عملية السفارة الأمريكية.. هل تدفع تونس ثمن التدخل التركي في ليبيا؟
الأحد 08/مارس/2020 - 03:54 م
أحمد عادل
ربما تدفع تونس الآن ثمن الجوار الليبي؛ خاصة بعد الدعم التركي لحكومة الوفاق بزعامة فايز السراج، إذ استيقظ التونسيون صباح الجمعة 6 مارس 2020، على دوي عملية إرهابية استهدفت دورية أمنية بالقرب من السفارة الأمريكية في العاصمة تونس، أسفرت عن مقتل ضابط، وإصابة 6 آخرين.
وبحسب بيان أمني تونسي، فإن انتحاريين هما الزنيدي محمد سنيم، 29 عامًا، ولعقة خبيب، 27 عامًا، خرجا من السجن مؤخرًا بعد تنفيذ عقوبة السجن بتهمة الانتماء لتنظيم إرهابي، دون الإعلان عن ماهية التنظيم.
التدخل التركي في ليبيا
وكان للتدخل التركي في ليبيا، الذي جلب المرتزقة من الفصائل السورية المسلحة، دور في تسلل العناصر الإرهابية -التي لم يعرف انتماؤها بعد- لتنفيذ تلك العملية.
وبحسب موقع «العربية»، الذي قال في تقرير بعنوان «حدود تونس.. نقاط تسلل محتملة لمرتزقة أردوغان إلى ليبيا»، فإن المنطقة الحدودية بين تونس وليبيا تصل إلى ما يقرب من 461 كيلومترًا من أقصى الشمال إلى الجنوب، وهي مناطق قد يتسلل منها الدواعش والمرتزقة إلى تونس، وهو ما أعلنت السلطات التونسية مرارًا أنها لن تسمح به أو تغض الطرف عنه.
وفي يناير 2020، أعلنت وزارة الداخلية التونسية عن مصادرة كمية من الأسلحة بمنطقة بني خداش التابعة لولاية مدنين، تتمثل في 35 بندقية هجومية، وتبين أنها أسلحة تركية قادمة من ليبيا، ومهربّة إلى تونس عبر ولاية تطاوين نحو منطقة فريانة من ولاية القصرين الواقعة وسط غرب تونس على الحدود مع الجزائر.
عمليات «داعش» في تونس
في يوليو 2015، قدر خبراء في الأمم المتحدة، عدد التونسيين الذين التحقوا بتنظيمات جهادية، بأكثر من 5500 شاب، موزعين كالتالي 4000 تونسي في سوريا، وما بين 1000 و1500 في ليبيا، و200 في العراق، و60 في مالي و50 في اليمن، وتتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا.
وفي ديسمبر 2017، أجرى مركز «فيريل» الألماني للأبحاث، دراسة عن أعداد المقاتلين الأجانب داخل تنظيم «داعش» الإرهابي، واحتلت تونس المركز السادس بنحو 12 ألفًا و800 إرهابي، منذ اندلاع الحرب في سوريا، قتل منهم نحو 5 آلاف، كما كشفت الدراسة أن عدد النساء التونسيات المشاركات في صفوف تنظيم داعش الإرهابي في سوريا وصل إلى 66 امرأة.
وفي يوليو 2019، أظهر فيديو منسوب لتنظيم «داعش» مجموعة من المسلحين يحثون على المزيد من الهجمات في تونس، ويؤكدون مبايعتهم لزعيم التنظيم «أبي بكر البغدادي» المقتول في أكتوبر 2019، وجاء ذلك عقب الهجمات التي عُرفت بـ«هجمات الخميس الدامي»، والتي نُفذت في يونيو 2019.
الأحداث الجارية في ليبيا فرضت حالة من الطوارئ على الشارع التونسي تحسبًا لزيادة العمليات الإرهابية، ويُذكر أنه تم فرض حالة الطوارئ منذ 24 نوفمبر 2015؛ عقب العملية الإرهابية التي تم فيها تفجير حافلة للأمن الرئاسي، أسفرت عن مقتل 13 أمنيًّا، وإصابة آخرين.
ويرى المحلل السياسي التونسي، نزار مقني، في تصريح لـ«المرجع»، أن سبب تلك العمليات الإرهابية يرجع إلى انسياب الحدود التونسية البرية من جهة ليبيا؛ حيث أصبحت المنفذ الوحيد أمام ميليشيات حكومة فايز السراج، بعد سيطرة الجيش الوطني الليبي على أغلب المنافذ البرية والبحرية.





