من التهديد للاستجداء.. أردوغان في بروكسل مع قادة الاتحاد الأوروبي لبحث أزمة اللاجئين
هدأت حدة تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تجاه دول الاتحاد الأوروبي، وتحديدًا اليونان، وتحولت نبرته من التهديد والوعيد إلى ما يشبه الاستجداء والتوسل، أثناء حضوره اجتماعًا بمسؤولين أوروبيين في بروكسل، الإثنين 9 مارس 2020؛ لمناقشة أزمة اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين المحتشدين على الحدود اليونانية.
الدوافع الحقيقية.. ضغط
وابتزاز
ورغم اعلان ألمانيا اعتزامها
تكوين تحالف تطوعي من دول الاتحاد الأوروبي –دون الإعلان عن أسماء الدول- لاستيعاب
أكبر قدر مسموح به -وفق قوانين الاتحاد- من الأطفال العالقين على الحدود التركية
اليونانية، إلا أن أردوغان واصل اتهام أوروبا بتخليها عن بنود اتفاقية اللاجئين
المبرمة بين بلاده والاتحاد والتي يتحصل بموجبها على مليارات الدولارات؛ في متاجرة
واضحة بملف اللاجئين للحصول على قدر اكبر من المكاسب المادية او السياسية.
للمزيد: هي
للإرهابيين فقط.. مسؤولو تركيا لأوروبا: بلادنا ليست فندقًا لمواطني الدول الأخرى
وعقب الأحاديث التي خرج بها
«أردوغان» نهاية فبراير 2020، بفتح الأبواب أمام اللاجئين للتدفق إلى اوربا
عبر اليونان، قلل أردوغان من نبرته التهديدية، دعا اليونان إلى فتح الأبواب أمام موجة اللجوء؛ حيث كان قد قال في خطاب له أمام تجمع لحزب العدالة
والتنمية الحاكم بإسطنبول: «دعوهم يذهبون إلى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، وآمل أن أعود من بلجيكا بنتائج مختلفة»، مؤكدًا، أن بلاده ستبقى أبوابها مفتوحة
أمام الراغبين بالتوجه إلى أوروبا، ولا طاقة لدى أنقرة لاستيعاب موجة هجرة جديدة.
وتأتي تصريحات أردوغان-
شبه اليومية- عن اللاجئين السوريين، كحلقة جديدة من مسلسل المتاجرة بمن
تطاردهم حكومة بلاده، وتجبرهم على الرحيل ليلًا إلى مدن صغيرة لا يستطيعون فيها
تأمين قوت يومهم، أو ترحلهم قسرًا إلى مناطق غير آمنة في سوريا، في حملة اعتقال
ضارية.
تقرير التايمز
على صعيد متصل، نشرت صحيفة
«تايمز» البريطانية، تقرير «أردوغان يريد المزيد من أموال الاتحاد الأوروبي؛ لوقف تدفق اللاجئين»، إنه من المتوقع أن يطالب الرئيس التركي بالمزيد من
المال من الاتحاد الأوروبي- إضافةً إلى ستة مليارات يورو من
المعونات لتركيا- مقابل وقف «طوفان المهاجرين» على حدود اليونان، ونوهت التايمز إلى أن القادة الأوروبيّين يواجهون ضغوطًا
لإنفاذ اتفاق يبقي على نحو أربعة ملايين نازح ولاجئ داخل تركيا، ولكنّهم لا يودّون الإذعان لما يراه الكثير من الدبلوماسيّين
الأوروبيّين ابتزازًا من قبل تركيا.
وألمحت الصحيفة البريطانية إلى
أن «أردوغان» قد يطلب خلال اجتماعه مع رئيسة المفوضية الأوروبية «أوسولا فون دير
لاين»، تخفيف القيود على التأشيرة وتخفيض القيود على التجارة، موضحةً أن «أردوغان»
هدّد بفتح الأبواب لمئات الآلاف من المهاجرين إذا لم توافق أوروبا على مطالبه، ويقول: إنّ الاتحاد الأوروبي لم يلتزم باتفاقه
مقابل تشديد تركيا لقبضتها على الحدود، ومنع تدفّق اللاجئين.
للمزيد: مطامع
أردوغان على حساب اللاجئين تهدد بتحول حدود اليونان لـ«بؤرة كورونا»
تحالف لاستيعاب اللاجئين
من جانبها، قالت الحكومة
الألمانية في بيان لها، الإثنين 9 مارس 2020: إن هناك على المستوى الأوروبي مفاوضات
تجرى هذه الأيام بشأن حلّ إنساني؛ بهدف تنظيم رعاية هؤلاء القصر في إطار تحالف من
المتطوعين، دون تحديد أسماء الدول المعنية بهذا التحالف التطوعي.
وأبدت الحكومة الألمانية
استعداد بلادها لاستقبال «العدد المناسب» من مجموع هؤلاء القاصرين،
وذلك في إطار «التحالف التطوّعي» الذي يتمّ التفاوض بشأنه، وأن برلين ستدعم
اليونان في مواجهة الوضع الإنسانيّ الصعب لِما بين 1000 و1500 قاصر موجودين في جزر
اليونان، مشيرةً إلى أن «الأمر يتعلّق بأطفال هم بحاجة ماسّة؛ بسبب مرضٍ
ما، إلى عناية، أو بأطفال غير مصحوبين، ويبلغون من العمر أقلّ من 14 عامًا وغالبيّتهم بنات.
للمزيد: «الإسلاموفوبيا»
يدين استغلال تركيا ورقة اللاجئين السوريين للضغط على أوروبا





