ad a b
ad ad ad

«التلون».. خطة الإخوان للبقاء فى المشهد السياسي الجزائري

الجمعة 27/مارس/2020 - 05:43 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
تحلت جماعة الإخوان في الجزائر، بطبيعة الأفاعي في استبدال جلودها مع المواقف المتعددة لتتعايش مع تغيرات الطبيعة والمناخ المختلف، على مدار تاريخها، إلا محاولاتها باءت بالفشل، إذ لعبت بمبدأ التقية السياسية، أمام أي عاصفة تعصف بها، وهو ما أكده القيادي المنشق عن الجماعة «ثروت الخرباوي» في كتابه «سر المعبد»، أن تنظيم الإخوان الدولي، يستخدم التقية في التزلّف والكذب والتزوير، مؤكدًا تلوث أفكار هذا التنظيم بأفكار ماكرة للمراوغة والمخادعة.


بدأ منهج التلون بعدما شهدت الجزائر بين عام 1992 و2002، واحدة من أسوأ موجات العنف، وهو ما سمي فيما بعد بالعشرية السوداء؛ تلك العشرية التي كان الإسلاميون طرفها الأول في مواجهة الجيش الجزائري؛ وذلك بعد إلغاء الانتخابات البرلمانية التي فاز فيها الإسلاميون وجبهة الإنقاذ على وجه التحديد.

ومع نهاية العشرية السوداء، وانضواء جموع الإسلاميين على اختلاف توجهاتهم تحت عباءة المصالحة الوطنية التي أطلقها الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة، أيقن الإسلاميون كارثية حمل السلاح ومواجهة الدولة، ومن ثمً قبلوا الانخراط في العملية السياسية, والمشاركة الانتخابية بغية الوصول إلي الحُكم.
«التلون».. خطة الإخوان
الجماعات الإسلامية في الجزائر لم تشارك في الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في 22 فبراير2019، لكن بعدما أعلن الرئيس السابق بوتفليقة في أبريل 2019، استقالته من رئاسة البلاد، تصدر إخوان الجزائر الصفوف الأولى من المظاهرات في خطوة تهدف للتموقع سياسيًّا بعد مرور 7 سنوات على انسحابهم من تحالف داعم لبوتفليقة أستمر لمدة 10 سنوات.

وأصدرت جماعة الإخوان، عبر حركة مجتمع السلم «حمس»، بيانًا أشادت فيه بما أسمته بـ«تحرير الحراك الشعبي» للمجتمع ولقطاعات عريضة في مؤسسات الدولة، الذى استطاع الجمع بين جميع الجزائريين باختلاف ألوانهم السياسية والأيديولوجية والفكرية، ووحدتهم على مطلب واضح وصريح يتمثل في رحيل نظام بوتفليقة ورموزه، حسب بيان للجماعة.


ومع بداية التجهيز للانتخابات الرئاسية التي تمت في عام 2019، أعلنت حركة مجتمع السلم "الإخوان في الجزائر"، عدم المشاركة في السباق بمرشح أو دعم أي من المتنافسين، لكن وفي الوقت نفسه لم تدع الحركة إلى المقاطعة للانتخابات.

وقدمت جماعة الإخوان، اعتراضات على شروط تنظيم الانتخابات من قبيل اعتراضها على استمرار رموز نظام بوتفليقة في دواليب الحكم، وهي اعتراضات الحراك المناوئ للعملية الانتخابية في الحقيقة، وعلى هذا الأساس أعلنت مقاطعتها للانتخابات.

عبد المجيد تبون
عبد المجيد تبون
ومع ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها عبد المجيد تبون في ديسمبر 2019، سارعت الحركة لدعمه، وهو ما عُد خيانة لمطالب الحراك الذي اعتَبر في قطاع كبير منه الانتخابات الرئاسية إعادة إنتاج لنظام بوتفليقة بوجوه أخرى، بل ومخالفة لتصريحات الحركة نفسها قبيل الانتخابات، وسارعت للتحالف مع السلطة الجديدة لتضمن لنفسها كما تعتقد حصة من الكعكة مع النظام الجديد.

وأكد عبدالرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، فى ديسمبر 2019 ، أن من واجب الحركة إعطاء الرئيس الفرصة كاملة للإصلاح وتدعوه للحذر من الفاسدين والانتهازيين، قائلا: إن حركة مجتمع السلم، مستعدة للمشاركة في الحوار مع السلطة؛ لأننا من دعاة التوافق وتمنينا أن يكون التوافق خلال الانتخابات لكن من بيدهم الحكم يتحملون مسؤوليتهم، الرئيس إذا أحسن سندعمه وإذا أخطأ سنقومه، وإذا ما دعينا للحوار فسنشارك فيه.
"