«دواعش» الغرب والتعايش مع نظرائهم العرب.. عبث صنع الفارق
الأحد 01/مارس/2020 - 06:01 م
مجدى عبدالرسول
كشفت مجموعة حوارات صحفية أجرتها صحف أوروبية، قبل عدة أشهر مع عناصر من تنظيم داعش عادوا إلى أوطانهم، وجود فوارق اجتماعية بين العرب المنضمين منهم للتنظيم الإرهابي وبين الأوروبيين، بعضها تمثل في العادات والتقاليد، وأخرى في استخدام التكنولوجيا، التي نقلوها بحرفية تقنية عالية إلى آليات التنظيم، وتمثلت في كم إصدارات مرئية مكنته من البروز الإعلامي لفترة طويلة من الوقت.
«دواعش الغرب» هم الذين جاءوا إلى سوريا والعراق، بعد تمكن التنظيم من بسط نفوذه على مدينة الموصل العراقية في يونيو 2014، لكنهم اصطدموا بعوائق اجتماعية.
الصدمة كان الوصف الدقيق لـ«دواعش أوروبا» عن زملائهم «دواعش الشرق» بعد ما شاهدوه في معسكرات التنظيم في العراق وسوريا، أثناء شهاداتهم لمحرري الصحف الأجنبية.
الأزمات التي واجهت عناصر الغرب بدأت في الطعام، وكان الدواعش السوريين والعراقيين، على رأس تلك القائمة المزعجة بالنسبة لهم، في عدم مشاركتهم في تنظيف موائد الطعام بعد تناول الوجبات اليومية، وهي المهمة التي تحملها الـداعشي الأوروبي واعتاد على القيام بها بشكل يومي.
الصدمة
لم يكن تنظيف موائد الطعام هي الأزمة التي عاشها دواعش الغرب فقط، بل امتدت لتشمل استخدام شواحن الهواتف النقالة، وأجهزة الكمبيوتر، وغيرها من التقنيات الأخرى، إذ اعتاد «العربي» استخدام ما ليس بملكيته دون استئذان صاحب الجهاز الفعلي، مكتفيًا بابتسامة باهتة تدل على الاعتذار والشكر لعدم الاستئذان، دون تقديم مبررات لهذا الفعل الذي يراه الداعشي الأوروبي.. إنها عملية سطو على ممتلكاته.
تلك الأفعال كانت تؤدي إلى خلافات واندلاع مشاجرات بين الفريقين، وكانت تنتهي بتجمع دواعش الدول الأوروبية للعيش جنبًا إلى جنب، بعيدًا عن العرب.
وأثار دواعش أوروبا، في حواراتهم الصحفية ملاحظات عدة، حملت تجاربهم الفاشلة مع إخوانهم العرب، من الذين كانوا معتادين على عادات وتقاليد موروثة من مجتمعاتهم الشرقية، طبقوها حرفيًّا داخل التنظيم.
فشل إلكتروني
يروي أبو عمر البريطاني الجنسية، وهو من مسؤولي إصدارات «داعش» المرئية خلال خضوعه لتحقيقات داخل معسكر الهول، الذي تديره قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، أن عناصر التنظيم العرب كان بينهم عناصر ماهرة في تكنولوجيا الاتصال، قادمون من الشمال الأفريقي، ساعدته في تفجير طاقاته الإبداعية خلال الفترة الأولى للتنظيم الممتدة من عام 2014 وحتى عام 2016، نظرًا لإجادتهم اللغات الأجنبية، مضيفًا: بعد بدء الضربات الجوية لقوات التحالف ضد داعش، ومقتل معظم العناصر المهمة، تم نقل المركز الإعلامي للتنظيم إلى جهة أخرى، وتم استقدام عناصر بديلة لعناصر الشمال الأفريقي، كان معظمهم من جنسيات عربية أخرى.
ووصف أبو عمر هؤلاء، وكانوا عراقيي الجنسية بـ«العناد»، موضحًا أنهم لم يستطيعوا العمل بمفردهم دون مساعدته، وفي أول اختبار حقيقي لهم للعمل بمفردهم رسبوا جميعًا، وكأنهم لم يتلقوا أو يتعلموا شيئًا منه، رغم ترديدهم الدائم أنهم يعلمون كل شيء، وقادرون على تنفيذه بعد أول عملية تدريب.





