«اللحظة الحرجة».. وثائق تفضح التآمر «الإخواني الإيراني التركي» على الشرق الأوسط
في ظل الاحتجاجات التي تشهدها طهران في الوقت الحالي؛ بسبب قرارات نظام الملالي المفاجئة برفع أسعار الوقود لثلاثة أضعاف، الأمر الذي أثار غضب الشعب الإيراني، الذي احتج على هذه القرارات، ومطالبًا بإلغائها، في ظل تعنت من النظام، يأتي ذلك في الوقت الذي تنكشف فيه مخططات إيران الرامية؛ لتوسيع نفوذها في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بالتعاون مع جماعة الإخوان، التي تريد هي الأخرى توسيع مكانتها الإقليمية.
إخوان طهران..وثائق التعاون والاجتماعات السرية
في إطار ذلك، نشر موقع «إنترسبت» الأمريكي في 18 نوفمبر2019، وثائق إيرانية تكشف علاقة جماعة الإخوان بإيران وتركيا، وأشارت أن هناك اجتماعًا سريًّا عقد في 2014، بين الإخوان ومسؤولين إيرانيين في تركيا، يأتي ذلك بالتزامن مع الوثائق الاستخباراتية الإيرانية المسربة، التي نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، والتي كشفت عن سعي طهران الحثيث؛ للاستحواذ على السلطة في بغداد، عبر تجنيد مسؤولين عراقيين، وهذه الوثائق حصلت عليه الصحيفتان الأمريكيتان بالتعاون معًا؛ لكشف المخططات الإيرانية في المنطقة.
فيما يخص وثائق موقع «إنترسبت»، فإن الموقع الأمريكي، أشار إلى أن فيلق القدس «الذراع العسكرية المسلحة للحرس الثوري الإيراني» وتنظيم الإخوان، قاموا بعقد قمة، لم يتم الكشف عنه سابقًا في عام 2014 في تركيا؛ للبحث عن أرضية مشتركة في وقت الحرب الطائفية؛ حيث كشف موقع إنتربست، أنه حصل على تفاصيل هذا الاجتماع السري، مدرجًا ضمن أرشيف مُسرب خاص، بتقارير المخابرات الإيرانية السرية.
ولفت التقرير، إلى وجود اجتماعات واتصالات عامة بين مسؤولين إيرانيين ومصريين، وتحديدًا في الفترة من عام 2012 إلى 2013، التي كان فيه «محمد مرسي» المدعوم من جماعة الإخوان، رئيسًا لمصر.
وأشار التقرير، إلى أن اجتماع عام 2014، جاء ليقدم لمحة مثيرة للاهتمام حول محاولة سرية من قبل الإخوان والمسؤولين الإيرانيين؛ للحفاظ على الاتصال بينهم - وتحديدًا ما إذا كان لا يزال بإمكانهم العمل معًا - بعد إقالة «مرسي» من السلطة.
وعن سبب عقد القمة الإخوانية الإيرانية، في أبريل 2014، ذلك التوقيت تحديدًا، بينت الوثائق المسربة، أن القمة جاءت في لحظة حرجة؛ إذ إنه في هذه الفترة تحديدًا، كان تنظيم داعش يقوم بالاستيلاء على شمال العراق، بل وكان داعش يهدد استقرار الحكومة العراقية في بغداد، ولذلك دفع تهديد داعش قوة فليق القدس إلى التدخل، نيابةً عن حكومة رئيس الوزراء العراق «نوري المالكي»، المدعوم من إيران، وبدأت قوة القدس في قيادة الميليشيات الشيعية في المعركة ضد داعش.
وعلى جانب آخر، كانت جماعة الإخوان تعاني من خسائر، بعد أن تم سقوط حكمها في مصر، ولذلك نظرت الجماعة إلى التحالف مع الإيرانيين؛ ظنًّا من الجماعة، أن تلك العلاقة تعد فرصة؛ لاستعادة بعض مكانتها الإقليمية.
تركيا.. مسرح الصفقة
وكان وكيل وزارة الداخلية الايرانية، منسق هذا الاجتماع، وقد كانت تركيا تعتبر مكانًا آمنًا للقمة؛ لأنها كانت واحدة من الدول القليلة التي تربطها علاقات طيبة مع كل من إيران والإخوان، لكن الحكومة التركية رفضت منح تأشيرة دخول إلى قائد قوة القدس، اللواء قاسم سليماني ، لكن حضر الاجتماع وفد من كبار مسؤولي قوة القدس برئاسة أحد نواب سليماني، يدعى أبو حسين.
وقد مثل الإخوان ثلاثة من أبرز قادتها المصريين في المنفى، وهم: إبراهيم منير مصطفى، محمود العبيري، ويوسف مصطفى ندا «بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، شككت إدارة جورج دبليو بوش والأمم المتحدة، في أن ندا ساعد في تمويل القاعدة، فقد تم تجميد حساباته المصرفية وتقييد حركته، وفي عام 2009 ، رُفعت عقوبات الأمم المتحدة ضده؛ لعدم وجود دليل».
وافتتح وفد الإخوان الاجتماع بفخر، مشيرين إلى أن الجماعة «لديها منظمات في 85 دولة في العالم»، وأشاروا إلى «الخلافات بين إيران كرمز وممثل للعالم الشيعي والإخوان كممثل للعالم السني لا جدال فيها»، لكنهم أكدوا على أنه «يجب التركيز على أسس مشتركة للتعاون»، وأكد وفد الإخوان غمكانية التعاون مع نظام الملالي ضد المملكة العربية السعودية، بدعم ميليشيات الحوثيين في اليمن وتهديد المملكة من الجنوب بحرب واسعة النطاق.
وعلى الرغم من حرصهم الواضح على تشكيل تحالف، زعم قادة الإخوان خلال الاجتماع، أن جماعتهم ملتزمة بـ«النهج السلمي الإصلاحي»؛ للتغيير في الشرق الأوسط، في إشارة إلى أن قوة القدس لم تكن كذلك، ثم أضاف الوفد بسرعة، أن أعضاء جماعة الإخوان: «دربوا أنفسهم على التحلي بالصبر أكثر من الإيرانيين».
حالة إستراتيجية معقدة
وفي تصريح للمرجع، أوضح «فراس إلياس» الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، أن العلاقة بين إيران والإخوان، شكلت حالة استراتيجية معقدة في منطقة الشرق الأوسط، عندما التقي المرشد الأول للجماعة «حسن البنا» بالمرجع الشيعي «آية الله كاشاني» في سنة 1948؛ ما يعني أن العلاقة بين الجماعة وإيران ممتدة منذ أيام «البنا»، الذي أثار هو وسيد قطب إعجاب المرشد الأعلى «علي خامنئي»، الذي لم يكتف، كما يقول بالإعجاب فقط، بل قام بترجمة كتابين إلى الفارسية من كتب «سيد قطب».
ولفت «إلياس»، أن جماعة الإخوان تنتشر في دول عديدة من العالم، ومن بينها إيران التي للإخوان فيها جماعة نشطة باسم «جماعة الدعوة والإصلاح»، والتي يترأسها عبدالرحمن بيراني، وعلاقتها ممتازة بالنظام الإيراني.





