ad a b
ad ad ad

بخطة قومية للاندماج.. السلطات الألمانية تحاصر اليمين المتطرف

الأحد 01/مارس/2020 - 08:16 م
المرجع
أنديانا خالد
طباعة
في توجه لتعزيز جهود مكافحة اليمين المتطرف، أعلنت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الهجرة واللاجئين والاندماج، أنيته فيدمان، الجمعة 28 فبراير 2020، عن توفير مراكز لدعم ضحايا هذا السلوك، فضلًا عن خطوط هاتفية للإغاثة في حالة التعرض لمواقف عنصرية بهدف تحقيق المزيد من التصدى له، وربط تلك الجهود بخطة عمل قومية للاندماج.


بخطة قومية للاندماج..
وتشارك 11 وزارة اتحادية وممثلون من الولايات المختلفة والبلديات إلى جانب ممثلين عن المجتمع المدني وجمعيات وروابط المهاجرين، في صياغة الخطة القومية للاندماج ومكافحة التطرف اليميني.

ومن كبرى الجرائم اليمينية التى أحدثت دويًا داخل المجتمع والأوساط السياسية، خلال السنوات الأخيرة، وتحديدًا في يونيو 2019، جريمة قتل، السياسي الألمانى "فالتر لوبكه"، المؤيد لاستقبال اللاجئين في البلاد، على يد يميني متطرف، ما دعا الحكومة للالتفات إلى ضرورة مكافحة التطرف اليميني، خصوصًا بعد تقرير أمني تحدث عن زيادة عدد المتطرفين.

وانتفضت الحكومة في أعقاب تلك الحادثة وبدعوة منها، ناقش البرلمان في جلسة خاصة له تداعيات تلك العملية وأكدت خلالها عزمها ملاحقة الكراهية والعنف اليميني، إذ قال وزير الداخلية هورست زيهوفر، إنه يريد اتباع استراتيجية عدم التسامح مطلقًا، مع شعارات الكراهية ومعاداة السامية ومعاداة الأجانب، واصفًا التطرف اليميني بـ«الخطر الكبير».
أعقب ذلك فى 30 سبتمبر 2019 محاكمة أعضاء خلية «إرهابية» عرفت بـ«ثورة كيمنتس»، واتهم عناصرها بالتآمر لتنفيذ أحداث عنف في البلاد، وفي 11 نوفمبر 2019، كشف وزير الداخلية «هورست زيهوفر» أن وزارته تدرس حظر أنشطة ست جماعات يمينية متطرفة في البلاد.

وعلى طريق ملاحقة جماعات وعناصر اليمين المتطرف، شكلت ولاية «شليزفيج-هولشتاين» في شرق ألمانيا فريقًا متخصصًا من أجل ذلك الغرض، وقال الرئيس المؤقت للمكتب الإقليمي لهيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في الولاية، يوآخيم ألبرشت، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، إن الغرض من تشكيله هو مكافحة اليمين المتطرف، مضيفًا أن أعضاء الفريق الذي يضم أكثر من 10 أفراد، بدأوا بالفعل العمل على تتبع آثار عناصر يمينية متطرفة على شبكة الإنترنت.

وجدير بالذكر أن "آمادو أنتونيو كيوا" ذي الأصول الأفريقية، يعد من أوائل ضحايا عنف اليمين المتطرف في ألمانيا، حين هاجمته مجموعة من النازيين الجدد في 24 نوفمبر 1990، وقتلته ومثلت بجثته.


بخطة قومية للاندماج..
بداية الصعود

يقول السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن بداية صعود اليمين المتطرف في ألمانيا جاءت في عام 2015، عندما أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قبول دخول مليون لاجئ إلى البلاد، ما أحدث هزة في المجتمع الألماني، وأعطى فرصة للمتطرفين لكسب أول انتخابات تشريعية والحصول على مقاعد في البرلمان.

وأضاف «هريدي» في تصريح لـ«المرجع»، أن إقرار السلطات الألمانية خطة قومية للاندماج ومكافحة التطرف اليميني، هدفه سياسي لحماية التعددية السياسية في المجتمع ،خلال الفترة المقبلة، متوقعًا أن تتعامل الحكومة بكل جدية وحزم مع التطرف اليميني.

وأكد مساعد وزير الخارجية المصرى الأسبق، أن اليمين المتطرف ظاهرة مؤقتة في العالم، وهو أحد وجهي العملة، ففي الوجه الآخر يوجد الإسلام المتطرف، وكل منها يتغذى على الآخر، مشيرًا إلى أن ما يميز المجتمعات الغربية عن العربية أنهم يعترفون بأن لديهم تطرفًا، أما المجتمعات العربية فلا تعترف بوجود تطرف من قبل بعض الجماعات التي تحمل السلاح، موضحًا أن المجتمعات الغربية تتعامل مع التطرف بالديمقراطية والقانون.


بخطة قومية للاندماج..
تسويق القومية الاندماجية

ويعلق الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، على ذلك بأن ألمانيا ستنجح في فكرة القومية الخاصة للاندماج، بمواجهة اليمين المتطرف، مشيرًا إلى أن تلك الفكرة لا تنفصل عن التحرك «الألماني ــ الفرنسي» لمواجهة الإرهاب، فهناك تنسيق بين الدولتين لاتخاذ إجراءات ضد اليمين المتطرف.

وأضاف في تصريح لـ «المرجع»، أن الهدف من فكرة الاندماج، تطويق أنشطة التطرف اليمين سواء من حركات أو أحزاب، مشيرًا إلى أن هناك تخوفًا لدى الألمان أن يؤثر هذا الفكر على الاستقرار السياسي في البلاد.

وتوقع أستاذ العلوم السياسية، أن تنجح خطة الحكومة وتسوق في الدول الأوروبية كافة، مشيرًا إلى أن فكرة القومية الاندماجية تهدف إلى صهر المواطن في الدولة بهدف مواجهة الإرهاب والتطرف الفكرى.


"