ثقافة الغاب.. إغلاق صحيفة «المسيرة» الحوثية بعد صراع قادة الميليشيات
يومًا بعد آخر، تنكشف همجية قيادات ميليشيا الحوثي الانقلابية حتى في تعاملهم مع بعضهم البعض، ما يؤكد أن هذه الميليشيا المدعومة من إيران لا تريد سوى سرقة اليمن من شعبها وإعطائها لإيران، مقابل حفنة من الأموال، وللعمل على ذلك تستغل الجماعة الانقلابية الإعلام اليمني بكل أدواته للسيطرة عليها وتوظيفه لخدمة أجندتها الإيرانية لحشد الرأي العام داخل المجتمع اليمني حولها، إلا أن الصراع بين قيادات الحوثي حول المناصب للسيطرة على الجزء الأكبر ، كشف لليمنيين «ثقافة الغاب» التي يتعامل بها هؤلاء.
خلافات داخل أروقة الحوثي
وذكرت بعض وسائل الإعلام اليمنية إيقاف الجماعة الانقلابية الإصدار الورقي للصحيفة اليومية الناطقة باسم الجماعة «المسيرة» في صنعاء (يرأس تحريرها صبري الدرواني) بعد عشر سنوات من الإصدار، بسبب تمرد إدارة تحرير الصحيفة على المتحدث باسم الحوثيين «محمد عبد السلام» وانحيازها إلى كل من القيادي «محمد الحوثي» و«أبو محفوظ» المشرفين على ما يسمى الهيئة الإعلامية للميليشيا الانقلابية التي تضم عشرات المواقع الإخبارية والصحف.
وهو ما أحدث تضاربًا بالتوجيهات الصادرة من القياديين الحوثيين ومن «عبد السلام» ما تسبب بتصاعد الخلافات التي دفعت «عبد السلام» لإيقاف مخصصات طباعة الصحيفة الورقية، والاكتفاء بالإصدار الإلكتروني، كما أمر المتحدث الحوثي بمنع المقابلات عن بعض القيادات الحوثية في وسائل الإعلام التابعة له.
إذ إن المتحدث باسم الجماعة يرأس شبكة المسيرة الإعلامية التي تضم قناتين تلفزيونيتين تبثان من بيروت بتسهيلات من حزب الله اللبناني، وبدعم إيراني؛ وهما «المسيرة» و «المسيرة مباشر» و«موقع المسيرة» وعدد من المواقع الإخبارية التابعة، بالإضافة إلى صحيفة «المسيرة».
احتكار حوثي
على صعيد متصل، أشارت بعض وسائل الإعلام اليمنية، إلى أن صحيفة الحوثي تم إيقافها بسبب عزوف القراء عنها جراء خطابها غير المهني، الذي لا ينشر سوى الأخبار التي يريدها ويوظفها لخدمة أجندته الإيرانية؛ خاصة أن مجال الصحافة في اليمن يشهد حالة احتضار بعد قيام جماعة الحوثي منذ انقلابها عام 2015؛ بإغلاق عشرات الصحف المعارضة لها، واعتقال عدد من الصحفيين والحكم على بعضهم بالإعدام.
واستطاعت الجماعة الانقلابية السيطرة على كل وسائل الإعلام التلفزيونية والإلكترونية، وأصبح لديها ما يقارب من 30 وسيلة إعلامية بين قنوات فضائية وصحف ووكالات أنباء إضافة إلى مئات المواقع الإلكترونية الإخبارية، تعمل بدعم و بتوجيهات إيرانية لبث فكر الملالي الشيعي المتطرف.
ومن بين المطبوعات الصحفية اليومية والأسبوعية التي تمتلكها الجماعة الإرهابية ولاتزال مستمرة في الصدور وهي «٢٦سبتمبر» و«اليمن» و«المراسل»، و«الحقيقة» و «NEW YEMEN» باللغة الإنجليزية، فضلًا عن صحيفة «المسيرة» التي تم إيقافها.
وتعمل الجماعة الانقلابية على توجيه كافة وسائل الإعلام للسيطرة على العقل اليمني واحتكاره لصالحها، وأيضًا حشد الرأي العام الخارجي، واستطاع خلق حالة من الترهيب، وتبني قضايا يسميها بالوطنية يدافع عنها ويتخفى تحت شعاراتها لتنفيذ مشروعه الخاص بإحكام قبضته على اليمن، إضافة للعمل على طمس الهوية اليمنية، وإخفاء الجرائم الإرهابية التي يقوم بها بحق الشعب اليمني، وزعم أن الميليشيا الحوثية لا يهمها سوى مصلحة اليمن حتى تتمكن من الوصول لمخططها الإرهابي.
للمزيد: قناة «المهرية» اليمنية.. منصة إخوانية تبث من تركيا بأموال قطر
ثقافة الغاب
ولذلك أوضح «محمود الطاهر» المحلل السياسي اليمني، أن إيقاف صحيفة «المسيرة» التابعة للحوثي، ناتج عن خلافات داخل قيادة الجماعة، ويفسر بأن كل قيادي حوثي يريد أن يكون هو المسيطر عليها، وعلى التوجهات التي تنشرها الصحيفة.
ولفت «الطاهر» في تصريح لـ«المرجع»، إلى أن ذلك يثبت انعدام الميليشيا الحوثية لقيادة موحدة، وإنما الكبير منهم يأكل الصغير، وهي «ثقافة الغاب» التي يعيش عليها الحوثيون، فالحكومة الشرعية ليس لديها قرار في المناطق المحتلة والوقعة تحت سيطرة الجماعة الانقلابية، ولذلك أوقفت الميليشيا الحوثية في صنعاء نحو 50 صحيفة التي كانت تتنوع في الرأي والنقد والتحليل، وسمحت فقط لصحفها في الاستمرار من أجل توصيل أهدافها ورسائلها إلى الشعب.
للمزيد: الصحفيون اليمنيون تحت إرهاب الحوثي.. خطف وقتل أو اعتقال وتعذيب





