ad a b
ad ad ad

خلاف «الغرياني» و«أوقاف الوفاق».. صراع على المنابر لأغراض سياسية

الثلاثاء 12/مايو/2020 - 05:29 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة

في خرق جديد يهدد جبهة حكومة الوفاق الليبية في طرابلس ويضعف موقفها، تشهد العلاقة بين المفتي السابق «الصادق الغرياني» وبين هيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية المحسوبة على الوفاق، صراعات سببها هجوم الغرياني ورجالاته على الهيئة ورئيسها محمد العباني، مطالبين رئيس حكومة الوفاق بعزلهم وإزاحتهم من إدارة المساجد بطرابلس.

الصادق الغرياني
الصادق الغرياني

وفي تحرك سريع من قبل أعوان الغرياني المقيم في تركيا، لجأ بعض مؤيديه لتنفيذ مطالب شيخهم بقوة الذراع بعدما تغاضى فائز السراج رئيس حكومة الوفاق عن الاستجابة لها، متعرضين لمقرات الأوقاف في مدن زلتين والخمس بالغلق.


وفي تبرير «الغرياني» لموقفه قال إن «الهيئة سلفية» مدخلية تدعم الجيش الوطني الليبي بزعامة المشير خليفة حفتر، الأمر الذي ردت عليه الهيئة في مذكرة مطولة حصل «المرجع» على نسخة منها، وعُنونت بـ«مذكرة للرد على الادعاءات السبع للغرياني والمدعو محمد أبو عجيلة ومن حذا حذوهم في تجنيهم على الهيئة والعاملين بمكاتبها».


وفنّدت الهيئة التهم التي وجهها الغرياني لها، نافية تبعيتها لأي من الدول الخارجية، أو للفكر السلفي الدخلي من الأساس، مشيرة إلى أنها سلفية فقط وليست مدخلية.


وفيما لجأ أعوان الغرياني لفتح المساجد في بعض المدن بالقوة، وعودة الشعائر الدينية الجماعية بها، على خلاف  قرار حكومة الوفاق بغلق المساجد لمواجهة فيروس كورونا المستجد، حملت مذكرة الأوقاف الغرياني وأنصاره مسؤولية انتشار الفيروس التاجي، مستندة إلى دلائل شرعية للتأكيد على شرعية قرار الغلق باعتباره من المصلحة العامة وللحفاظ على الأرواح.


وكان قرار الغلق أحد محطات الخلاف بين الغرياني والأوقاف، إذ وصفهم على خلفية هذا القرار بالتفريط في الدين.

عضو المؤتمر العام
عضو المؤتمر العام السابق محمود عبدالعزيز القيادي بالجماعة

جماعة الإخوان بليبيا لم تكن بعيدة عن هذا الخلاف، إذ دعم بعض عناصرها موقف الغرياني، وهو ما ظهر في تصريحات عضو المؤتمر العام السابق محمود عبد العزيز القيادي بالجماعة، إذ أشاد بتصرفات أعوان الغرياني في زلتين والخمس، واصفًا تصرفهم بغلق مقرات الأوقاف بالقضاء على بؤر الفساد.


وأضاف خلال استضافته ببرنامج «بين السطور» الذي يذاع على قناة «التناصح» التابعة للمفتي المعزول الغرياني: ما الذي ينتظره السراج ومن معه؟ وما تنتظره الحكومة لتزيل السوس والطابور الخامس الذي يطعن المجاهدين وقواتنا من الخلف؟ تكلمنا وسنتكلم حتى النصر قلنا إنا ناصحون والمساجد الخط الخلفي للتوعية والتعبئة، ولم يأبه بكلامي السراج ولا رئيس هيئة الأوقاف وغيره، الذي يذهب لربيع المدخلي ليأخذ منه الفتاوى.


وتابع أن من وصفهم بـ«المداخلة» باستيلائهم على المساجد، وتوجيه خطاب باتجاه معين في ظل وجود حفتر (القائد العام للقوات المسلحة المشير حفتر) يعد أمرًا خطيرًا؛ لأنهم يسعون بحسب وجهة نظره كسب المعركة من خلال السيطرة على المنابر، حسب زعمه.


وفيما يخص المذكرة الصادرة عن العباني للرد على الاتهامات، قال «البيان الصادر من رئيس هيئة الأوقاف لا يخجل من نفسه؛ لأنه يتكلم عن المعركة ماذا قدم العباني للمعركة؟ هل صدرت خطبة جمعة موحدة تؤيد بركان الغضب؟ هل تم عزل الخطباء الذين يؤيدون حفتر في منابرهم؟ ولا مسجد واحد في أي مدينة من مدن الثورة ساندت بركان الغضب من منابرها إلا المساجد التي فيها الثوار، وهي قليلة جدًّا، بالإضافة أن الخلايا النائمة التي قبضوا عليها في طرابلس».

 المحلل السياسي محمد
المحلل السياسي محمد الزبيدي

ويعلق المحلل السياسي محمد الزبيدي على السجال بين الغرياني وأوقاف السراج، قائلًا: إن جبهة حكومة الوفاق بشكل عام تدرك دور الدين في الترويج لفكرها ومواقفها، مشيرًا إلى أن كلاهما مهتمين بالسيطرة على المساجد في العاصمة حتى يكون صاحب الكلمة العليا.


وشدد في تصريحات صحفية على أن الأمر ليس له علاقة بكل الأسباب التي طرحها الطرفان، بل بمصالح ضيقة يسعون فيها للإطاحة بالطرف الآخر المنافس له.


وفيما يخص موقف جماعة الإخوان، فقال إنها تقف خلف الغرياني الذي فقد جزءًا من سيطرته على المشهد الديني بليبيا بحكم إقامته في طرابلس، مشيرًا إلى أن الجماعة تجد مصالحها متوافقة مع الرجل الذي يروج للمصالح التركية في ليبيا، يقصد الغرياني.


بدورها وضعت قناة «218 الليبية» المقربة من الجيش الوطني الليبي، واقعة الخلافة بين الأوقاف والغرياني، في سياق سياسي، إذ قالت إن الخلافات زادت بعد الحرب الأخيرة: ذلك أن أنصار الغرياني فقدوا المنابر، وبالتالي ضعفت سلطتهم الروحية، وهم في حاجة اليوم إلى تجييش الناس عبر الصعود للمنابر من جديد، حتى وإن كلفهم ذلك إغلاق المكاتب التي يُفترض أنها تابعة لولي أمرهم الذي يدينون له بالسمع والطاعة وهي حكومة الوفاق.


وتابعت القناة أن أنصار الغرياني يُعبّرون من جهة عن تبعيتهم لحكومة الوفاق، ويقاتلون المعتدي تحت رايتها، ومن جهة ثانية يغلقون المقرات التابعة لحكومة الوفاق بشكل ارتجالي فوضوي، وهو أمر لا يمكن وصفه بأقل من كلمة التناقض، واستغلال ورقة الاعتراف بالحكومة لتمرير الأفكار، وتحقيق الطموحات.


للمزيد... أفتى بعدم خطورة «كورونا».. «الغرياني» يجازف بحياة الليبيين فى سبيل مشروعه الإرهابي 

"