ad a b
ad ad ad

أكراد إيران.. غرباء في وطنهم وضحايا للتمييز الطائفي

السبت 07/مارس/2020 - 04:35 م
المرجع
إسلام محمد
طباعة
في مسلسل لا ينتهي من الاضطهاد والتمييز، تعاني الأقلية الكردية في إيران من السياسة الممنهجة التي يتبعها النظام الذي تهيمن عليه طائفة رجال الدين الشيعة الإثناعشرية؛ إذ يشكل الكرد أكبر أقلية سنية في عموم البلاد، ويمثلون 10% من جملة الشعب الإيراني.

وتقطن أكثرية الأكراد محافظات کردستان وکرمانشاه وإيلام وأذربيجان الغربية، وجميعها تقع غرب البلاد، وينتشرون على الحدود مع العراق وتركيا؛ حيث يعيش الملايين من أبناء جنسهم على الجانب الآخر من الحدود.

وتعيش الأقلية الكردية حالة من الغضب المكتوم منذ أسبوعين بعد المجزرة التي ارتكبتها ميليشيات الحرس الثوري في المنطقة ضد 7 شباب من صغار السن، يعملون كحمالين عبر الحدود منتصف فبراير2020.

وقد قُتل الصبية الأكراد رميًا بالنار على الحدود الغربية قرب مدينة نوسود في محافظة كرمانشاه؛ ما تسبب في زيادة نسبة مقاطعة السكان للانتخابات البرلمانية التي جرت في 21 فبراير 2020، رغم تزلف وسائل إعلام النظام لهم واستجدائها للمصوتين عبر بث الأغاني الكردية على غير العادة، واستخدام الإعلاميين الحكوميين مصطلحات تدغدغ مشاعر الأكراد القومية، على غرار وصفهم بـ«أبطال الأمة» والتغزل بـ«روح الأمة الكردية»، لكن كل تلك الأساليب لم تجدِ في التغلب على حالة الحزن التي خيمت على الكرد بعد المجزرة التي حصدت أبناءهم، لاسيما وأنها جاءت بعد شهرين فقط من اشتعال الاحتجاجات الشعبية في نوفمبر 2019، عقب قرار زيادة أسعار الوقود؛ إذ شهدت مدينة مريوان الكردية اشتباكات مسلحة عنيفة بين النظام والمواطنين، أسفرت عن وقوع قتلى من الجانبين.

كما أن حادثة قتل الصبية السبعة تأتي بعد أيام من إصدار المحكمة الإيرانية العليا، حكمًا بإعدام 7 من الكرد السنة اتهمتهم مخابرات الحرس الثوري بقتل رجل دين في محافظة أذربيجان الغربية منذ 12 عامًا، رغم تبرئتهم من تلك التهمة من قبل.

ويعاني الكرد من شظف العيش؛ بسبب تضييق النظام الطائفي عليهم وحرمانهم من الوظائف وفرص العمل، ولذا يمتهن كثير منهم العمل كـ«كولباران»، وهي كلمة تعني«الحمّالين أو العتالين» باللغتين الكردية والفارسية، لكن حتى في تلك المهنة الشاقة التي يمتهنها الفقراء وبعضهم من السيدات وكبار السن والأطفال، لم يتركهم نظام الملالي في حالهم، فهو يمنعهم من العمل بشكل شرعي ويقتل من يعمل في تهريب البضائع بأثمان زهيدة؛ سعيًا لسد جوعه.

ففي العام الماضي وحده، قُتل ما لا يقل عن 74 حمّالًا على الحدود بحسب الأرقام التي نشرتها الإذاعة البريطانية، منهم 50 شخصًا قتلوا على يد الجيش، و 23 ماتوا؛ نتيجة السقوط من المنحدرات وانهيارات الجليد.


وقد تواصل اضطهاد الكرد في زمن الشاه وحتى بعد وصول الملالي للحكم؛ إذ أصدر الخميني في بداية حكمه فتوى يصفهم فيها بـ«الكفار» ويدعو القوات الرسمية لقتالهم، رغم مشاركتهم معه في الثورة ضد النظام البهلوي الذي كان يقمعهم بدوافع قومية.


جمهورية مهاباد
وكان أكراد إيران نجحوا في تكوين دولة مستقلة لهم شمال غرب إيران في الأربعينيات بدعم من السوفييت، فتم إعلان حكومة يسارية مستقلة، وكونت هذه الحكومة مجاميع كردية مسلحة حلت محل الشرطة الإيرانية، لكن بسبب الضغوط الأمريكية على موسكو التي تخلت أخيرًا عن جمهورية مهاباد الكردية، واستطاع الجيش الإيراني إعادة سيطرته عليها مرةً أخرى، وإعدام رئيسها قاضي محمد وابن عمه، الذي كان وزيرًا للدفاع آنذاك.

"