صراعات وهشاشة أمنية وكورونا.. الأبواب السحرية لعودة داعش في العراق
يحاول تنظيم «داعش» الإرهابي الظهور من جديد في الأراضي العراقية، عن طريق تكثيف عملياته الإرهابية، التي تشنها خلاياه الإرهابية؛ حيث أعاد التنظيم الإرهابي إنشاء المحاكمات وفرض الإتاوات على المدنيين في
العراق للمرة الأولى، بعد هزيمته التي مني بها هناك 2017، واستعادة كافة الأراضي
التي كان يستحوذ عليها في العراق، مستغلًا تفشي وباء فيروس «كورونا» المستجد، والفراغ
الأمني؛ بسبب الانشغال هناك بوأد الوباء، إضافةً إلى الصراع الإيراني الأمريكي في
الأراضي العراقية.
للمزيد: «داعش» بين الهزيمة والعودة.. هكذا استغل التنظيم الصراع الأمريكي الإيراني
في العراق
إتاوات ومحاكم داعشية
على غرار ما قامت به نساء «داعش» المحتجزات في مخيم الهول، بإعلانهن أكثر من مرة التزامهن بما أقرّ به داعش منذ بداية صعوده على الساحة بالالتزام بكافة أموره؛ حيث كان في مقدمتها إقامة محاكمات سرية للنساء اللائي انتقدن التنظيم أو اعترضن على الفكر «الداعشي»، إضافةً إلى تسيير دوريات شبه منتظمة لـ«الحسبة» في محاكاة منهن لما كان يقوم به لواء الخنساء الداعشى «عناصر إرهابية تسمي نفسها الشرطة النسائية الداعشية» خلال فترة الخلافة المكانية، ويعتدين بالضرب على النساء الأخريات اللاتي لا يلتزمن بالنقاب كغطاء للوجه، بدأ عناصره في العراق بالسير على النهج نفسه، إعلانًا منه بوجوده على الساحة، من خلال احتفاظه بخلايا نائمة في مناطق واسعة بالعراقن التي تشن هجمات بين فترات متباينة.
وأكد شورش إسماعيل، وزير قوات البشمركة الكردية - وزارة حرس إقليم كردستان شمالي العراق-، الأحد 12 أبريل 2020، أن عناصر التنظيم الإرهابي فرض الإتاوات على المدنيين في مناطق لا تتواجد فيها القوات الأمنية، وأعاد من جديد تشكيل المحاكم الداعشية، وبدأ في معاقبة الناس فيها، إضافةً إلى حصوله على دعم من جهات، مع تمكنه أيضًا من توفير العائدات المالية لمقاتليه، لافتًا إلى عدم تمكن قوات البيشمركة التنسيق مع القوات العراقية، أسفر عن تواجد تلك الفرصة الذهبية التي استغلها التنظيم للعمل في تلك المناطق؛ لإعادة ترتيب صفوفه من جديد، لا سيما في المناطق التي تشهد فراغًا أمنيًّا، خاصة المتنازع عليها بين بغداد وأربيل.
وعلى الرغم من تشكيل المحاكم على غرار مخيم الهول، فإن قوات البيشرمكة الكردية، أعلنت عن وجود تعاون مشترك مع الأسايش والمواطنين، وتوسيع التنسيق والتعاون المشترك؛ لكي تصل القوات الأمنية والمواطنون إلى مرحلة يتمكنون بها من التصدي للمخاطر التي تواجه هذه المنطقة في المستقبل من قبل التنظيم الإرهابي.
عودة بأي ثمن
زادت وتيرة هجمات خلايا التنظيم الإرهابي خلال الأسابيع الماضية، وبشكل خاص في المنطقة بين محافظات كركوك وشمال صلاح الدين وشرق ديالى، المعروفة باسم «مثلث الموت»؛ إذ يسعى داعش إلى استغلال أي فرصة للعودة إلى الظهور من جديد، لا سيما مع الموقف الحالي بتفشي وباء فيروس «كورونا» المستجد في دول العالم، وحالة الصراع الأمريكي الإيراني هناك، من خلال الهجمات التي تشنها ميليشيات الأخير على المصالح الأمريكية في العراق؛ حيث تصدت القوات الأمنية العراقية لـ3 هجمات شنها عناصر التنظيم مساء الأحد 12 أبريل 2020، بالقرب من كروك وديالي.
وشنّ عناصر داعش هجومًا ليل الأحد على نقطة للجيش العراقي في قرية تل البصل بداقوق جنوب محافظة «كركوك»، تصدت له قوات الجيش العراقي دون خسائر تذكر، بينما شنت خلاياه هجومين متزامنين في ديالى وكركوك، أسفرا عن استتشهاد أحد عناصر الشرطة العراقية في منطقة منصورية الجبل بقضاء الحويجة بكركوك، وإصابة ومحاصرة أحد عناصر التنظيم، ولاذ البقية بالفرار.
لم يكتف التنظيم الإرهابي بالهجوم على قوات الشرطة والجيش العراقي فقط، بل كان لقوات البيشمركة الكردية نصيب من تلك الهجمات الإرهابية؛ حيث شّن مسلحو داعش الثلاثاء 7 أبريل 2020، هجومًا على قوات البيشمركة في ناحية كولجو التابعة لمحافظة السليمانية؛ ما أدى إلى مقتل عنصرين من البيشمركة.
لم تكن تلك الهجمات الأخيرة التي شنها التنظيم الإرهابي هي الأولى من نوعها لإعلان عودته في العراق، بل صعّد عناصره من العمليات الإرهابية على منطقة شمال شرق العراق في ديالي بالقرب من الحدود الإيرانية، وتنفيذهم العديد من الكمائن وإطلاق قذائف الهاون، وذلك عقب تعليق القوات الأمريكية عملياتها ضد التنظيم الإرهابي في العراق بعد مقتل «قاسم سليماني» قائد فيلق القس في 3 يناير الماضي، وسعت للتركيز على حماية قرابة 5200 جندي أمريكي في العراق؛ مخافة استهدافهم من قبل «داعش» أو الجماعات الموالية لإيران.
للمزيد: مؤشرات عودة «داعش» إلى العراق وسيناريوهات إنهاء الوجود الأمريكي





