مسلمو سريلانكا.. أقلية تعاني الاضطهاد
تشهد الأقلية المسلمة في سريلانكا (شمال المحيط الهندي) حالة من الاضطهاد الديني، ما دفع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية «جيفري فيلتمان» أواخر سبتمبر 2018 إلى إدانة أعمال العنف التي استهدفت مساجد ومتاجر للمسلمين في البلاد.
وتشير التقارير الصحفية إلى مقتل وإصابة نحو 20 مسلمًا بجروح إلى جانب
حرق وتدمير نحو 200 متجر ومنزل على يد عصابات من العرقية السنهالية (69% من
السكان ويشكل البوذيون معظم أفرادها) وأكثر من 11 مسجدًا وفقًا لإحصاءات الشرطة
السريلانكية التي نقلتها عنها وكالة فرانس برس للأنباء.
وتعيش سريلانكا حالة من الشد والجذب بين الأقلية المسلمة والسنهالية،
وظهرت الأزمة مجددا في مارس 2018 بعد أن عثر على جثة مسلم متوفيا في مبنى تم
إحراقه، بعد يوم من وفاة سنهالي متأثرًا بجروح نتيجة هجوم قيل أن وراءه مسلمون.
هذه الأنباء دفعت الحكومة السريلانكية، إعلان حالة الطوارئ وسيطر
الجيش على المشهد في محاولة لتهدئة الأوضاع بالمنطقة التي تبعد 115 كلم شرق
العاصمة كولومبو ورفع هذا الحظر بعد 4 أيام.
كما استوقفت الشرطة نحو 150 شخصًا بينهم السنهالي «انيت وييراسنغي»، الذي قيل إنه المحرك الرئيسي للأحداث، واتخاذها عددًا من الإجراءات الاحترازية تجنبًا لمزيد
من أعمال عنف فقطعت الحكومة حينها شبكة الإنترنت وحظر جميع منصات التواصل الاجتماعي،
بعد أن رصدت الشرطة عددًا من مثيري الشغب السنهاليين يستخدمون تلك الوسائل لتنسيق
هجمات على مؤسسات لمسلمين.
أوضاع المسلمين في سريلانكا
يُقدر عدد المسلمين في سريلانكا بحوالي 2 مليون نسبة أي 10% من السكان وينتمون إلى أقليتين (المورو والملايو) وكانت بداية الصراع الطائفي التي دامت لقرابة الثلاثين عامًا من الحرب الأهلية عقب الحملات الثورية الانفصالية للمتمردين الهندوس (15% من السكان) التابعين لجبهة «نمور التاميل» للتحرير والحكومة المركزيَّة «البوذية».
وكان موقف المسلمين في هذه الحرب الأهلية مؤيدًا للحكومة البوذية، فارتكب الهندوس بناء على ذلك عدة مذابح كبيرة ضدّ المسلمين كان أشهرها عام 1990م، إذ تسبّبت هذه الهجمات في قتل وتشريد 100 ألف مسلم وتحول المسلمون على أثرها إلى لاجئين في وطنهم إلى جانب تدمير أكثر من 200 مسجدٍ تاريخي.
أسباب الاضطهاد
تتعدد الأسباب الدافعة إلى الاضطهاد الديني الذي يتعرض له المسلمون في دول شرق آسيا نتيجة للاختلاف التشريعي؛ حيث تحرم البوذية كثيرًا من الطقوس الدينية عند المسلمين مثل ذبح البقر والطيور والاحتفالات بعيد الأضحى عند المسلمين، إذ يقدس البوذيون البقر ويحرمون ذبحها، وفق (مرصد الأقليات المسلمة دراسة بعنوان خريطة الأقليات المسلمة في آسيا.. بين التهميش والاضطهاد).
كما ينظر البوذيون إلى المسلمين على أنهم وافدون أو غرباء محتلون ويجب إخراجهم من البلاد، وفق قانون الجنسية، شأنهم شأن المحتل، ويتخذون موقفًا معاديًا منهم خاصة مع تنامي الأعمال الإرهابية في العديد من دول العالم والتي تنسب إلى مسلمين في الداخل والخارج خاصة مع تنامي التنظيمات الإرهابية مثل «داعش» ومن قبله القاعدة.
والسبب الثالث، هو محاولة تغيير الخريطة الديموجرافية وتوازنات القوى خاصة مع صعود الصين كلاعب اقتصادي؛ إذ يُلاحظ الدور الصيني في الأزمات التي يتعرض لها المسلمون في دول شرق آسيا.
دخول الإسلام إلى سريلانكا
انتشر الإسلام في جزيرة سريلانكا أو سيلان قديمًا مع دخول الإسلام إلى الهند والصين ودول شرق آسيا من خلال رحلات التجار العرب حتى أنه وصل في فترة من الفترات إلى سيادة الدولة كلها إلى أن جاء الغزو البرتغالي فمارس انتهاكات ضد السكان وأقام مذابح ضد المسلمين، وبعد مجيء الاحتلال البريطاني إلى الجزيرة قام بالعديد من عمليات التبشير بحسب (مرصد الأقليات المسلمة).
ويوجد في سريلانكا نحو 2 مليون مسلم ينتمي غالبيتهم إلى المذهب الشافعي، ينتشرون في أقاليم الجزيرة كافة ولهم نحو ألفي مسجد والعديد من المؤسسات الدينية مثل جماعة التبليغ والدعوة وجمعية علماء سريلانكا وجمعية أنصار السنة (منذ عام 1947) وترجمت إحدى هذه المنظمات معاني القرآن الكريم إلى اللغتين السنهالية ولغة التاميل، «اللغتين المحليتين» (وفقا لموقع Colombo telegraph ).
ويمتلك المسلمون في سريلانكا ثلاث صحف تصدر شهريًّا وأسسوا حزبًا سياسيًّا إسلاميًّا عام 1981 م وهو حزب المؤتمر الإسلامي السريلانكي في مدينة كولمبو، كما يوجد نحو مائتي مدرسة دينية بالجهود الذاتية دون تعاون حكومي كما أنها لا يعترف بشهادتها إضافة إلى وجود الجامعة النظيمية الإسلامية وهي معهد إسلامي، وفتح حديثا جامعة إسلامية تحت مسمى جامعة المصطفى (جمعية أنصار السنة في سريلانكا).





