ad a b
ad ad ad

«داعش» يجيز الإفطار لعناصره.. فتاوى غريبة للتنظيم في رمضان

الخميس 30/أبريل/2020 - 09:31 ص
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

تستغل دائمًا الجماعات والتنظيمات الإرهابية شهر رمضان - إذا لم تستطع تنفيذ عمليات دموية- في إطلاق العديد من الفتاوى، تطالب من خلالها عناصرها وغيرهم، الالتزام بها، ويأتي في مقدمة تلك التنظيمات الإرهابية «داعش»، الذي لم ينفك عامًا إلا ويطلق وابلًا من الفتاوى التي تكاد تكون بالغريبة في مضمونها، والتي يبيح لعناصره من خلالها، القيام بأمور تحرم على غير المنتمين للتنظيم، ومنها إباحة عناصره المقاتلين الإفطار، وبطلان صيام من لا ينتمي للتنظيم، أو من لا يحبه، ومنع خروج النساء عامة في نهار رمضان، وغيرها الكثير.


ويتعامل التنظيم مع عناصره خلال الشهر، ليس بكونه شهرًا لحصد العديد من الأجر عن طريق العبادة والتقرب إلى الله بالصوم والصلاة والتهجد، بل يكون لـ«داعش» وعناصره طقوسًا خاصة بهم خلال الشهر، والتي تأتي في مقدمتها عقب الالتزام بالفتاوى وتطبيقها على العامة في المدن التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، ومعاقبة المخالفين، إلى تكثيف القتال وعملياتهم الإرهابية، من خلال الرسائل التي يمليها عليهم قاداتهم، بحثهم على مزاولة أعمالهم الإرهابية خلال الشهر الكريم، بممارسة حرب استنزاف عن طريق خلاياه الإرهابية في العراق، بشنه حملات إرهابية، ورفضه قبول الهزيمة التي مُني بها خلال الآونة الأخيرة؛ سعيًا منه للعودة من جديد.


 للمزيد: المؤشر العالمي يرصد أغرب 10 فتاوى لـ«داعش» والسلفية الجهادية في رمضان

«داعش» يجيز الإفطار

فتاوى غريبة

أطلق التنظيم الإرهابي على مدار 6 سنوات العديد من الفتاوى الغريبة المتعلقة بشهر رمضان وبالصيام؛ إذ كان إباحة مفتيه لعناصر داعش الإفطار أثناء القتال، بزعم أنه يرهق الجسد ويشجع الصائم على الخمول والاستسلام للتعب، أبرز تلك الفتاوى الغريبة التي أطلقها التنظيم الإرهابي، بجانب إصدارهم فتاوى بتحريم بيع السلع الأساسية قبل انتهاء شهر رمضان بنحو 10 أيام، وإطلاق تحذيرات على المحال التجارية، بضرورة الإغلاق قبل حلول عيد الفطر بـ10 أيام؛ لإجبار العامة على الاعتكاف في العشر الأواخر.


وفي مطلع الشهر الكريم، أصدر التنظيم الإرهابي فتاوى عدة، عبر برنامج «فتاوى عبر الأثير»، الصادر عن إذاعة البيان التابعة للتنظيم الإرهابي، تتعلق برمضان، كان في مقدمتها، «هل يجوز للمجاهد الإفطار في رمضان إذا كان في معركة؟»؛ إذ كان الجواب بأن «الفطر من أسباب القوة، ولئن جاز للمسافر أن يفطر، فإنه يجوز للمجاهد من باب أولى الإفطار؛ إذ مصلحة الأول خاصة، ومصلحة الثاني عامة»، حسب قولهم.


وقضى التنظيم في فتاويه الرمضانية ببطلان صيام من لا ينتمي للتنظيم، فكل من يثبت أنه صائم ولكنه ليس عضوًا في التنظيم صيامه باطل، ويمكن أن يقام عليه الحد، باعتباره من المنافقين –حسب رؤيتهم-، كما أفتى قادة التنظيم بحظر خروج النساء من بيوتهن في النهار؛ زعمًا أنه يؤدي إلى فتنة المسلمين، وبالتالي فهو حرام، وأن من ترغب في الخروج بعد صلاة المغرب، ينبغي أن يكون معها مرافق من أقاربها الذكور، باعتباره محرمًا، ويجب أن يكون من أقارب الدرجة الأولى، وإلا أقيم عليهما معًا حد الزنا، باعتبارهما غريبين عن بعضهما.


والفتوى التي أصدرها التنظيم، وكانت مثيرة للجدل في رمضان عام 2016، إبان وجوده في سوريا؛ إذ قال مفتي التنظيم في حمص السورية: «إن من لا يصلي لا يقبل صيامه، ومن لا يحب التنظيم في العراق والشام لا يقبل صيامه، فمن لديه هذه الخصال فلا يكلفن نفسه عناء الصوم، فليس له من الصيام إلا الجوع والعطش».


تكثيف العمليات الإرهابية

على الرغم من الخسائر الجمة التي مُني بها التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق، لم تتوقف خلاياه على شن العديد من العمليات الإرهابية، من خلال اتباع رسائل القادة بمواصلة الأعمال القتالية خلال الشهر الكريم، ورفض التنظيم عقب مقتل الزعيم السابق له «أبو بكر البغدادي» أكتوبر 2019، الهزيمة؛ سعيًا منه للعودة من جديد، وتعيين «أبو إبراهيم القرشي» نهاية أكتوبر من العام نفسه؛ حيث استطاعت قيادات التنظيم مؤخرًا، إعادة لملمة بقايا التنظيم بعد تفككه خلال السنوات الأخيرة، لاسيما بعد مقتل البغدادي، وصار يعتمد على خطط وإستراتيجيات جديدة في تنفيذ عملياته وتوقيتاتها.


وتأتي بث الرسائل إلى عناصر التنظيم، عن طريق إذاعة البيان، التي دائمًا ما تنشر الفتاوى المتعلقة بالتنظيم الإرهابي؛ حيث كان آخر رسائلهم مطلع رمضان الجاري، خلال سؤال جاء بعنوان «هل الجهاد والرباط في رمضان, كالجهاد والرباط في سائر أيام السنة؟»، مؤكدين أن القتال في رمضان ليس كسائر أيام السنة؛ إذ تضعف الأجور وتزيد خلاله، لا سيما في العشر الأواخر منه، داعين عناصر التنظيم إلى مواصلة الأعمال الإرهابية خلال الشهر، تحت مزاعم، بأن قتالهم في رمضان أفضل من باقي سائر أيام السنة حتى وإن قُتلوا، سيصبحون شهداء؛ حسب زعمهم.


للمزيد: «داعش- بوكو حرام».. استغلال شهر رمضان في «الجهاد الوهمي»

الكلمات المفتاحية

"