إخفاق إيراني جديد.. ماذا بعد انشقاق فصائل الحشد الشعبي بالعراق؟
في إخفاق إيراني جديد بالعراق، أتى انشقاق عدد من فصائل الحشد الشعبي ليمثل تحديًا جديدًا أمام طهران في وقت تتراكم فيه الملفات والمشاكل على طاولة صانع القرار بها لتصعب من مهمته التي باتت صعبة أصلًا بسبب خسارة قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى، والذي قتل بغارة أمريكية في الثالث من يناير الفائت؛ فضلا عن انفجار عددٍ من المشاكل دفعة واحدة أبرزها فقدان السيطرة على انتشار فيروس كورونا، الذي بات ينتشر بشكل مروع حتى أجهز على عددٍ من السياسيين والقادة.
وفي خِضم مرحلة عدم الاتزان الإيراني تلك، يواجه نفوذ طهران تهديدًا مُتزايدًا في العراق، إذ يعتمد الإيرانيون هناك على الميليشيات المسلحة المنضوية تحت لواء ما يُسمى بالحشد الشعبي، وهي قوات شيعية تبلغ أعدادها عشرات الآلاف ومتهمة دوليًّا بارتكاب مجازر طائفية خلال السنوات الماضية؛ لكن يبدو أنها اليوم باتت تسعى للخلاص من ربقة التبعية الإيرانية بشكل واضح وصريح.
للمزيد : بعد مقتل «المهندس».. مستقبل غامض ينتظر «الحشد الشعبي»
وتدين تلك الفصائل بالولاء للمرجع الشيعي الأعلى، علي السيستاني، الحائز على رتبة «آية الله العظمى» وهو المرجع الأبرز في العراق والذي ينظر إليه كمنافس رئيسي للمراجع الإيرانيين وعلى رأسهم المرشد الإيراني على خامنئي شخصيًّا.
ومن اللافت أن هذا القرار جاء بعد اجتماع قادة الفصائل الأربعة مع وزير الدفاع العراقى نجاح الشمري لمناقشة آلية تنفيذ اندماج مقاتلي الفصائل في المنظومة الأمنية الرسمية.
وقد أدت حادثة اغتيال «أبو مهدي
المهندس» نائب رئيس الحشد بصحبة «قاسم سليماني في يناير»، إلى انقسامات
كبيرة حول توزيع المناصب بعد غياب المهندس ومرافقيه من قادة الحشد، ما أدى لإصدار
تلك الفصائل بيانًا في الثاني والعشرين من فبراير الماضي تعلن فيه رفضها لترشح القيادي
في كتائب «حزب الله» العراقية «أبو فدك المحمداوي» نائبا لرئيس
الحشد.
ورغم اعتراض الفصائل الأربعة تم تعيين «المحمداوي»، في المنصب
الذي تفوق أهميته منصب رئاسة الحشد والذي يشغلها «فالح الفياض»، وهو بالمناسبة ذى
لم يكن له حضورٌ قويٌ خلال عملية الاختيار، إذ كانت لكتائب حزب الله العراقي اليد الطولى
في تعيين المحمداوي ليقود الحشد الذي يضم أكثر من 40 ميليشيا.
ويتابع التقرير أن قادة هذه الفصائل الأربعة
كانوا قد التقوا في وقت سابق مع نظرائهم من الفصائل المدعومة من إيران لإبلاغهم رسميًّا
بقرارهم بالانفصال عن الحشد الشعبي، وجاء هذا الأمر مباشرة بعد أن حصلوا على موافقة
الشيخ عبد المهدي الكربلائي أحد أبرز مساعدي السيستاني.
ويعد انسحاب هذه الفصائل من هيئة الحشد
في العراق بمثابة رفع الشرعية جزئيًّا عن الحشد الشعبيه، وربما يصدر توجيه من «السيستاني» بإنهاء العمل بفتواه التي أطلقها في 2014، وشكلت المرجعية الشرعية لدى الطائفة الشيعية لتشكيل الحشد من الأساس.
وكانت الحكومة العراقية أصدرت مرسومًا في
يوليو من العام الماضي2019 يأمر جميع قوات الحشد الشعبي بالاندماج بشكل كامل في قوات
الأمن العراقية، ولكن لم يتم تنفيذ القرار.





