورونا.
وأكد تقرير لموقع «بغداد بوست» السبت 16 مايو أن هجمات داعش تأتي في وقت يسعى فيه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى استعادة هيبة الدولة، ورص الصفوف للقضاء على فلول داعش، والعمل على إصلاح المؤسسات الأمنية والعسكرية في البلاد، وتطهيرها من أي عناصر فاسدة أو غير مؤهلة للقيادة.
حرب عصابات
هل تفتح الهجمات المتتالية التي يقوم بها مسلحو داعش على قرى العراق، الباب أمام سيطرة التنظيم من جديد؟ ويجيب عن هذا سامح عيد، الخبير في الحركات الإسلامية، الذى أكد أن استراتيجية داعش الحالية لا توحي برغبة قيادات التنظيم في السيطرة مرة أخرى على قرى أو مدن، بعد الفشل الذي مُنى به خلال السنوات الماضية، وإنما ما يقوم به داعش اليوم هو رغبة في أن يقول إنه موجود ومازال في العراق.
وأضاف «عيد» في تصريح لـ«المرجع»، أن كل هذه الهجمات ما هي إلا حرب عصابات لن يستطيع التنظيم من خلالها السيطرة على أي أرض، فهناك استعدادات عسكرية تلاحق عناصر التنظيم، وهو الآن لا يمتلك الدعم الكافي لمواجهة أي هجوم عسكري، لذلك سيكتفى العناصر بظهور خاطف لضرب قرية ثم العودة سريعًا إلى الجحور في الجبال.
للمزيد .. المرأة الليبية تحت حكم «الوفاق».. عنف وإقصاء وتهديد بالقتل





