المراكز البحثية.. هكذا تخترق تركيا ليبيا لدعم الإخوان
توظف تركيا كافة الأدوات والوسائل؛ من أجل إيجاد موطئ قدم لها في ليبيا، فبعد أن استخدمت ميليشياتها؛ لمحاربة الجيش الوطني الليبي، ودعم حكومة الوفاق، بقيادة «فايز السراج»، وإرسالها لمرتزقة سوريين للقتال، جاء دور المراكز البحثية؛ لإجراء عملية تغييب عقول الشعب، وتحريضه ضد مؤسسات دولته، ونشر فقط ما يريده الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
وتجلى دور تركيا في الاتفاق بين مركز
«سيتا» للدراسات السياسية والإستراتيجية، التابع للرئاسة التركية، والمركز
الليبي للبحوث والتنمية في طرابلس؛ بحجة متابعة الشأن الليبي على المستوى الداخلي
وتفاعلاته الإقليمية، وفقًا لما أعلنته وسائل الإعلام العربية، في مارس 2020.
واختير «سيتا»؛ لتنفيذ المهمة، باعتباره من أكبر المراكز الداعمة لجماعة الإخوان؛ حيث ينفذ عدة أنشطة، في
الكثير من الدول العربية، ويعمل على إعداد تقارير، بها معلومات مفبركة، حول الأوضاع
السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في البلدان التي يوجد بها؛ من أجل نشر فقط ما
يريده النظام التركي وجماعة الإخوان، ولذلك وجد في المركز الليبي للبحوث والتنمية، الذي يسيطر عليه أيضًا جماعة الإخوان برئاسة «السنوسي بسيكري»، الملاذ الذي يمكن
من خلاله تقوية أواصر التعاون؛ لتشوية صورة الجيش الوطني الليبي والمؤسسات
الليبية.
واستمر النظام التركي لتوطيد العلاقة
مع المركز الليبي الإخواني، في مطلع عام 2020، خاصةً بعدما مهدت أنقرة لهذا، عندما
سعت للتدخل في ليبيا؛ لدعم «السراج»؛ حيث أصدر مدير المركز الليبي «السنوسي»،
أكثر من مرة تصريحات؛ لحشد الشعب الليبي ضد الجيش الوطني، بقيادة «خليفة حفتر»، والترويج
والدفاع عن التدخل التركي في ليبيا، وكانت قناة «الجزيرة القطرية» تروج لكل ما
يقوله «بسيكري»، في محاولة لإسقاط الدولة الليبية.
وبداية التعاون، كانت عندما عقد
المؤتمر السنوي لمجلة رؤية التركية بطرابلس، بالتعاون مع المركز الليبي للبحوث
والتنمية، ومركز «سيتا» تحت عنوان: التغيرات الجيوسياسية في شمال أفريقيا «مقاربة
ليبية تركية»، في أبريل 2013؛ حيث زعم وقتها نائب رئيس الوزراء التركي «بشير
أتالاي»، أن علاقة تركيا مع ليبيا ليست علاقات منافع، بل علاقات أخوية من الصميم
إلى الصميم.
ولفت الناشطون الليبيون على موقع
«تويتر»، إلى أن استعانة «مركز سيتا» بـ«المركز البحوث والتنمية الليبي»؛ من أجل
متابعة الشأن الداخلي االليبي وإرسال الأخبار التي يحصل عليها إلى المرتزقة
في ليبيا؛ للسيطرة على الأوضاع في طرابلس.
للمزيد:
كلمة السر «سيتا».. خبراء تونسيون مع السراج بتكليف من أردوغان للغنوشي
عملية بزنس مالي
الباحث الليبي المتخصص في شؤون مكافحة الإرهاب، «محمد أبو راس الشريف»، قال في تصريح خاص لـ«المرجع»: إن أي اتفاقية بين أي مؤسسة تركية ومؤسسة ليبية مشبوهة، يأتي فى إطار جماعة الإخوان الإرهابية، وتحت مظلتها، من خلال تعزيز الشراكة بين هذا التنظيم في تركيا وليبيا، والدفع بالعمليات الإرهابية في المنطقة.
ولفت «الشريف»، إلى أن
التدخل التركي في ليبيا، توسع في الآونة الأخيرة، عبر إرسال المرتزقة من سوريا إلى
ليبيا، وكذلك من خلال إمداد الميليشيات بالسلاح والدعم المالي القطري، عبر وسطاء
محليين، تحت بند رجال أعمال ليبيين، ولازالت تركيا تقوم بإرسال الطائرات المسيرة، عبر
مطار مصراتة وميناء مصراتة البحري.
وأضاف، أنه حاليًّا في
ليبيا، لا توجد مراكز بحثية بمعنى المراكز البحثية، وذلك بسبب السيطرة الكليه لجماعة
الإخوان على معظم المراكز الكبرى في العاصمة طرابلس؛ ما يضع تلك المراكز تحت أيدولوجيا وفكر الإخوان، دون غيرها.
وأشار «الشريف»، إلى أن
الشعب الليبي منذ سنوات، لديه وعي تام، بأن جماعة الإخوان جماعة إرهابية، وخير دليل
على ذلك، انتفاضة الشعب الليبي في كل المناطق التي يقترب منها الجيش، وفك القيد من
الميليشيات، ففي شرق ليبيا وجنوبها ووسطها، شهدنا ذلك، وآخرها كانت مدينة «سرت»، التي استجابت وتحررت في أقل من ساعتين؛ بسبب دعم الأهالي للجيش، ورفضهم الخضوع للجماعات الإرهابية،
ولذلك فلن يكون هناك تأثير لهذه المراكز على وعي الشعب الليبي، ومايتم هو عملية
بزنس مالي فقط.
للمزيد: المال القطري يسطر مبررات «أبحاث تونس» عن علاقة «أردوغان» و«السراج»





