نموذج الملالي.. حلم وهمي للإخوان حطمته ثورة 30 يونيو الشعبية
في إحدي حلقات المسلسل المصري الجماهيري «الاختيار» الذي يعرض حاليًا خلال شهر رمضان، تضمنت الحلقة رقم 15، مشهدًا يقوم ممثلاه بتجسيد حوار جمع كلًا من الإرهابي المصري «عمر رفاعي سرور» ومواطنه الإرهابي «هشام عشماوي»، تحدث فيه الأول على انبهاره بالثورة الإيرانية عام 1979، باعتبارها النموذج الأمثل الذي يجب التركيز عليه بغض النظر عن الخلاف المذهبي، حسب الحوار الدرامي.
وسلط هذا المشهد الضوء على العلاقة الوطيدة بين الجماعات الإرهابية ونظام الملالي في إيران، إذ أشار "عمر سرور" إلى أن هذا النموذج كان سيحدث في مصر إذ التفت كل التيارات الإسلامية حول «حازم أبوإسماعيل»، مرشح الإسلاميين وقتها، الذي بايعه «عمر سرور» رئيسًا للجمهورية.
الجدير بالذكر أن «عمر سرور» توجه إلى سيناء بعد 25 يناير2011 للانضمام إلى تنظيم «داعش» وبعد خلافات مع قادة التنظيم توجه إلى ليبيا في عام 2014 وشكل مع «عشماوي» عدة تشكيلات، وأصبح بمثابة الفقيه الشرعي للتنظيمات المسلحة حتي تم قتله في 2018 بعد مواجهات مع قوات الجيش الوطنى الليبي في مدينة «درنة».
علاقة وطيدة
العلاقة بين الإخوان وإيران لم تتأسس عقب نجاح الثورة الإيرانية، بل لها جذور تاريخية، ويوضح «ثروت الخرباوي» القيادي السابق في جماعة الإخوان في كتابه «أئمة الشر» أن العلاقة بين الطرفين بدأت في عام 1938، حينما زار «روح الله الموسوي» مقر جماعة الإخوان في مصر (تأسست عام 1928)، وعقد لقاءات مع قيادات الجماعة، تحدث خلالها عن سبل توطيد العلاقة بين الطرفين.
إ
وتوطدت العلاقة مع وجود منظر الإرهاب الإخوانى «سيد قطب» الذي استقبل رجل الدين الإيراني «نواب صفوي» عام 1954، وتحدثا عن ضرورة سد الفجوة بين الطائفتين "السنة" و"الشيعة"، والعمل معًا من أجل تشكيل جبهة مشتركة لمواجهة ما وصفاه بوسائل تغريب العالم الإسلامي، وكان «روح الله الخميني» قائد الحركة الثورية الإيرانية آنذاك ضد نظام الشاه في إيران، متأثرًا بفكر وأيديولوجيا «قطب» وبرز ذلك واضحًا في صياغة خطابه الثوري عام 1979.
وعقب نجاح الثورة الإيرانية وسيطرة تيار ولاية الفقيه على الحكم في إيران، أرسلت فروع جماعة الإخوان العالمية، وفودًا من أجل تهنئة «الخميني» الذي عاد بعد ذلك لحكم إيران منتصرًا على نظام الشاه.
دعم إيراني
وبعد ذلك بدأ نظام الملالي دعم الإخوان من أجل تنفيذ نموذج مماثل للثورة الإيرانية في مصر، وفي عام 1981 أشاد الملالي بــ«خالد الإسلامبولي» قاتل الرئيس المصري الراحل «محمد أنور السادات»، إذ كرمته طهران بإطلاق اسمه على أحد شوارع العاصمة، واستمر ذلك حتي عام 2004، حين غيرت اسم الشارع في محاولة لتحسين العلاقة مع مصر.
وأشاد الإخوان مرارًا وتكرارًا بحكم «الخميني» لرؤيتهم أن ثورة 1979 كانت النموذج الأمثل للقضاء على الحكم الطاغي والوقوف بجانب المظلومين والتصدي للغرب الذي كان يدعم نظام الشاه.
وعقب اندلاع احتجاجات 25 يناير2011 في مصر، هنأ المرشد الإيراني الحالي «على خامنئي» جماعة الإخوان على نجاحها، كما ألقى خطابًا باللغة العربية، شجعهم فيه على إكمال المسيرة، حتي تمكن الإخوان بالفعل من الوصول لحكم مصر في عام 2012، ووقتها زار الرئيس الإيراني «محمود أحمدى نجاد»، القاهرة.
وفي يناير 2016 أعلنت مصادر أمنية ، العثور على مستندات بمقر جماعة الإخوان في حي المقطم بالقاهرة، تفيد بإنشاء جهاز أمني على غرار الحرس الثوري الإيراني على أن يكون تابعًا لرئاسة الجمهورية وبمساعدة إيرانية.
للمزيد: «اللحظة الحرجة».. وثائق تفضح التآمر «الإخواني الإيراني التركي» على الشرق الأوسط





