العراق يطلق «أسود الصحراء» لملاحقة داعش.. وباحث: فرص الانتصار ضعيفة
الخميس 07/مايو/2020 - 03:48 م
معاذ محمد
ردًّا على هجمات تنظيم داعش المكثفة خلال الفترة الماضية في بغداد، مستغلًا جائحة كورونا، وانشغال الأجهزة الأمنية في مواجهة الفيروس، أطلقت قوات عراقية مشتركة، الإثنين 4 مايو 2020، عمليات أمنية واسعة في محافظة الأنبار غرب البلاد؛ لملاحقة عناصر التنظيم، وإلقاء القبض على المطلوبين أمنيًّا، إلا أن الهجمة الشرسة لابد لها من المواجهة بشدة، الأمر الذي قد لا يتوفر حاليًّا في ظل تدخلات عديدة في السياسة العراقية.
أسود الصحراء وإرادة النصر
من جهتها، أوضحت خلية الإعلام الأمني العراقية، الخميس 4 مايو 2020، في بيان لها، أن العمليات المذكورة أُطلق عليها اسم «أسود الصحراء»، وانطلقت بإسناد طيران الجيش والقوة الجوية العراقيَّين، مستهدفة تفتيش مناطق وادي حوران، والحسينيات، والكعرة، ووادي الحلكوم.
وتأتي «أسود الصحراء» عقب انتهاء عملية «إرادة النصر»، التي أطلقت القوات العراقية المرحلة الأولى منها في 7 يوليو 2019، حتى أواخر ديسمبر من العام ذاته، والتي كانت تستهدف فلول داعش في المحافظات العراقية المختلفة، وتدمير أوكار الإرهابيين.
وتختلف «أسود الصحراء» بشكل كبير عن «إرادة النصر»، خصوصًا أن الأخيرة كانت تتبع عناصر قليلة في بعض المحافظات تعمل بنظام «الذئاب المنفردة»، وبالإضافة إلى ذلك لم يكن حينها وجود لفيروس كورونا الذي شغل الجهات الأمنية، ودفع الجيش العراقي إلى تخفيض عدد جنوده إلى النصف في 21 مارس 2020.
وبالنظر إلى العمليات التي ينفذها داعش حاليًّا في العراق، فإنه يمتلك قوة نوعًا ما تختلف عن ما كان عليه وقت إطلاق «إرادة النصر»، ويتبين ذلك من العدد الأخير لصحيفة النبأ الداعشية (232)، الصادر الخميس 30 أبريل 2020، والتي أعلن التنظيم من خلالها تنفيذ 57 عملية في الأسبوع الأول من شهر رمضان، و36 منها كانت في ما سمته «ولاية العراق» فقط، قتل وجرح خلالها 67 شخصًا.
هشام النجار
اختلافات المشهد
من جهته، قال هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة: إن الوضع في العراق يختلف عما كان عليه في السابق، مشيرًا إلى أن النظام الحالي غير متماسك مثل حكومة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي التي استطاعت طرد التنظيم من البلاد أواخر عام 2017.
وأوضح النجار في تصريح خاص لـ«المرجع» أن أسباب عدم تماسك النظام العراقي الحالي ترجع إلى تدخل وكلاء إيران في المشهد السياسي، وعدم كبح جماحهم، بالإضافة إلى إشراك الحشد الشعبي في العملية السياسية، وعدم القدرة على مسايرة الاتجاه الشعبي، وتحقيق مطالب الجماهير، مشددًا على أن هذا يقلل من فرصه في تحقيق النصر التام على داعش.
وأشار الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، إلى أن داعش يلعب في الوقت الحالي على نقطة أخرى، تتمثل في الارتباك والتحول داخل تنظيم القاعدة، الذي يحاول السير على نهج طالبان مع أمريكا، مؤكدًا أنه يحاول استغلال ذلك ليصبح متسيدًا للجهاد العالمي، والجهة الوحيدة التي تدافع عن قضايا الأمة، من وجهة النظر الداعشية.
عملية وقائية
في السياق ذاته، قال هشام الهاشمي، الباحث العراقي في شؤون الجماعات المتطرفة: إن «أسود الصحراء» تأتي كعملية وقائية للبحث عن مخابئ للسلاح، وهي أماكن تجمع الانتحاريين، لإضعاف وتحييد القدرة القتالية لتنظيم داعش، قبل هجومه على المناطق الحضرية.
وأوضح الهاشمي في تصريحات لراديو «سبوتنيك»، الإثنين 4 مايو 2020، أن نتائج «أسود الصحراء» لن تختلف كثيرًا عن عملية «إرادة النصر» في حملاتها الثمانية، مضيفًا أن التفتيش سيكون خلالها محصورًا على منطقة الوديان، والتي بها الكثير من المغارات قد يكون داخلها مأوى لفلول التنظيم.
وأكد الباحث العراقي، أنه من الممكن إطلاق حملة كبرى للقضاء على تنظيم داعش، ولكن ليس في الوقت الحالي؛ خصوصًا أن بغداد تمر بحالة اقتصادية سيئة، الأمر الذي يؤثر على الحملات العسكرية، وميزانية وزارة الدفاع.





