بعد لقاء بروكسل.. المال الأوروبي يتدفق على خزائن «سلطان أنقرة»
بعد جلوس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على مائدة المفاوضات في بروكسل، مع أورزولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، الإثنين 9 مارس 2020، وتأكيد الأخيرة على تمسكها باتفاقية اللاجئين التي وقعها الاتحاد الأوروبي مع أنقرة عام 2016 بشأن الهجرة، تبرز عدة استشرافات للمستقبل في إدلب بالشمال السورى، ومصير اللاجئين على الحدود "التركية ـــ اليونانية".
التأكيد من قبل رئيسة المفوضية الأوروبية على التمسك باتفاق اللاجئين، قد يدفع الرئيس التركي، إلى الرضوخ وإعادة اللاجئين مرة أخرى إلى بلاده، مقابل دفع أوروبا المزيد من المال إلى أنقرة، لضمان الحيلولة دون وصولهم إلى القارة العجوز.
ونصت اتفاقية الهجرة واللاجئين بين أنقرة والاتحاد الأوروبي، عام 2016، على
أن تعمل تركيا على منع هجرة اللاجئين إلى أوروبا عبر اليونان، مقابل 6 مليارات يورو يقدمها الاتحاد لتحسين ظروف اللاجئين في تركيا.
وبرغم ذلك، أعلن مولود تشاووش أوغلو، وزير الخارجية التركي، في 23 يناير
2020، أن الاتحاد الأوروبي لم يدفع نصف الأموال التي تعهد بمنحها لأنقرة، في إطار الاتفاق
حول معالجة قضية اللاجئين السوريين، وهو ما قد يكون جزءًا مقصودًا من كلمة رئيسة
المفوضية الأوروبية: «سنقوم بتحليل الأجزاء التي لم يتم تنفيذها».
وإذا تم تنفيذ ذلك لإنهاء الأزمة الحالية، ستبقى هناك معضلة أخرى، تتمثل في «الاستخدام الدائم» للاجئين كورقة ضغط «رابحة» بيد الرئيس التركي، يستغلها ضد أوروبا
لإجبارها على الموافقة على ابتزازه.
وفي هذه الأثناء، ظهرت بوادر انفراجة من جهة أخرى، إذ قررت الحكومة الألمانية
استقبال عدد محدود من أطفال اللاجئين في المخيمات باليونان، وقال مصدر مسؤول في أثينا،
الثلاثاء 10 مارس، إن برلين ستستقبل ما بين 80 إلى 100 طفل من المخيمات.
للمزيد.. من التهديد للاستجداء.. أردوغان في بروكسل مع قادة الاتحاد الأوروبي لبحث أزمة اللاجئين
دعم أمريكي في إدلب
كان الهدف الأساسي من دفع اللاجئين من قبل تركيا نحو أوروبا، إجبار الأخيرة على الوقوف بجوار أنقرة في المعركة الدائرة في إدلب والشمال السوري بشكل عام، إلا أن تأكيد «المفوضية الأوروبية» على التمسك بالاتفاقية، أطاح بهذا الطموح، وبرغم ذلك لم ينهه.
كما يُقال قد «يضرب أردوغان عصفورين بحجر واحد»، يتقاضي أموالًا من الاتحاد الأوروبي مقابل احتجاز اللاجئين فى بلاده، وفي الوقت ذاته يستمر في خوض عدوانه في إدلب، خصوصًا بعد تأكيد جيمس جيفري، الممثل الأمريكي الخاص المعني بسوريا، في تصريحات صحفية أدلى بها عقب وصوله إلى بروكسل، الثلاثاء 10 مارس 2020، أن بلاده تدرس سبل دعم تركيا في الساحة السورية، مشددًا على أن «كل الخيارات مطروحة على الطاولة».
وذكر «جيفري» أن بلاده تدرس ما يمكنها فعله من الجو، مستبعدًا إشراك الولايات المتحدة قوات برية لمساعدة تركيا في إدلب، مضيفًا: «لا أعتقد أن روسيا والحكومة السورية مهتمتان بوقف دائم لإطلاق النار في إدلب، وتسعيان لتحقيق نصر كامل».
وهدد الممثل الأمريكي: «إذا انتهكت روسيا والحكومة السورية وقف إطلاق النار فإن أمريكا وحلفاءها الأوروبيين سيردون بسرعة بإجراءات وربما عقوبات»، في إشارة واضحة منه إلى الاستعداد التام للوقوف إلى جوار أنقرة ضد موسكو ودمشق.
قمتان مرتقبتان
في السياق ذاته، أعلن رجب طيب أردوغان، الثلاثاء 10 مارس 2020، أن كلًا من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، سيزوران بلاده فى 17 من نفس الشهر، لمناقشة أزمة الهجرة، مضيفًا فى تصريحات على متن طائرته أثناء عودته من بروكسل، أن القمة ستكون رباعية حال تمكّن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من الانضمام إليها.
ورغم التوتر الواضح خلال لقاء بروكسل، فإن «أردوغان» بدا متفائلًا، إذ صرح قائلًا: «يمكننا بدء عملية جديدة مع الاتحاد الأوروبي، واتّخذنا الكثير من الخطوات وسنواصل القيام بذلك»، متابعًا: «آمل بتحقيق مزيد من التقدّم بشأن اتفاق الهجرة الجديد مع بروكسل».
ويبدو من تصريح الرئيس التركي، أنه يريد مواصلة الاتفاق مع دول الاتحاد الأوروبي بشأن قضية اللاجئين، وأنها ستكون محور اللقاء المرتقب في 17 مارس، بالإضافة إلى قمة قادة الاتحاد الأوروبي المقرر عقدها في 26 من الشهر نفسه.
للمزيد.. خبير في الشأن التركي: اليونان لن تفتح حدودها و«أردوغان» غرر باللاجئين





